وصل إلى موقع العرب وصحيفة كل العرب بيان صادر عن نادي حيفا الثقافي جاء فيه ما يلي: "أقام نادي حيفا الثقافي يوم الخميس 19.08.2021 أمسية ثقافية مع الكاتبة سوسن كردوش قسيس -ابنة مدينة الناصرة المقيمة في الدنمارك - تم فيها إشهار النسخة العربية لرواية "خيرة أولاد الله" للكاتب الدنماركي مورتن بابي".
وأضاف البيان: "افتتح الأمسية مؤهلا بالحضور والمشاركين رئيس النادي المحامي فؤاد مفيد نقارة. استعرض بعدها أمسيات النادي القادمة داعيا الجميع لحضورها. تولت عرافة الأمسية الإعلامية والكاتبة رنا أبو حنا فقدمت للرواية ومؤلفها مرتن بابي موجهة له انطباعاتها الشخصية عن روايته ورأيها فيما كتب. وفي باب المداخلات، قدم د. عامر جرايسي مستعينا بمعروضة محوسبة، إضاءات حول الرواية وموضوع العنف الذي تنضح به الرواية وذلك من وجهة نظر معالج وأخصائي نفسي. فأشار للدقة السيكولوجية التي تتمتع بها الرواية وإلى التداخل والقرب بين مجالي علم النفس والادب".
وتابع البيان: "وفي موضوع عنف المراهقين -موضوع الرواية- تناول الاحتياجات النفسية لدى المراهقين للعنف، حيث أن العنف الصادر عن المراهقين وصولا للجريمة هو ليس هدفا إنما وسيلة لتحقيق غايات واحتياجات نفسية عندهم. كما أشار إلى تعابير العنف وأنواعه المختلفة في الرواية، العنف النفسي، الكلامي، الجسدي، الجنسي وضد الممتلكات... وهو عنف موجود في كل الدوائر المجتمعية قد ربطها مع دوائر العنف في المجتمع المحلّي عندنا، في الانترنت، البيت، المدرسة، الحي ... فحين يفشل وكلاء التغيير في الحد من ظاهرة العنف يخلق هذا خللا في التوازن. أما فشل وكلاء التغيير فالقصد الدولة، الشرطة، الأطر التربوية والدينية، وانعدام السلطة الوالدية وغيرها. تناول أيضا الأسباب النفسية والسلوكية للعنف متطرقا للعدائية، الإحباط والغرائزية وحالات التمتع بأذية الآخرين، موضحا كذلك الفرق بين العدائية والعنف. وسلوكيات التحايل والخداع وإسقاطاتها على الفرد وعلاقاته بالآخرين وبالمؤسسة. أما العوامل الداعمة للعنف فذكر منها شرب الكحول، تدخين الحشيش واستعمال المخدرات، غياب الضوابط الاجتماعية.. كل هذا يؤثر على قدرة الانسان في التحكم بذاته.
في الختام ذكر د.عامر وجه التشابه بين الحالة الدنماركية مع المهاجرين وبين العلاقة عندنا في الدولة بين الأكثرية وبين العرب والفلسطينيين. فحالنا يشبه حال المهاجرين من حيث العنصرية وتعزيز العدائية ضدنا كوننا نشكل خوفا ديموغرافيا في الدولة. تلاه د. مصلح كناعنة فقدم قراءة تحليلية للرواية مشيرا إلى أن "خيرة أولاد الله" تتمركز في كلّيتها حول أسوأ بيئة في المجتمع الدنماركي، حول أكثر فئة محطمة في قاع المجتمع؛ عنف، وقتل، وإجرام، ومخدرات، ولصوصية، وجنس مقرف، وانحطاط أخلاقي، وتفكك أسري، مع الإيحاء بتغلغل العنصرية وانتشار كره الأجانب في كل مستويات المجتمع الدنماركي. وقد أشاد د. كناعنة بإبداع المترجمة سوسن كردوش في عملية ترجمتها للرواية عن الدنماركية وعبقريتها في إيصال الفكرة والمضمون للقارئ العربي مع الإخلاص للنص الأصلي، لا سيما في المشاهد والحوارات المليئة بالألفاظ السوقية والنابية في النص الأصلي واتباعها استراتيجية ذكية للالتفاف على المأزق".
وجاء في البيان: "وبعرضه الترجمات الاسكندنافية الأربع التي اختارتها وقدمتها للقارئ العربي ومن قراءته التحليلية لهذه الرواية وأسئلته التي وجهها للمترجمة في الختام جاء، كأن المترجمة تأخذ الأزمات الراهنة التي يعاني منها مجتمعنا العربي الشرقي من عنف، انحلال، فساد، كراهية، تزمت، تعصب، ذكورية، وتعثر على ما يماثلها في المجتمع الدنماركي قديماً أو حديثاً أو راهناً، وتنقله إلى القارئ العربي وكأنها تقول له: "صحيح أن مجتمعنا يعاني من العنف والسلبيات المذكورة، لكن كل هذه السلبيات موجودة حتى في المجتمع الدنماركي. والمجتمع الدنماركي ليس بأفضل من مجتمعنا ولا أحسن حالاً منا. حتى حين كان المجتمع الغربي يريد أن يستعمرنا بحجة تحضيرنا وتخليصنا من التخلف والهمجية، لم يكن هذا المجتمع أقل همجية ورجعية وتخلفاً منا. كانت الكلمة بعدها للكاتبة سوسن كردوش قسيس فتناولت أهمية تعرفنا على الحضارات الغربية ودراستنا المجتمع الدنماركي عن كثب ثم تطرقت للمؤلف مورتن بابي والكتاب. ومستعينة بمعروضة محوسبة عرضت مواقع أحداث الرواية ورمزيتها ثم موضوع المهاجرين ونسبتهم المتزايدة ووضعهم في الدنمارك. وواصفة عملها في الترجمة أنه فعل تحدّ، ذكرت مشاريعها المستقبلية في الترجمة. بقي أن نذكر ان الأمسية أقيمت برعاية المجلس الملّي الوطني الأرثوذكسي - حيفا، وأنه تم تصوير الأمسية وبثها مباشرة على صفحة النادي بواسطة السيد فؤاد أبو خضرة مشكورا" إلى هنا نصّ البيان.