الجرائم على أنواعها تحدث يوميا في مجتمعنا, وكذلك تسود الفوضى في شوارعنا ¸ والناس تعاني من الظواهر السلبية , مثل قيادة التركترونات والسيارات في منتصف الليل مع موسيقى صاخبة تزعج النائمين , وهذه التصرفات من قبل الشباب الفوضوي في ازدياد مستمر , ولا يكاد يمر أسبوع دون وقوع جريمة قتل وشجارات وإطلاق نار, والسؤال الذي يطرح نفسه ، لماذا ارتفعت معدلات الجريمة والعنف في مجتمعنا ؟ ومن هو المسؤول ؟ وما هي الحلول المطروحة من قبل السلطات المحلية العربية والشرطة لمعالجة ولتفادي تفاقم هذه الظواهر الخطيرة ؟ لماذا لا تحرك سلطاتنا المحلية ساكنا في هذا الموضوع وهي فقط تعالج نتيجة الجريمة ولا تعالج أسبابها ودوافعها وخلفياتها ؟ لماذا لا تضغط سلطاتنا المحلية وأعضاء الكنيست العرب على الحكومة بإعطاء ميزانيات لتوظيف المزيد من العمال الاجتماعيين في مكاتب الخدمات الاجتماعية لمعالجة هذه المشاكل ؟ لماذا لا تشكل في كل بلد دوريات حراسة رسميه لتحافظ على أمن وسلامة السكان وتمنع الفوضى والسرقات ؟
باعتقادي أن هناك أسباب كثيرة لازدياد الجريمة أهمها وجود سلاح غير مرخص بأيد الناس , وانتشار تجارة المخدرات واستعمالها , وعدم تطبيق القانون بشكل حازم , والاستهتار بحياة الناس , وغياب التربية الأسرية الصحيحة - والتربية الروحانيه .
المسؤولية عن تفشي ظاهرة انتشار الجريمة تقع على الأهالي , والمدارس , والسلطة المحلية , والمجتمع ورجال الدين , والدولة نتيجة التقصير والإهمال , ولا يوجد علاج حقيقي وجدي للمشاكل الاجتماعية بسبب عدم وجود خطط لعلاج هذه الجرائم وقلة أعداد العمال الاجتماعيين في مكاتب الخدمات الاجتماعية والذين من شأنهم معالجة المشاكل الاجتماعية ومشاكل المنحرفين .
علاج الجريمة يبدأ من الصغر في السنوات الأولى من حياة الفرد في العائلة وفي المدرسة بزرع القيم والأخلاق والمعايير الاجتماعية والعادات الاصيلة وتقوية الوازع الديني واحترام القانون , وما نراه اليوم من إهمال تربية الأبناء والتسرب المبكر من مقاعد الدراسة لنسبه معينه من طلابنا , والبطالة المستشرية بين الشباب ومخالطتهم لرفاق السوء وانتشار المخدرات وتجارتها والأوضاع الاقتصادية الصعبة هي من اهم اسباب الجريمة .
الاخوة الكرام , التركيبة السكانية في مجتمعنا تؤكد بأن الاكثرية الساحقه من مجتمعنا هم من الشباب , وقسم كبير من هذه الفئة مهملة وباطله عن العمل وليس لهم نوادي واطر في قرانا لاستيعابهم .
إذا لم تتكاتف كل الجهود لمعالجة هذه الجرائم فسوف تزداد يوما بعد يوم وتهدد كيان كل المجتمع .
الدكتور صالح نجيدات