قال رئيس الوزراء نفتالي بينيت في مؤتمر صحفي إن عمليات الإغلاق العام الماضي كلفت دولة إسرائيل حوالي 200 مليار شيكل ، وأوضح أنه إذا فرضت الدولة إغلاقات إضافية - "لن نمتلك تمويلا للمدرعات، صواريخ القبة الحديدية ، لاجراء عملية جراحية منقذة للحياة طفلة مصابة بالسرطان ، لأننا أنفقناها كلها على الإغلاق. فرض الإغلاق سهل، لكن نتيجته صعبة في المستقبل ". وأضاف بينيت أن الثغرة في مطار بن غوريون أغلقت ، وأن" اليوم 100٪ ممن هبطوا في إسرائيل يخضعون للفحص ". وأشار إلى المسؤولية العامة وقال "هذا هو العنصر الحاسم - لا بديل عن المسؤولية الشخصية. لا أعتقد أن الدولة جليسة أطفال".
فيما يلي التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء، نفتالي بينيت، في المؤتمر الصحفي الذي عقده هذا المساء:
"مساء الخير. تحيي الحكومة الإسرائيلية مرور شهرين على تشكيلها، وقد حققت إنجازات هامة، وعلى رأسها تمرير ميزانية الدولة ووضع حد لثلاث سنوات من الفوضى بغياب ميزانية. ومن خلال هذه الميزانية عززنا متانة جيش الدفاع إلى حد ملموس بغية ضمان تفوق جنودنا أمام التحديات الأمنية على الجبهات المختلفة، وقد استثمرنا المليارات في إعادة تأهيل جهاز الصحة الذي تعرض للإهمال والتجويع على مر سنين طويلة، كما وطرحنا إصلاحات جريئة لزيادة التنافس في المجال الاقتصادي وتخفيض الأسعار الغالية في إسرائيل لمنتجات مثل عربات الأطفال وألعاب الأطفال، إلى جانب إصلاحات في مجال المنتجات الغذائية الحلالة حسب العقيدة اليهودية والتي ستساهم هي الأخرى في تخفيض أسعار الغذاء.
إلى جانب ذلك، نواجه موجة عالمية جديدة لسلالة الدلتا الخاصة بفيروس الكورونا، والتي جعلت معظم دول العالم حمراء - بدءًا بالولايات المتحدة، ومرورًا بالصين وانتهاءً بأوروبا. إن الحكومات في كل أنحاء العالم تعمل بدون هوادة حاليًا على إيجاد سبل للتعامل مع هذه النسخة المتحورة التي أدت بنا إلى وضع جديد.
نحن الرواد عالميًا في التطعيمات الثالثة. وقبل ساعة واحدة أعلنت الولايات المتحدة أنه قُبيل أواخر شهر سبتمبر القادم هي ستوفر لمواطنيها اللقاحات الاستكمالية الثالثة وسيتلوها مزيد من الدول.
لم يكن القرار بأمر سهل بالنسبة لنا، لكن علمنا الطريقة الصحيحة لمحاربة الكورونا - فيستفيد مواطنو إسرائيل من التطعيم الثالث منذ نهاية شهر يوليو الماضي. وحتى هذه اللحظة، نحن ما زلنا الوحيدين حول العالم الذين يقدمون التطعيم الثالث.
ودعوني أقولها هنا بمنتهى الوضوح: إذا استمر مواطنو إسرائيل في تلقي التطعيمات على نطاقات واسعة فسنستطيع التغلب على الدلتا وهذا في متناول يدنا.
قبل حوالي خمسة أشهر، في شهر مارس الأخير، تسللت سلالة الدلتا إلى إسرائيل لأول مرة، وبشكل أقوى خلال شهريْ أبريل ومايو، حيث بدأت تتفشى هنا. إن الأمر الذي يميز الدلتا أنها عبارة عن سلالة تتكاثر بسرعة أكبر بكثير. لذا، إذا تم تشخيص إصابة شخص، فمعنى ذلك أنه يحمل في جسمه كمية أكبر من الحمل الفيروسي بحوالي 1000 ضعف، أي 1000 ضعف الفيروسات الصغيرة في الجسم. فكلما تجول هؤلاء في الخارج، هم يطلقون كمية أكبر بكثير من الفيروسات الصغيرة مما يجعل ذلك معديًا لهذه الدرجة. إنه أمر معدٍ ببساطة.
وتعمل حكومة إسرائيل بموجب استراتيجية واضحة وخطة مدروسة ومرتبة سأعرض تفاصيلها خلال الدقائق المقبلة. يهمني أن أشارك معكم، مواطني إسرائيل، خطتنا لقيادة مواطني إسرائيل إلى بر الأمان، وسط موجة التسونامي هذه التي تجتاح العالم.
إن هدف خطتنا بسيط ومفاده الحفاظ على صحتكم والحفاظ على مصادر رزقكم.
