عاد رجل الأعمال رمضان خليل أبو صعلوك (42 عاما)، ابن بلدة عرعرة النقب، إلى حضن عائلته والحياة بعد أن كان قد أعلن عن وفاته نتيجة سكتة قلبية، اذ كان صديقه قد اتفق معه يومها ان يلتقيه بعد صلاة المغرب. وكان يصادف نفس اليوم حفل زفاف لدى العائلة، حيث عاد رمضان إلى منزله وهناك دخل إلى مكتبه ولم يخرج.
رمضان خليل - عضو مجلس عرعرة النقب
ولدى اتصال الصديق بعد صلاة المغرب يوم 5 سبتمبر/أيلول الماضي، لم يكن رمضان يجبه فعاود الاتصال ليرد عليه وكان التعب باديا في صوته، وأخبر صديقه أنه يشعر بألم في الصدر.
وقام الصديق الأستاذ جهاد الطلقات - مدير مدرسة السلام الابتدائية في عرعرة النقب بالاتصال مباشرة بأخيه الاستاذ عبدالله الذي كان وقتها قد عاد للتو من شقيب السلام ومازحه بأنه "بسبب مشواركما معا تريدان اشغالي"، فتواصل مع ابنة رمضان التي قالت إنه دخل إلى المكتب ولم يخرج.
عاد الشقيق على جناح السرعة إلى بيت رمضان ووجد رمضان في حالة سيئة، حيث نقله بسيارة خاصة للطوارئ في بلدة عرعرة النقب ومن هناك نقل بسيارة أخيه إلى مستشفى سوروكا بئر السبع، فيما أنهار الاستاذ رمضان وسقط أرضا بمدخل الطوارئ بمستشفى سوروكا وتوقف قلبه عن النبض، وواصل الطاقم الطبي عمليات الإنعاش بواسطة صعقات كهربائية وانعاش يدوي ما أدى إلى كسر ثلاثة من أضلاعه.
وأعلن الطبيب المعالج عن وفاته، متوجها الى د. حسني القريناوي - مدير قسم الطوارئ في المستشفى، الذي أمره بمتابعة الإنعاش والمحاولات، ولم يرفع يديه مستسلما.
وبعد اعلان وفاته، عاد قلب رمضان لينبض من جديد بعد انعاش فاقت مدته الساعة ليعود بذلك إلى الحياة، وبعدها ادخل لعملية قسطرة عقب رحلة الموت القصيرة، وبريثما تعافى عاد إلى أحضان أسرته وعائلته ومحبيه، زوجته وأطفاله الستة.
"عدت من الموت"
وأقامت عائلة أبو صعلوك، ظهر اليوم السبت، وليمة على شرف شفاء الأستاذ رمضان، حيث تحدث د. صقر أبو صعلوك أمام الحشد عما حدث مع قريبه، وقد تم منح الدكتور حسني القريناوي شهادة تقدير على عملة الدؤوب في انقاذ حياة الاستاذ رمضان بعد ارادة الله.
وشكر رمضان أبو صعلوك كافة المشاركين في وليمة الشفاء، من كافة أنحاء النقب، وقال في حديث لمراسل "كل العرب": "الحمد لله، أنا إنسان معافى بشكل عام وقد أصبت بنوبة قلبية حادة وأنا اليوم عدت من الموت بعد إعلان الطاقم الطبي عن وفاتي، وذلك بفضل الله وفضل الدكتور حسني القريناوي الذي اصرّ على الاستمرار في عمليات الإنعاش، وبعد ساعة من الإنعاش عاد لي النبض والتنفس".
أما الطبيب حسني القريناوي، الذي تم دعوته الوليمة وتلقى درع شكر من العائلة، فقال: "قررت الاستمرار بالإنعاش رغم إعلان طبيب قبلي عن وفاته، وذلك بدون أن نسبب الأذى في المستقبل لرمضان، وفي نهاية المطاف، بحمد الله عاد إلينا المريض وهذا يعني أننا لا نيأس أبدا حتى اللحظات الأخيرة".
وأصدرت عشيرة أبو صعلوك بيانا جاء فيه: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله… بعد الحمد لله رب العالمين، على شفائه ونعمائه، وعلى أن منّ على ابننا رمضان أبو صعلوك (أبو خليل) بالتعافي، نتقدم بشكرنا الجزيل وعرفاننا الكبير، النابع من الاعتزاز بمعارفنا، وأصدقائنا، وجيراننا، وأبناء عشيرة أبو صعلوك، وجميع أهلنا في النقب والداخل، والخارج على الاهتمام، والزيارة والمباركة بالحضور، او عبر الاتصال، او عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والى كل من حضر وليمة الغداء على شرف شفاء ابننا.
فشكرا للجميع، شكراً لمن حضر، شكراً لابناء عائلة أبو صعلوك على وقفة الرجل الواحد، في تهيئة المكان والترحاب بالحضور، وتقديم الواجب للضيوف، وشكرنا لجيراننا، والأخوال على وقفة الرجل الواحد. كما نشكر من أعماق قلوبنا، الدكتور حسني القريناوي مدير قسم الاستقبال في مستشفى سوروكا على حضوره ومشاركتنا فرحتنا، وعلى علاجه ومتابعته لابننا رمضان، والذي كتب لابننا حياة جديدة على يده بعد ارادة الله سبحانه وتعالى. بوركتم وجزاكم الله خيراً، نعتز بكم، ونرحب بالجميع".
هذا ويذكر أن رجل الاعمال رمضان خليل يعمل كمربي ويشغل منصب عضو مجلس محلي عرعرة النقب.