بدأ تاريخ أفغانستان الحديث في منتصف القرن الثامن عشر. وقد ذكرت أفغانستان تاريخياً قبل حوالي 500 قبل الميلاد عندما كانت المنطقة تحت الإمبراطورية الأخمينية. وصل الإسكندر الأكبر وجيشه المقدوني إلى ما يعرف الآن بأفغانستان في عام 330 قبل الميلاد بعد غزو بلاد فارس خلال معركة غوغاميلا.
ومنذ ذلك الحين، قامت العديد من الإمبراطوريات بتأسيس قواعد لها داخل أفغانستان. ثم جاءت دولة أفغانستان الحديثة ويعتبر المؤسس الفعلي لها هو احمد شاه دوراني الذي تعاقبت أسرته إلى محمد ظاهر شاه اخر ملوك أفغانستان سنة 1973م وخلال هذه الفترة مرت أفغانستان بظروف عصيبة اجتازتها بنجاح أولها الحرب الصفوية-الأفغانية ثم الحروب الانجلو أفغانية التي استمرت 82 عاما انتهى كل حرب منها بهزائم نكراء لبريطانيا العظمى ثم الاتحاد السوفياتي والذي هزم أيضا، ثم اشتعلت الحرب الأهلية الأفغانية التي انتهت باعتلاء طالبان عرش السلطة والتي مرت أفغانستان فيها بأصعب الظروف. منذ رحيل الاتحاد السوفياتي عام 1989، دارت العديد من الحروب الداخلية في البلاد. في 24 نيسان إبريل 1992، تم توقيع اتفاق عرف باسم اتفاق بيشاور من قبل أحزاب الاتحاد الإسلامي لمجاهدي أفغانستان السبعة وحزب الوحدة الشيعي والحركة الإسلامية محسني، فتم الاتفاق على تشكيل حكومة مؤقتة لمدة شهرين وعلى رأسها صبغة الله مجددي، ثم يتبعه ولمدة أربعة أشهر برهان الدين رباني. في نوفمبر 1994 بدأت طالبان بالظهور، وخلال عامين سيطرت على معظم مناطق أفغانستان ودخلت كابول عام 1996 وأعلنت نفسها الحاكمة للبلاد بإزاحة رباني وحكمتيار الذي وقع مع رباني اتفاقية عام 1996 أيضا تقضي بالعمل المشترك واقتسام السلطة. واستمرت سيطرة طالبان حتى بدأت القوات الأمريكية بضرب قوات طالبان في 7 أكتوبر 2001 وذلك بسبب هجمات 11 سبتمبر 2001 التي استهدفت برجي التجارة العالميين في نيويورك. استولت قوّات التحالف الاطلنطي بمساعدة تحالف الشمال الأفغاني بقيادة أحمد شاه مسعود على نظام طالبان. وبدأ عصر جديد في افغانستان بعد انتخاب حامد كرزاي رئيسا للدولة، حيث بدأت عجلة التنمية بالتحرك وبمساعدات خارجية. حدث أول انتقال سلمي ديموقراطي لها في عام 2014 بتسليم حامد كرزاي السلطة للرئيس أشرف غني احمد زاي. بعد وصول الاستعمار إلى افغانستان تغيرت الخريطة السياسية للدولة، تشكلت ردود فعل سياسية اجتماعية، وبدأ يطفو على السطح ظهور القومية التركية والقومية الإيرانية وقومية الدولة الافغانية. كان أسلوب بناء الدولة في هذه الفترة من أعلى إلى أسفل والذي استخدمته النخبة السياسية القومية. ولم تحقق محاولة الوحدة التركية أهدافها في افغانستان، ولا القومية الإيرانية، ولا القومية الأفغانية، تتكون الدولة الأفغانية من تعددية عرقية ولغوية. يمكن التلخيص في القول انه فشلت كل المحاولات الاستعمارية في اختيار قومية عرقية في احتكار التاريخ الافغاني العريق باسم باقي المجموعات. وبرايي المتواضع ان الحل الأمثل للازمة الأفغانية هو ترك الأمور لاهل البلاد ليسوا امورهم كقول المثل العربي الشعبي "ما بحرث الأرض الا جمالها"
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com