نتذكر رموز ثورتنا العملاقة الذين كانوا جسرًا لعبورنا إلى أرض الوطن فلسطين، تمر هذه الأيام الذكرى الخمسون لرحيل القائد المؤسس ممدوح صيدم “أبو صبري” عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” وعضو القيادة العامة لقوات العاصفة، لتمر بعدها بأيام وتحديدًا في الثلاثين من هذا الشهر الذكرى العاشرة لرحيل عضو المجلس التشريعي السابق جميلة صيدم “أم صبري”.
وعندما نستذكر شهداء فلسطين نستحضر ذاكرتنا الوطنية لقامات شهد لها القاصي والداني في حياتهم بالوطنية الصادقة، كما شهدت لهم ساحات الوغى في الذود عن القرار الوطني الفلسطيني المستقبل، وعن كرامة الشعب الفلسطيني، فكانوا قدوةً يحتذى بهم، فسيرتهم مصدر إلهام يضيء الطريق للأجيال المتعاقبة، ونحن نتحدث عن الأوفياء لوطنهم وللرسالة الوطنية نستذكر الشهيد القائد ممدوح صيدم وما يتحلى به من سجايا الوفاء والصدق والتواضع لأبناء شعبه، والمقدام بين المقاتلين ومن كلماته “من المهم أن نبدأ بالثورة ولكن الأهم الاستمرار بالثورة حتى النصر”، حيث كان الشهيد “أبوصبري” مناضلًا طليعيًا وتحلى منذ شبابه المبكر بالسجايا الوطنية التي أهلَّته ليكون قائدًا طلابيًا ثم سياسيًا وعسكريًا، فاكتسب الخبرة العملية من خلال دراسته في الكليات العسكرية، ومن خلال ممارسته الثورية، وعبوره مع الدوريات الأولى إلى أرض الوطن مسطرًا الملاحم البطولية، وكان نموذجًا للمناضل الذي ينكر ذاته ويغلِّب مصلحة الوطن والقضية على مصالحه الخاصة، ويتمسك بالمسلكية الثورية وقواعدها، ويتحلى بقوة الإرادة والشجاعة ، وإن الأرض والتراب تشهد له بتصديه في المعارك مع الاحتلال الإسرائيلي، وكم كان يقود بنفسه العديد من العمليات ومن أبرزها عملية بيت فوريك، وتشهد له كل الميادين في ساحة المعارك معركة الكرامة، وقيادته لقوات الثورة الفلسطينية في أحراش عجلون …. يوجد صورة نادرة للقلادة التي حملها “أبوصبري” حتى لحظة استشهاده للتعريف عن شخصه في حال التشوه بفعل القصف أو التفجير.
كما تأتي ذكرى الشهيدة جميلة صيدم “أم صبري” “أم الفقراء”، وذلك لما كانت تقدمه للشعب الفلسطيني واللاجئين في المخيمات، مما كان له أثر على العمل النضالي والصمود والتحدي، ودعم القضية الفلسطينية، فنحن عندما نتكلم عن هذه الشخصية الكبيرة نتحدث عن رمزية المرأة الفلسطينية من عطاء وتضحيات.
في هذه اللحظات التاريخية نترحم على شهدائنا وقادتنا من كافة أطياف الفصائل الذين قضوا في سبيل الله؛ للدفاع عن الكرامة الوطنية، وعن الأرض الفلسطينية، وكرامة الأمة العربية والإسلامية،وستبقى ذكرى رحيل القادة محطات لشحذ الهمم.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com