توفت، أول أمس، الاربعاء، المربية الشابة إيمان إغبارية التي تبلغ من العمر 30 عامًا، وذلك بعد أيام قليلة من ولادتها لطفلة، إذ أن المربية إغبارية توفت جرّاء مضاعفات بسبب فيروس الكورونا، وعملت إغبارية في مدرسة الرازي الثانوية في مدينة أم الفحم، كما انها متزوجة لبلدة معاوية، وعن إصابتها بفيروس الكورونا، والمضاعفات، وتلقي التطعيم، واولاد المرحومة، وعن الذي حصل أثناء تغسيل المرحومة، تحدث مراسل كل العرب أمير علي بويرات، مع والد المرحومة السيد رشيد إغبارية.
المرحومة ايمان اغبارية
توفيت دون أن ترى طفلتها الجديدة
وقال الأب الثاكل السيد رشيد إغبارية: "بداية رحم الله ابنتي العزيزة ايمان وان شاء الله يكون مثواها الجنة، ابنتي تبلغ من العمر 30 عاما، وتدرّس في مدرسة الرازي الثانوية في مدينة أم الفحم، ابنتي كانت حامل ولكن بسبب ان ابنتي في الحمل، لم يتم السماح لها بتلقي التطعيم لأنها في مراحل متقدمة من الحمل، اذ ان ابنتي اصيبت بالفيروس اثناء تواجدها في حفل زفاف لدى العائلة، ونحن راضون بقضاء الله وقدره، ومهم أن نذكر انها تلقت العدوى جراء الاختلاط، وبعد ذلك أجري نقل ابنتي إلى المشفى، وتم توليدها بعملية وذلك لحماية الجنين وكي يتسنى للطواقم الطبية علاجها، أحيلت إلى قسم ثان ولم تر ابنتها التي انجبتها، نشكر جميع الطواقم الطبية التي حاولت مساعدة ابنتي ولكن في نهاية المطاف هذا قضاء الله وقدره".
توجهوا لتلقي التطعيمات
ووجه إغبارية: "اتوجه لكل المواطنين بالذهاب والتوجه من أجل تلقي التطعيمات المضادة لفيروس الكورونا، حيث قال لنا الأطباء بحال كانت ايمان متطعمة، ما كانت لتصل إلى مرحلة التنفس الاصطناعي، حيث اننا جميعًا في العائلة تلقينا التطعيم، ولكن الحالة الخاصّة التي عاشتها ابنتي منعتها من التطعيم، صحيح في النهاية لا مجال للهروب من الموت، لكن كان من الممكن أن يكون أقل شدةً عليها، لأن الفيروس ليس بسيطا".
وعن المدة التي مكثت بها في المشفى، قال: "مكثت ابنتي في المشفى 11 يومًا، وهي أم لأربعة أطفال، منهم في عمر التاسعة وستة وخمسة وسنتين والاخيرة هي التي أنجبتها قبل وفاتها".
الوالد الثاكل رشيد اغبارية
ابنتي تدهورت حالتها الصحية بعد نقلها إلى المستشفى
وتطرق اغبارية: "الخبر نزل علينا كالصاعقة، إذ أنه لم يسمح لنا بزيارتها، فقط مرة واحدة وذلك عند نقلها إلى مستشفى الكرمل بعدة ساعات، حيث ان وضعها كان يزداد سوءًا، وقبل نقلها من المستشفى ذهبنا وتحدثنا معها، حيث كانت حالتها الصحية جيدة، وتم نقلها إلى مستشفى الكرمل، وفي الوقت الذي نقلت به إلى الكرمل تدهورت حالتها الصحية اكثر فأكثر، حيث انني عندما شاهدتها في مستشفى الكرمل بعد ساعات من نقلها لم أصدق أنها ابنتي التي كنت قد تواجدت بالقرب منها قبل ساعات قليلة، اذ انني عبرت لها بكل مشاعر الحب والحنان وهي كذلك، وانا بصدمة الى الان ولا أعلم ماذا حصل معها خلال نقلها في سيارة الإسعاف، ومن الممكن أنه لم يكن داخل مركبة الإسعاف تنفس اصطناعي كاف، وأن يكون هذا السبب الذي أدى الى تدهور حالتها الصحية خلال ساعات قليلة".
ذهبنا لمكان التغسيل ولم نجد مغسلا
وأفاد الأب الثاكل : "نحن عشنا كارثة بحق الإنسانية ومجتمعنا المهمش، حيث إننا بعد وفاة ابنتي توجهنا إلى المشفى لإستلام الجثمان، وعند وصولنا إلى هناك طُلب منا جميعًا ترك المكان، وقالو لنا ان الجثمان سيجرى تسليمه إلى مغتسل مختص عن طريق سيارة إسعاف مخصصة لذلك، ومن ثم يمكن استلامها بعد انهاء كل هذه الإجراءات، إذ أنها استغرقت أكثر من ثلاث ساعات، وبعد وصولنا إلى البيت تلقينا اتصال أن نرسل نساء من العائلة لتغسيل إبنتنا، ذهبنا إلى المُغتسل في بلدة طمرة في الشمال على وجه السرعة لأنه لم يتبق من الوقت لموعد الجنازة، وتوجهت زوجتي وزوجة خالها، وذلك لمرافقة المختصين الذين سيغسلون الجثمان، وعند وصولنا، إلى المغتسل تفاجئنا انه لا يوجد من يغسل الجثمان، وأُجبرت زوجتي على تغسيل ابنتي، وكان الشيخ يلقن بزوجتي من خلف الباب طريقة التغسيل، انا حتى هذه اللحظة لا أستوعب الذي حصل، حيث انه زادوا على زوجتي وجعها، اين المسؤولين في هذه الشركة؟ ولماذا هذه التصرفات؟ اين رجال الدين؟ لماذا هذا الاستهتار بنا؟".
استهتار بنا
وأضاف الأب، انه: "لا يعقل ان مدينة أم الفحم التي تضم أكثر من 60 ألف مواطن ومنطقة وادي عارة لا يوجد بها مكان ومركز مخصص لتغسيل موتى فيروس الكورونا، من غير المعقول ان نتعرض نحن الأهل الثكالى لمثل هذه المواقف وفي أصعب ما يمكن أن يعيشه الإنسان وعائلة في العالم، وأيضًا على ما يبدو أن هذه الشركة ليست من ديننا، وهي شركة يهودية، والتي من غير الممكن أن تلبي احتياجات ديننا الاسلامي، لماذا ياتي شخص يهودي ليقول لي: "هذا الموجود"، والذي وضع زوجتي تحت الأمر الواقع لتغسل ابنتها في أصعب المواقف وأشدها، إذ ان زوجتي حتى اللحظة في حال نفسي صعب وسيء جدًا، وهذا الأمر لم يكن سهلًا".
لم يقبل أن نلقي نظرة الوداع الاخيرة
وأكمل إغبارية: "اردن حفيداتي والعائلة إلقاء نظرة الوداع الأخيرة على ابنتي رحمها الله، لكن تفاجئنا من مسؤول الشركة أنه لم يقبل بذلك إلا بعد دفع 1000 شاقل، المكان يبعد فقط مئات الأمتار، وتفاجئنا ان سائق سيارة الإسعاف لم يفتح باب السيارة الا عند اعطائه مبلغ 600 شاقل، حتى قبل أن يفتح لنا الباب ونلقي النظرة الأخيرة، وأنا سأتوجه لكل مسؤول بهذا السياق والصدد".