بمناسبة مرور سنة على رحيل الكاتب الشيخ سميح ناطور (1946-2020) أصدرت مجلة "العمامة" شريط فيديو خاصاً تخليداً لذكراه العطرة، يشمل نبذة عن حياته واعماله وإصداراته المتعددة والمتنوعة وخصوصاً تلك المتعلقة بتراث وأمجاد وتاريخ طائفة الموحدين الدروز. وكانت العائلة وأسرة "العمامة" قد تلقت في حينه العديد من رسائل التعزية من سوريا ولبنان ومن الجاليات الدرزية في المهجر. وقام فضيلة الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية بتعميم نعوة خاصة عن المرحوم وسيرته وكذلك أرسل الرئيس الروحي في الجمهورية العربية السورية سماحة الشيخ حكمت سلمان الهجري رسالة تعزية. كما وأرسل رئيس الدولة السيد رؤوفين ريفيلين كتاب تعزية للعائلة إضافة الى المئات من رسائل التعزية الأخرى.
لقد كرّس المرحوم الشيخ سميح ناطور جلّ طاقاته على حفظ تراث وتعزيز مكانة الطائفة الدرزية وتعزيز روح الانتماء اليها فأسس وأطلق في العام 1982 مجلة "العمامة" التي كانت وما زالت محط أنظار مشايخ وأبناء الطائفة الدرزية محلياً، شرق أوسطياً وعالمياً، ثمّ أصدر في العام 2011 أول موسوعة درزية في العالم، "موسوعة التوحيد الدرزية" التي تضم معلومات واسعة وقيّمة عن تاريخ الطائفة الدرزية منذ تأسيسها حتى الان والتي شكلت ذروة نتاجه وطموحاته وأعماله، هذا فضلا ً عن اصدار العديد من الكتب باللغات العربية والعبرية والانجليزية التي تناولت شؤون الطائفة الدرزية
.
عُرف المرحوم الكاتب الشيخ سميح ناطور بنشاطه الواسع لنشر المعرفة والمعلومات والثقافة من خلال الكتب والموسوعات الجمة وباهتمامه البالغ بالعلم والتعلم وبقدراته الكبيرة في هذا المجال حيث أصدر سلسلة من الموسوعات والقواميس والألبومات الفريدة والهامة والتي نالت رواجاً واسعاً وزيّنت المكتبات العامة والخاصة وبضمنها: موسوعة العالم العجيب (4 أجزاء)، موسوعة الموارد (10 مجلدات)، موسوعة الألفيات (10 مجلدات)، موسوعة أفاق المعرفة (10 مجلدات)، الموسوعة العربية الشاملة (15 مجلدا) موسوعة آداب الصغار (16 مجلدا)، وقاموس الجيب عبري-عربي واصدارات اخرى.
كما واهتم المرحوم الشيخ سميح ناطور بسلسلة من الموضوعات الأخرى كدعم وإبراز دور النساء الدرزيات في التاريخ، وتأييد التآخي والسلام والمحبة بين الشعوب حيث انضم قبل أكثر من عقدين الى منظمة السلام العالمية وقام بالمشاركة في عدد من المؤتمرات الدولية في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة ودول أوروبية عديدة، القى فيها المحاضرات وكان خير سفير لدولته وطائفته.
لقد خطط الراحل تنفيذ المزيد من المشاريع والاصدارات القيّمة الأخرى الا أن يد المنون حالت دون ذلك حيث توفاه الله في الأول من شهر أيلول عام 2020 وهو في أوج عطائه حيث خلف وراءه مشاريع وأعمالاً كبيرة للإنجاز، سيصدر بعضها في الفترة القريبة بعون الله وهدايته.