صادفت قبل أيام معدودات، وتحديدًا في العشرين من آب الجاري، ذكرى وفاة الشاعر الشعبي الفلسطيني أحمد محمد هيبي، المعروف بالكشّوع وأبو عصام الميعاري، وأحد أعمدة وأعلام الشعر الشعبي الفلسطيني في الداخل.
أبو عصام من مواليد قرية ميعار المهجرة سنة 1928، وكغيره من أبناء شعبنا الفلسطيني وجد نفسه لاجئًا بعد النكبة، ليسكن ويقيم حتى وافته المنية سنة 2004، في قرية كابول بالجليل.
مارس أبو عصام الغناء في الاعراس والافراح الشعبية ما يقارب أربعة عقود، غنى فيها مع الكثيرين من زملائه الشعراء والزجالين المحترفين والصاعدين، فأحبهم وأحبوه، احترمهم واحترموه.
كرس أشعاره وأزجاله في خدمة قضايا الشعب والوطن والحرية، وقضايا العمال والفلاحين، الذين طالما هتف وهزج لهم: "عاش العامل والفلاح"، و"ما بيحمي الدار غير أهلها".
صدح أبو عصام بصوته الشجي، وغنى بأحاسيس ومشاعر الناس، للوطن والأرض والحياة والجليل والحب والسلام والعلم، فأطرب الحاضرين ودغدغ قلوبهم ومشاعرهم.
وأجاد أبو عصام غناء ألوان عديدة من الأغاني الشعبية، كالميجانا والعتابا، والشروقي، والزجل بأنواعه وخاصة المعنى والقرادي.
ترك المرحوم أبو عصام ثروة شعرية من الأغاني والازجال والأهازيج الشعبية، التي جُمعِت بعد وفاته في كتاب "خفق السنديان ورائحة الزعتر"، حققه وقدم له ابنه الدكتور محمد هيبي.
من أشعاره:
أنا شاعر القصائد والاغاني
بهذا الفرح والا بفرح ثاني
كل ما حضرت احتفال شعبي
بكون الفن له بعاطفتي وحناني
بغني للشعب من كل قلبي
بغنّي له بعاطفتي وحناني
كل ما كبرت كل ما كبر حبي
لقومي والشعب حبه اعطاني
أنا بجدّ وتعب شقّيت دربي
ودربي بالشقا كانت ملاني
أنا بدم وعرق، أرويت تربي
عَ سطح الأرض شيدت المباني
أنا في بيتنا وشاعر بغربة
لأهلي وأخوتي بشكي زماني
ضربني هالزمن عشرين ضربة
بعد ما ضرب في نارُه كواني
رحم اللـه أبو عصام، وعاشت ذكراه خالدة، وهنيئًا لنا بما تركه لنا من أشعار وزجليات تعبق برائحة ميعار وفوح الزعتر والتراب الفلسطيني.