هذان هما الهدفان، وليس هدفًا واحدًا.
ولا يجوز لنا النظر إلى الكورونا فقط علمًا بأن هناك مصادر الرزق والاقتصاد ومستقبل الدولة أيضًا. ومن وجهة نظري فإن مصادر الرزق والاقتصاد أيضًا تمس حياة البشر. سنبذل كل ما بوسعنا لتستطيعوا إعالة أسَركم بكرامة، ولكيلا يصل صاحب المطعم إلى حد الإفلاس، ولكيلا تتراكم الديون على صاحبة صالة اللياقة البدنية حتى آخر أيامها، ولكيلا يضطر أطفالكم للمكوث على مدار 200 يوم أمام الزوم كما حدث خلال العام المنصرم.
يُعدّ الإغلاق أسهل خطوة يمكن للحكومة اتخاذها، إذ يقول العديد من الأشخاص: "اضغط على زر الإغلاق". وكل شيء جاهز بالمناسبة، حيث يتم إقرار النظام، تم تحوّل التعويضات، وكل شيء مرتب ما عدا شيء واحد ألا وهو أننا نقضي على مستقبل الدولة بهذه الطريقة. وبالتالي لقد اخترنا الطريق الصعب بمعنى اتخاذ عشرات الإجراءات، التي ربما ستسمح لنا بالاستغناء عن فرض الإغلاق.
إن الإغلاق خط الدفاع الأخير الذي يتم اللجوء إليه فقط بعد استنفاد كافة الخيارات الأخرى.
حيث كلّفتنا حالات الإغلاق التي فُرضت على مدار العام الماضي مبلغ 200 مليار شيكل تبخرت دون أن تساهم في تقوية دولة إسرائيل سواء من الناحية الأمنية أو الاقتصادية وسيتعين على إطفالنا دفع هذه الدين. وقد تكبدت كل عائلة في دولة إسرائيل دينًا بواقع 105000 شيكل. يدور الحديث هنا عن حياة البشر.
إذا استمررنا على هذا المنوال فلن نملك ما يكفي من المال لتمويل ناقلة النمر الحديثة التي ستدخل غزة بدلاً من ناقلة الجنود المدرعة القديمة، ولن تكون لدينا من الأموال الكافية لشراء الدروع الواقية وصواريخ القبة الحديدية والعملية الجراحية المنقذة لحياة طفلة مصابة بالسرطان - كوننا أنفقنا كل شيء على حالات الإغلاق. إن الإغلاق بمثابة حل يسهل تنفيذه لكن تترتب عنه تداعيات وخيمة للغاية بالنسبة لمستقبل مواطني إسرائيل.
لذا حرصنا في حكومة إسرائيل على تقديم التطعيم الثالث لكل مواطن في العمر المناسب، لأن الدولة المتطعمة هي بديل عن الإغلاق المدمر.
أودّ أن أفند هنا المعلومات الكاذبة مما يشكل الأمر الأهم ربما. حيث تحقق اللقاحات مفعولاً رائعًا، وهي آمنة كذلك لكنها بالدرجة الأساسية تؤدي مفعلوها. حيث يحمي الأشخاص الذين يتلقون التطعيم كما يلزم وبدون تأجيل أنفسهم بشكل ممتاز، ومع الكمامة، هم يحمون أنفسهم بشكل شبه مطلق.
خلال الأسبوع الماضي، من أصل 105 حالات وفاة - 103 اشخاص لم يستكملوا كافة جرعات التطعيم اللازمة. هناك العلوم هنا، وقد أثبتت الحقائق أن اللقاحات تنقذ الأرواح.
وهذا ليس أمرًا استثنائيًا، فعلى غرار العديد من اللقاحات لا بد من تجديد مفعولها من حين لآخر.
الأمر الذي أريد منكم أن تفهموه لأنه يُطرح السؤال: "تلقيت التطعيم، فكيف تعرضت للإصابة؟" - هذا صحيح. إذا تلقيت التطعيم فأصبح الجسم محميًا. الأمر الذي نشاهده هو انه شهرًا بعد شهر تتضاءل قدرة الجسم على الحماية بنسبة حوالي 3%، لذا فبعد مرور حوالي نصف سنة تصبح أقل حمايةً إلى حد ملحوظ.
بل نعلم الآن أن التطعيم لا يحمينا فحسب ويعيدنا إلى نفس المستوى من الحماية الذي كنا عليها وإنما يمنحنا على الأرجح قدرًا أكبر من الحماية التي تمتعنا بها بعد تلقي التطعيم الثاني.
لقد تلقى أكثر من مليون إسرائيلي التطعيم الثالث بالفعل، مما يُعتبر نجاحًا باهرًا، أمام العديد من الشكوك، لكن ما زال هناك الكثيرون الذين لم يقوموا بذلك بعدُ. أناشد كل من لم يستكمل التطعيم الثالث بعدُ القيام بذلك فورًا فهو معرّض لخطر فوري على الحياة، بكل ما تحمله هذه العبارة من معنى. إذ يطلق كل من يصاب بالكورونا العديد من الفيروسات الصغيرة، مما يشكل خطرًا أكبر نظرًا لوتيرة التكاثر.
