إلى الفنان /جمال بن اسماعيل رحمه الله الذي تطوع لإطفاء حرائق تيزي وزو فكانت الفاجعة يوم 11/أوت /2021 في بلدية "الأربعاء ناث ايراثن "حيث قتل وأحرقت جثته ونكل به .
من آخر الوترالمبحوح
كانت أنة المجروح
تتصاعد علي الروابي مع الريح .
وعلي السفوح
المساء الباهت الحزين ينوح.
والأفق الكالح يعانق الموله بالزرقة
وفتنة الفن البكر.
الولد الأبنوسي العابر الذي
يلثم النهايات الحالمة البعيدة
في صمت المرسم
و أنة الجريح المتقطعة
من تجاسر علي سرك
يا فان جوخ *..سيموت أقسي الميتات
وستكون الغابة له قبرا
من عشق الزرقة وهمسة الطيف
في أول الشفق
وآخر الغسق .ممتلآ بأقداح الفجر
سيموت مثلك يا فان جوخ وحيدا
بطعنة نجلاء من أحمق
ورث قساوة عهود الظلام
سيسيل دمه في الغابات أنهارا
.مثلك يا فان جوخ
سيموت مثلك يافان جوخ
وسيلعن الحضارة الذبيحة
ويندب الأسري ويلعن الأحياء
من آخر الوتر المبحوح
كان إيدير* يغني في آخر المساء
لحن السماء
ويعزف الخلود .
متتبعا خطي الوديع الصغير
متلهفا عليها من خمبابا
وحش الغابة .
ايدير الذي تتوجع فيه لكنة الأمازيغي
سليل الجبال المنفي
كان يغني
"إيفا نوفا .إيفا نوفا "*
يا ولدي
.الفراشات تموت ملهوفة
"إيفا نوفا .إيفانوفا "
ياولدي
الفراشات تموت ملهوفة
جمال يا ولدي
أيها الطيب الأبي
أيها الفتي البهي
ايها الأبنوسي يا جمال الماسي
جئت تخطو من مليانة
تحمل الحب والورد إلي
"الأربعاء ناث إيراثن "
وكنت تسقيها من دمك
وترسمها في مرسمك
وتشدوها في مواويلك
"جيمي " يا جمال البلاد
وياولد البلاد
ويافتي البلاد ويا رجل البلاد ويارمز البلاد
جمال ياولدي
دمك الطفل سيزهر برتقالا وزيتونا وعنبا وبرقوقا
وسيكون اعصارا وبرقا .
وسيجرف عصور الظلام
ومن آخر المقطع لآخر الوتر
سنغني لحن الحياة للأرض الجميلة
وفي الغابة سيدير لنا إيديرالبلوري .
في ساعات الغسق الشتوي
كؤوسا من وحيه البهي
وسييغني لنا
"إيفا نوفا .إيفا نوفا "
ياولدي
الفراشات دوما تموت ملهوفة .
____________
*فان جوخ /
فينسنت ويليم فان خوخ Vincent Willem van Gogh
(30مارس 1853 - 29 يوليو 1890) فنان هولندي مشهور
أحد رواد الآنطباعية
*إيدير/
حَميد شريّط، المشهورُ باسم إدير (1949–2020 مـ) مغني مؤلف وموسيقي جزائري قبائلي.من أشهر المغنيين الأمازيغيين
*إيفا نوفا / أغنية تحكي عن يوميات الشتاء في الريف الجزائري والمعاناة مع الثلوج .في أجواء من الصراع .مستمدة من أسطورة جزائرية من تراث القبائل تتمحور" حول كفاح وتضحية فتاة اسمها "غريبا" في سبيل والدها العجوز "إينوفا" وإخوتها الصغار وهي فتاة في ربيع عمرها،تكدح من أجل لقمة العيش لها ولأسرتها
وتعمل طوال النهار في حقول الزيتون تقطف الثمار وتحرث الأرض . وعند الغروب تعود إلى البيت، الي ابيها وإخوتها الصغار، تدقّ الباب فيحتار الشيخ أيفتح الباب لقادمٍ لا يعرفه قديكون وحش الغابة ـ فيقضي على أولاده ولا يستطيع له دفعًا، أم يسدّ الباب في وجه من تقول أنّها ابنته.
ويتفق الوالد مع البنت على أن تَرُجَّ أساورها فإذا سمع رنينها فتح الباب لها وفي كل مرة تأوي إلى حضنه حزينة قائلة" أخاف وحش الغابة يا أبي" فيرد باكياً "وأنا أيضًا أخافه يابنتي". ويطلب منها الغفران لعدم فتحه الباب لها من أوّل طرقة.
تحمل الأغنية المستمع إلى أجواء المنطقة الثلجية لتروي حكاية الشيّخ المتلفّع في بُرْنُسِهِ وابنه المهموم بلقمة العيش، والعجوز التي تنسج على المنول، والأطفال حولها يحلمون بالربيع المقبل.. بأعراسه وبركاته.. بتُفَّاحِهِ وخَوْخِهِ ومِشْمِشِهِ.. وذلك رغم الثلج الرابض خلف الباب.. بينما يختفي القمر وتحتجب النجوم ويتوسّد الشبان والأطفال أمانيهم فيما يستمعون لأقاصيص الجدّة العجوز" بتصرف نقلا عن ويكيبديا
*خمبابا / وحش الغابة الذي قتله انكيدو في ملحمة كلكامش
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com