أعلنت الهستدروت قبل قليل عن نزاع عمالي في فرع الطيران في البلاد، وذلك على ضوء الأزمة التشغيلية الخطيرة التي يشهدها العاملات والعمال في فرع الطيران، منذ اندلاع جائحة الكورونا. وتطالب شركات الطيران التي أعلنت مؤخرا عن اقالة آلاف العاملين وإخراج العديد الى إجازة بدون راتب، انها ستقوم بإقالة عمال آخرين في الفترة القريبة، ومن هنا جاء اعلان نزاع العمل.
وسيشمل نزاع العمل، كافة العاملين في شركة "إل-عال"، عمال شركة "أركياع"، قطاع الطيارين في شركة "يسرائير"، وعمال مطار بن جوريون الدولي. وسيتيح اعلان نزاع العمل المذكور للهستدروت في اتخاذ اجراءات نقابية وتنظيمية في غضون الأسبوعين القريبين.
ومن بين الأسباب الأخرى التي دفعت الهستدروت الى اعلان النزاع العمالي، إطالة فترة الاجازة بدون راتب للعديد من العمال، وتغيير شروط عملهم، والخشية في المس بعمليات تأهيل وترخيص العمال، الخشية من اغلاق الفروع والاقسام في بعض الشركات، وتحويل كافة هذه الاعمال والمهمات الى جهة خارجية، وسط عدم اتخاذ أي إجراءات من قبل شركات الطيران لإيجاد او توفير الحلول المطلوبة لحل هذه الأزمة.
وكانت جائحة الكورونا قد مست بشكل كبير في قطاعات اقتصادية مختلفة في سوق العمل في البلاد منذ شهر مارس 2020. وقد كان فرع الطيران قد تكبد اضرارا كبيرة بشكل خاص، بسبب التقييدات والتحديدات التي تم فرضها على حركة الطيران، منذ اندلاع ازمة الكورونا. اليوم أيضا، وبعد مرور عام ونصف لم يعد بعد فرع الطيران الى حجم العمل الكامل والاعتيادي والمنتظم، اذ ان العديد من العاملين ما زالوا يتواجدون في إجازة بدون راتب، في حين تمت اقالة العديد منهم.
وقد حاولت الهستدروت ونقابة عمال المواصلات طيلة فترة الأزمة من خلال شتى الوسائل والطرق التوصل الى حلول مهنية وخلاقة لكل شركة عاملة في فرع الطيران، بهدف الحفاظ على مصدر معيشة آلاف العمال. ومن بين هذه المحاولات، تم التوقيع على اتفاقيات تضمنت انهاء عمل عدد من العمال، واجراء تغييرات كبيرة بشروط تقاضي الرواتب وظروف التشغيل والعمل للعاملات والعاملين في الشركات المختلفة. الا ان الشركات، تطلب الآن اقالة المزيد من العمال.
وقد تسببت الأزمة أيضا بأضرار أخرى منها على سبيل المثال، ان قسم كبير من العمال في فرع الطيران ملزمون بالخضوع لعمليات تأهيل، وامتحانات بشكل ثابت، من بينهم الطيارين، مدراء خدمة الطيران، المضيفين، المهندسين، تقنيي الكهرباء، اخصائي الميكانيكيات وعمال الدفع وجر الطائرات. ان استمرار تواجدهم في إجازة بدون راتب من شأنه المس بتأهيلاتهم المهنية كما ان هذا المس لم تتم معالجته من خلال توفير الهبات المناسبة. هذا إضافة الى الخشية من اغلاق اقسام وفروع في شركات الطيران وتحويل العديد من المهمات الى جهة خارجية.
وعقب رئيس الهستدروت أرنون بار دافيد على اعلان النزاع العمالي قائلا:" انا منشغل بأزمة عمال الطيران ليلا ونهارا، لكن للأسف هنالك من لا يولي أهمية لهذا الفرع، ليس فقط بالنسبة للاقتصاد وسوق العمل في البلاد، انما لدولة إسرائيل من نواحي مختلفة. لقد تجندت الهستدروت من أجل انقاذ فرع الطيران وتعافيه، مع اندلاع جائحة الكورونا، من خلال العديد من الاتفاقيات الإصلاحية غير المسبوقة التي تم توقيعها مع الشركات وتقديم المساعدة الاقتصادية لهم. لكن هذا لا يعني اننا سنسمح بفتح الامكانية امام الإقالات الجماعية والمس بحقوق العمال، كل اثنين وخميس، كحل سريع وسهل للشركات. لن نسمح بذلك".
اما رئيس نقابة عمال المواصلات في الهستدروت آفي إدري فقال بدوره:" حاولنا منع تصاعد الأزمة في فرع الطيران، لكن لا يمكننا البقاء غير مبالين امام الرسائل التي توجهها إدارات الشركات فيما يتعلق بالأمان الوظيفي والاقتصادي للعاملين في فرع الطيران. كانت لدينا العديد من التوقعات وما زلنا نعلق آمالا من الحكومة التدخل في هذه الأزمة واحلال الاستقرار في شركات الطيران، كما فعلت دولا أخرى حول العالم. وطنيا، لن يكون لنا أي امتياز بدون ان تكون لنا خطوط جوية إسرائيلية ".