في الشارع، لا شئ سوى صَوْت المَوْتى.. نكاد نسمعهم..
هل ينادوننا للالتحاق بهم.. والإنضمام إليْهم.. هناك؛ في ذاكَ المَرْتع المجهول؛ حيث تختفى عطايْا السماء..
أيّتها العاصفة الباردة؛ ماهذا الشتاء الكئيب، عقيم المطر والحُبّ..؟
هذا مفتاح الدّار..
الستائر مُتربة السَواد.. النوافذ مُحطمة.. والباب على استعداد ليتهشّم؛ منذ رحيل الأحبّة..
الصباحات أزقّة حُزْن.. وبقايْا نِدف جراح.. وبكاء كهنة.. وماهنة أصحاب السلطة.. إلخ
ومساءات كالحة.. عسس ليل بهيم.. بلاروح ولا هوى..ولا طعم لفعل الحِسّ.. ولا انتشاء لحُضن.. إلخ
وَشْوِشات أطياف خرساء.. تتراقصُ على موسيقى وَجْع.. تغوصُ وتغوصُ ودوامات مَىّ سراب.. على جدران الغرف المنقبضة تتراقص وتلمعُ.. ودموع تتكلّس بيْن الجفون، وسط ضجيج المعاصى، والذنوب..
من نفسي أحاول.. وأظنّ أنّى أختفى.. وأمْضى وحيدًا.. أمتطى غَيْمات هوجاء من حنين..
أنا ومايشبهنى فى هذا المَدى اللانهائى من السَّحَر، والدهشة، والغرابة، والصمت، والتيه..
كلبٌ يرتعدُ.. وذئبٌ لا يشبع.. وغنمٌ شارد.. وناى أخرس؛ بين أنامل باردة..
الرياح تعوى.. وعصا الراع مخفيّة!
،،،،
فى هذا الشارع ليس هناك سوى صوت الموتى..
وما زالَ قَلْبي يكابدُ القدر الضنين.. وعنْ ظهْرِ غيْبٍ؛ يحفَظُ (حُب عُمر).. ويَأْبى الْهرُوبَ.. ومستحيل الإنسحاب وحيدًا؛ دون أمس حاضر مهيب فى وجوده.. إحدى خَيْبات البُعاد من فاتنة جنيّة الواقع والأحلام..
ومَا زِلْتُ أهُشُّ النُّجُومَ بِيَمِيني.. و
وعَيْني عَلى قمَرٍ لا يَأْفلْ.. يُعْلِنُ:
- الموتُ كذبٌ.. الحُب الحقيقي حَيْاة كفن.. والفضل والرحمة لايملكهما إلا الله..
وقد تتفضّل عليك الأقدار بعطايْا ألم.. ويرحمك الربّ بعفو الصّبر.. ويمِنُّ على روحك بمواجهة الابتلاء بالتأمّل والتفكّر وجميل بَسْمٍ..
فتسجد لله فى مَعِيّة حَمْد وشُكر لا.. لا بأس!
ها هي الأحلامُ تُولدُ في طيّات النهارْ.. ويجئُ صوتها يطرقُ الأسماعَ حَيًّا كالهديرْ وسط صحراء.. ويهزّني صوتُ البشيرْ:
ـ قمْ مزّقِ الأكفانَ.. موكبنا يسيرْ
والصُّبحُ يحلّ.. وقد أذن البصير
وهذا الليلُ في الثُلث الأخير..!
ولكنها كانت قد مَرّت..
امرأة الأمس الذى يتجلّى فجر كلّ يوم.. عجوز فى منتصف الثلاثين.. يجُرّها زميل العمل.. المتميّز بأنّه الأصغر سنًّا.. وقد تجاوزت عن زواجه قبلها أكثر من مرّة..
وله من ضرّتها أكثر من ولد..!
وعن عمدٍ؛ قبله تحاولُ الدخول بقصّة حُبّ وآخر.. له زوجة وطفلة..
ذبابةٌ طائرة؛ بدلال تحطّ على قطع حلوى.. فراشة تتمايلُ بين أحضان بقايا أوراقٍ جافّة وذابلة لزهرٍ مُترب.. وتتجاوز شوق الفُلّ المنتظر ألف ألف عام..
وأنْتَّ لا..
لا تزل تتألم مِنْ فَيْض رِزْق أكثر من حُبّ؛ لا بأس..!
فلَمْ ولن تخسر شيئًا، طالما لم تحصل عليه أبدًا.. ولكنه ليس..
لَيْس هكذا يكون الأمر إذا ماكان (أكثر من حُبّ)..!
.......