وسأختم أقوالي بالتطرق إلى خطة العمل الحكومية باختصار شديد، فقط لإطلاعكم على المنطق وراء عشرات الإجراءات التي نتخذها:
الأمر الأول - رفع السقف الأقصى الذي يمكن للمستشفيات احتواؤه. حيث نقوم بتجنيد عدد أكبر من الأطباء والممرضات والأسرّة، مما يصب بالدرجة الأولى في صالح مستقبل دولة إسرائيل ولا يكون بمثابة مال "ضيعناه" علمًا بان هؤلاء الأطباء سيواصلون تقديم العلاج حتى في فترة ما بعد الكورونا. أما الآن فهذا يكسبنا وقتًا ثمينًا بمعنى 10 أيام أو 15 يومًا إضافيًا لنتيح وقتًا كافيًا للقاحات لكي تؤدي مفعولها بشكل كامل.
الأمر الثاني هو أننا نتخذ عشرات الإجراءات في محاولة لتقليص معدل الإصابات:
- أعدنا العمل بواجب وضع الكمامات، الذي تم إلغاؤه قبل تشكيل حكومتنا.
- كثفنا إجراءات تطبيق القانون بشكل دراماتيكي.
- وضعنا "الشارة الخضراء" الإلزامية في المستشفيات.
- أعدنا فتح "درع الآباء"، الذي تم إغلاقه قبل عدة أشهر، حمايةً للسكان الأكثر عرضة.
- بادرنا إلى سد الثغرة في مطار بن غوريون الدولي التي سمحت للدلتا بالدخول أصلاً، حيث يخضع 100% من الأشخاص الذين يهبطون في إسرائيل للفحص حاليًا مما يشكل أمرًا غير مسبوق.
- زدنا بشكل ملموس من عدد الفحوصات اليومية، والذي سنحقق زيادة أخرى فيه. حيث أسعى لبلوغ على الأقل ربع مليون فحص يوميًا. ولا أقصد PCR فقط بل الفحوصات السريعة، علما بأنها لا تشكل "مطرقة" وإنما توفر كمًا هائلاً من المؤشرات التشخيصية.
وإلى النقطة الأخيرة - هناك مكوّن واحد هو الأكثر أهميةً لتحقيق النجاح ألا وهو أنتم الجمهور. إن العمل هنا لا ينحصر على الحكومة بل يُعدّ بمثابة عمل مشترك للحكومة بصفتها الجهة التي توفر الأدوات وللجمهور الذي يتعين عليه استخدام الأدوات.
لا بديل عن المسؤولية الشخصية. ولا أعتقد بأن الدولة يجب أن تتولى دور جليسة الأطفال، وإنما هي تزود الأدوات، لكن لا بد من اسخدام الأدوات. نحن نقدم التطعيم الثالث فيجب التوجه لتلقي التطعيم.
ولا تنتظروا أحدًا ليصطحبكم إلى هناك بل توجهوا بأنفسكم لتلقي التطعيم وضعوا الكمامات. إن الشخصين اللذين يضعان الكمامات يخفضان احتمال نقل العدوى بينهما بنسبة 98%. هذه أكثر الأدوات فعالية وهذا كل شيء. اللقاحات والكمامات.
إذا قمنا بذلك بمعنى التطعيمات والكمامات والتصرف المسؤول وتجنب التجمع إذا لم تقتضِ الحاجة ذلك فسنستطيع التغلب.
ولا يُتوقع أن تصير الأيام القليلة المقبلة أسهل إذ نتوقع ارتفاع عدد المصابين المؤكدين الذي قد يكون حادًا لأننا نقوم بعدد أكبر بكثير من الفحوصات، وارتفاع عدد الحالات الخطيرة وارتفاع عدد الوفيات أيضًا.
إنني أعتبر صحة ومصدر رزق كل مواطن أمرًا في غاية الأهمية. وتعمل هذه الحكومة سويًا ومن خلال التعاضد إذ يشارك في هذا المجهود وزراء الحكومة، ووزير الصحة، ووزيرة التربية والتعليم، ووزير المالية، ووزير الدفاع. وهم يؤدون عملاً في غاية المهنية، ليلاً نهارًا، من خلال القرارات الموضوعية التي لا تمس الأمور السياسية بشيء. ويقومون بما هو صحيح.
أتعهد باسم وزراء الحكومة بقلب كل حجرة ممكنة لكي يتمتع مواطنو إسرائيل بالصحة ولكي تبقى دولة إسرائيل مفتوحة قدر الإمكان ولكي نحافظ على اقتصادنا وعلى مصادر رزقنا. ومعًا سننتصر".