رغم أن الاعتراف جاء قبل عقود، إلا أنّ هذه القرية تعاني من تمييز صارخ في كافة مناحي الحياة
خاص "كل العرب" - تقع قرية عبدة العربية-البدوية إلى الجنوب من سهل البقار، في أقصى الجنوب، وحين يتم تحقيق الاعتراف بها بصورة رسمية على أرض الواقع، ستكون هذه القرية آخر قرية معترف بها في جنوبي البلاد.
ورغم أن الاعتراف جاء قبل عقود، إلا أنّ هذه القرية تعاني من تمييز صارخ في كافة مناحي الحياة، ويوجد فيها مدرسة من مبان متنقلة (كرفانات)، وينقصها كل المقومات لتتحول إلى قرية تمنح سكانها كل الخدمات التي تلزمهم، لكي لا يسافروا عشرات الكيلومترات للحصول على ما يحصل عليه كل مواطن في هذه البلاد.
جاء الاعتراف بالقرية عام 1994 إثر إضراب احتجاجي أمام مكتب رئيس الحكومة في القدس استمر 3 أشهر، قادته فضية أبو قردود، امرأة عربية من النقب سميت في حينه "المرأة الحديدية"، إضافة إلى رئيس اللجنة المحلية لباد طاسان وعدد من الناشطين الآخرين، بدعم من جمعية مؤازرة وحماية حقوق البدو، حيث جلسوا في حينه في خيمة بالرغم من البرد القارس والثلوج التي تساقطت، حتى انتزاع تعهد بالاعتراف بالقرية وعلى إثره بُنيت مدرسة ابتدائية وعيادة طبية.
وينظر طاسان إلى السنوات الطويلة التي ناضل خلالها من أجل الاعتراف، حيث تحول اسم عبدة إلى القرية الأكثر شهرة في وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة، ويقول في حديث لمراسل موقع العرب وصحيفة كل العرب: "إن شاء الله بشائر خير، ونحن نسمع الاعتراف خلف الاعتراف منذ العام 1994، ونأمل أن يكون الاعتراف ليس على ورق فحسب بل على أرض الواقع".
ويضيف: "أول مطلب لنا هو ترميم المدارس فهناك مشكلة كبيرة بالنسبة للتعليم لكي نبني مستقبل لأطفالنا، فالتعليم هو العنصر الأهم وهو الذي سيأتي بعده كل شيء. نرجو من هذه الدولة أن تقوم بإجراءات عملية".
نمط حياة بدوي
ورغم السنوات الطويلة التي مرّت منذ حينه، إلا أنه لا تزال الخارطة الهيكلية للقرية محل نقاش وتداول مستمر، حيث يريد الأهل أن يحافظوا على نمط حياتهم البدوي ويعيشوا حياة قروية رعوية، مبنية على تربية المواشي والإبل من جهة، والسياحة البدوية من جهة أخرى.
ويقول جمعة الطمطاوي، ابن قرية عبدة، في حديث لمراسل "كل العرب"، إنّ القرية تبعد نحو 7 كلم جنوبي سديه بوكير (سهل البقار)، ويوجد فيها مدرسة من كرفانات وشارع ولا يمكن بناء أي مبنى بدون التعرض لأوامر هدم. ويضيف: "لا يمكن الحديث عن الاعتراف في الوقت الذي لو وضعت سياجا للماشية يقومون بهدمه. الاعتراف على الورق فقط حاليا. حتى أولادنا بعد انهاء المدرسة الابتدائية يقومون بالسفر مسافة أكثر من 50 كلم باتجاه شقيب السلام، أو إلى بئر هداج لتلقي العلم".
قرية عبدة، التي يعيش فيها نحو 700 نسمة، تقع في النقب الجنوبي، على بعد نحو 65 كلم عن مدينة بئر السبع، وهي من القرى القليلة الواقعة جنوب خط 40 وتعاني من التمييز في الحقوق الأساسية فهي بدون كهرباء – رغم أنه خلف الجبل الذي يحدها توجد مزرعة فردية يعيش فيها شخص واحد خلف سياج على مساحات شاسعة وينعم بالماء والكهرباء. ولا يستطيع الأهل في عبدة ترميم البيوت أو استخدام مواد بناء غير ألواح الصفيح، وذلك لكي لا يشيدوا بيوتهم.
ويختم لباد طاسان حديثه معنا قائلا: "الاعتراف لم يكن سهلا، حيث جلسنا ثلاثة أشهر كاملة في القدس في ظروف صعبة للغاية وبعدها اعترف بنا رئيس الوزراء السابق إسحاق رابين – ومنذ ذلك الحين ونحن ننتظر الاعتراف، رغم أننا نحمل مستندا بذلك – ولكن في هذه الدولة كل شيء يأخذ وقت، وأرجو أن يتم الاعتراف ببقية قرانا البدوية في النقب".
جمعة الطمطاوي
رئيس اللجنة المحلية لباد طاسان