يا الحمام الزاجل أرسل سلامي لأهل "لفتا"
برؤيتها الفؤاد هتفَ
أسرت المهجة بلفتة
أين قناديل الزيت ومواقد الجفتَ؟!
أين الضجيج بالجمعة والسبتَ ؟
وقوافل العيس لأيليا بأيام الأحدَ ؟!
قصورك صامدة كجوهرة بين السماء والأرضَ
عقود وأقواس وبوابات يصعب وصفها والسردَ
ينبوع ماء شق سبيله بالبلد
عبق ليمون يافا يهفها هفَ
وأرج زعترالجبال يلفحها لفحَا
لفتا يا بوابة القدس اليوم والأمسَ!
ألهمتني فركضت الروح أليك ركضًا
كالملهوف أمتلا قلبه شوقًا
حجارة بيوتك تهمس للنسائم همسًا
أصوات الراحلون تسمع مع أصداء الريح المرتدَ
يحلو بباحتك الزجل والشعرَ
طبيعتك تغازل المقل وتكبل الفكرَ
تسأل عن من هجروا
وكيف هان ترابك وتاريخك والشجرَ؟!
أهُجروا بالفجر؟
أغدروا على يد العصابات والجندَ ؟
أحاربوا بالسلاح والزندَ ؟!
لفتا دم شهدائك أزهر وردَ
دونت تهجيرك على ورق البردى
رماد نيرانك حريق بالصدر
فمنك جميلتي العذرَ ...
الاطلال والظلال كوقع الرعدَ
ذكرى النكبة اشد من وقع المهندَ
يا الحمام الزاجل ! مر بلفتا
خبر بيوتها والسواقي وعد لي بالرد
عد بالاخبار على اجنحة الطير كالوفدَ
سلامي للفتا وأهلها بالمهجر ومن بقوا بالبلد ...
بقلم رشا وتد ..
قرية لفتا الواقعة غربي القدس المحطة الأولى لطريق يافا، هجرت بنكبة ال48
ما زالت أشجار التين وأشجار اللوز ونبع الماء منتظرة الاهل في لفتا
والبيوت صامدة تنتظر يوم العودة ....

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com