الشيخ الدكتور سامي أبو فريح، علم من أعلام المجتمع العربي في النقب، ولد عام 1968، وبلغ من الدراسة الكثير وتخصص في الشريعة الإسلامية، حيث أنهى مؤخرا الدكتوراة في القانون الإسلامي، حيث كان عنوان دراسته "تعدد الزوجات بين التطبيق الشرعي والتجريم القانوني في الداخل الفلسطيني".
وُلد في العراقيب ويسكن حاليا في مدينة رهط، وعمل في صغره في الزراعة ورعي الغنم، واتجه نحو تعليم المجتمع وإصلاحه في سن متأخرة، بعد أن ألقى حمولة العمل الزراعي على أخوانه، وهو معلم عمل أيضا في إدارة مدرسة ثانوية، وأصبح اليوم من أبرز وجوه الإصلاح العشائري على أساس الشرع في رهط والجنوب عامة.
الشيخ الدكتور أبو فريح يربي في بيته في مدينة رهط الإبل والخيل وبيته لا يخلو من أشجار الحمضيات والفاكهة، فهو مزارع منذ صغره. ويقول في حديث خاص بـ"كل العرب" حول الدكتوراة: "الموضوع متشابك جدا وليس سهلا، فالقانون الإسرائيلي يجرّم تعدد الزوجات منذ عام 1977 وفق قانون العقوبات، وبقي الحال تحت غض النظر حتى عام 2017 في عهد الوزيرة أييلت شاكيد، حين طالبت بتفعيل هذا القانون. كنت ممن دُعي للجنة الوزارية لأسمع رأيي وأعطيت محاضرة عن موضوع التعدد في الإسلام وعلاقته في القضاء الشرعي والأعراف البدوية، ثم كانت جلسة مع المديرة العامة لوزارة القضاء سابقا ميمي بلمور، حيث شرحت أن التعدد لم يأت لخلق مشكلة بل لحل مشكلة قائمة في المجتمعات الإسلامية، بالذات حين الحديث عن مجتمعات محافظة وبالتالي هناك حاجة يجب أن تلبى للمرأة وللرجل وكان الحديث من هناك أن عليّ دراسة المادة وكتابة أطروحة تتحدث عن الواقع المعاش – وهو واقع معاش فوضوي يجب ترتيب الأوراق فيه، فهناك زواج غير مسجل وطلاق غير مسجل، وأولاد غير مسجلين في قضية الميراث، والزوجة التي يموت عنها زوجها لا ترث كونها غير مسجلة، إلا إذا كانت العائلة تتقي الله".
القضية ليست شعائر - فنحن بحاجة إلى الأخلاق
ووجه الشيخ سامي أبو فريح رسالة للمجتمع قائلا: "أتمنى على مجتمعي أن يسوده الحب والتآخي والصفح واللين بينه وبين نفسه ومع أسرته، أن تكون المنظومة الأخلاقية هي عنوان هذه المرحلة. القضية ليست قضية صلاة وعبادة وحج وزكاة، فغالبية الناس يقومون بهذه الشعائر، ولكننا بحاجة إلى الأخلاق التي من خلالها يتم الصفح والحب والتجاوز عن بعضنا البعض، وتمنع عمليات القتل وإطلاق النار العشوائي الذي نحياه في مجتمعاتنا ليلا نهارا، وقضية متابعة الأسرة لأبنائها في الجوالات – وكلما تابعنا أبناءنا أكثر كلما كانت منظومة الأخلاق أفضل".