أمشي وسأمشي ما دامَتْ تَحمِلُني قَدَمانْ..
أمشي نحو مكانٍ تعشقهُ الشمسُ، ونحو زمانٍ
آمنةٌ لا تُسرقُ فيه الأوطانُ، ولا تُنْتَهكُ الأرضُ
كسلعةِ تُجّارٍ في دُكّانْ..
أمشي وسأمشي من نخلاتِ أريحا حتى أرزةِ لبنانْ..
أمشي وسأمشي بعزيمةِ عاشقْ..
نحو مروجٍ يترعرعُ فيها حَبَقٌ وشقائقُ نعمانْ..
لا يُسرقُ منها ماءُ جداولها..
لا تُطرد منها الغُزلانْ..
أمشي وسأمشي كالعاشقِ نحو وجوهٍ ساحرةٍ تدفعُهُ
أشواقٌ تتأجّجُ كالنيرانْ..
***
هذا الشارعُ مكتظٌ بالعرباتِ، ومختنقٌ بضجيجٍ ودخانْ..
أمشي وسأمشي لأرى صباراً، يتحلّى بالصبرِ الباسلِ،
كي يحرسَ بُستانْ..
أمشي وسأمشي لأرى راعٍ ينشدُ للأغنامِ
وينشرُ راحةَ بالٍ بين الوديانْ..
أمشي وسأمشي من قِمم القدسِ، مروراً بذُرى جبل النارِ،
إلى عمّانْ..
أمشي وسأمشي.. ما دامت لي قدمانْ.. من دلتا النيلِ،
مروراً بالشامِ، إلى بلدٍ يحرسهُ النهْرانْ..
يا يافا انتظريني! فأنا من شِدّة حُبّي ولهانٌ.. ولهانْ..
انتظريني، يا جنةَ دنيايَ الأولى، في نيسانَ وشعبانْ.
نيويورك