بعد مرور اسبوع من وفاة شادي نوفل تتجه الحادثة الى النسيان كسابقاتها من حالات الوفاة في المراكز الأمنية وسجون القطاع وتضمحل المتابعات الاعلامية بفعل الأحداث التي تطرأ على الساحة المحلية في غزة وتتجنب الأقلام الصحفية التطرق ومتابعة القضية للنئي بنفسها عن طائلة التهديد بالتضييق و تلفيق التهم الذي تمارسه الأجهزة الأمنية في القطاع في كل قضية تهز الرأي العام في غزة .
وتعود حيثيات القضية حسب الرواية الرسمية الى وفاة "مفاجئة" للمسجون شادي نوفل
الذي تعرض لوعكة صحية جراء عملية جراحية سابقة اجراها على قلبه ولكن، وحسب الرواية الرسمية فإن "وكيل نيابة المحافظة الوسطى التقى نوقل في 22 حزيران/ يونيو الماضي، أثناء جولته التفتيشية الدورية على مراكز الإصلاح والتأهيل، ولم يبد نوفل حينها أي شكوى صحية طبقا لتقارير النيابة العامة" ! .
ولقد حاولت عائلة المرحوم التوجه الى النيابة العامة لممارسة حقها المكفول قانونيا بمتابعة ملابسات الوفاة وكشف المستور عنها بتحقيقات شفافة، تزيل الغموض والشكوك حول تعرضه للتعذيب او لممارسات غير انسانية ادت الى وفاته، لكن هذا الطلب تلاه رسالة موجهة من العائلة الى كافة شرائح المجتمع الفلسطيني على حد تعبيرها طالبة منهم التحلي بالصبر والمسؤولية وعدم استغلال الوفاة لاغراض سياسية .
فيما يبدوا ان هذه الرسالة جاءت تحت طائلة التهديد، فالواضح جليا ان هذه الرسالة تتخد طابعا رسميا من حيث اختيار المفردات وأسلوب الخطاب وتتوجه برسالة ضمنية مفادها ان العائلة مستعدة للالتزام الصمت واتباع مجريات التحقيق " الغير حيادي في الأساس " الذي أمر به وزير الداخلية والنائب العام .
تختزل قضية شادي نوفل في رسالة واحدة، شأنها شأن سابقاتها من القضايا حيث تتم المعالجة من طرف السلطة في غزة على اساس واحد وهو اعلان رسمي عن أمر بفتح تحقيقات ثم تعتيم اعلامي على مجريات القضية والتضييق على الوسائل الإعلامية التي سرعان ماتجد نفسها مجبرة على تجاهل المواضيع التي تصدر تشويشا على النظام العام تحت قوة الضغط والترهيب والعقوبات .
ان منطق المافيا التي تطبقه الأجهزة الأمنية في غزة من خلال تسييس قضايا الحق العام وترهيب وتخوين السلطة الرابعة التي تتقصى الحقائق، قد أصبح واقعا مرا يعيشه سكان اكبر سجن في العالم لاتتوفر فيه شروط الامن والقضاء العادل والسلطة الشفافة التي لاتخشى من محاسبة المتسببين في الحاق الضرر بالافراد .
لابد ان تتعالى الأصوات لكف الممارسات المافياوية التي لا تبعث في نفوس الغزيين سوا المزيد من الترهيب الاحساس بالعيش في غابة يتسيدها منطق العصابات .