ضمن فعاليات احياء ذكرى هبة القدس والأقصى الـ 21، انطلقت عصر اليوم السبت، مسيرة حاشدة في مدينة سخنين، بمشاركة المئات، حيث كانت قد دعت اليها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، تحت عنوان: "التصدي لإستفحال الجريمة في المجتمع العربي"، اضافة الى سلسلة فعاليات أخرى سبقتها، والتي قد شملت وضع الأكاليل على أضرحة الشهداء الـ 13 وزيارة ذويهم والنصب التذكارية في كل من جت المثلث وام الفحم ومعاوية والناصرة وكفركنا وكفرمندا وعرابة وسخنين.
هذا وجابت الامسيرة شوارع مدينة سخنين مصحوبة بالهتاف ورفع الاعلام الفلسطينية وصور الشهداء.
وشارك المسيرة اعضاء كنسيت عن القوائم العربية، اعضاء ورئيس لجنة المتابعة، القيادي محمد بركة، الى جانب اهال ولجان شعبية.
الجرح لا زال ينزف!
هذا واختتمت المسيرة القطرية في مهرجان خطابي في ساحة بلدية سخنين، حيث افتتح المهرجان بالوقوف دقيقة حداد على ارواح الشهداء، وتلاوة عطرة من الذكر الكريم، والاستماع الى النشيد الوطني الفلسطيني، وتولى عرافة المهرجان، المحامي محمود شاهين، اما الكلمة الاولى فكانت لرئيس بلدية سخنين، صفوت ابو ريا الذي قال في كلمته: "هذه الذكرى تركت فينا جرحا نازفا 21 عامًا، لم يتغير شيء، لا زلنا مشبوهين في نظرهم، نسوا اننا جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، وتتواصل ذات الطرق والأساليب والقتل فحياتنا ليست مهمة في نظرهم، واليوم مئة قتيل راحوا ضحية للجريمة وهذا لا يعني لهم بأي شيء، لان دمنا حلال هدره ودم اليهودي حرام، نحن نتمنى ان تكون هذه الذكرى بوصلة لتوجيه جهودنا نحو السلطة وليس تجاه بعضنا، فصونوا الوحدة ولا تفرقوا".
الشهداء ابناء شعبنا كله
فيما قال محمد بركة - رئيس لجنة المتابعة، في كلمته: "ان الشهداء كانوا ابناء امهاتهم وابائهم عام 2000 واليوم هم ابناء شعبهم باسره، لا نحيي الذكرى فقط بل نجتمع على العهد الذي قطعناها اننا لن نهدأ حتى نحقق الاهداف التي استشهد من اجلها الشهداء، الثوابت الفلسطينية، العودة القدس، ان شعبا فاقدا للذاكرة هو شعب مقطوع عن التاريخ والجغرافيا، شعب بدون ذاكرة يخرج نفسه خارج الحضارة والتاريخ والمكان تصبح ذاكرته كذاكرة خراف في حظيرة يذبح الاول والثاني ولا يذكر اخوه بفقده، لسنا خرافًا ننتظر العلف من احد، نحن شعب يعتز بنفسه باقصاه وقيامته وحذار ممن يراهن على الثوابت ومن يريد ان يحولنا الى مستهلكي خدمات. نقول له نحن شعب رافع للرايات. هذه القلة التي تعبث بحياتنا من عصابات الاجرام الذين يطلقون الرصاص بسلاح جيش اسرائيل ويحظون بحصانة اجهزة امن اسرائيل وتهاون مقرف من الجهاز القضائي الاسرائيلي".
وتابع بركة في كلمته: "علينا اجتثاث وباء الجريمة لانها من صناعة المؤسسة ووباء العمالة ووباء الكرونا، وعلينا ايضا هنا ان نحافظ على التعليمات الصحية وتلقي التطعيمات لاننا نريد خلاص من هذه الاوبئة الثلاثة لكي نكون قادرين على دعم القدس والاقصى وغزة ومواجهة الاستيطان وتطبيق صفقة القرن على الارض الفلسطينية المحتلة، نريد ان نلعب دورنا ايضا في قضية العودة والقضية الفلسطينية، هذه ليست قضية خارجة عن السياق. نعلن من هنا باسم شعبنا في الداخل الى اللاجئين خارج الوطن اننا بانتظاركم عندما تعودون وستعودون طال الزمان او قصر، ومن واجبنا ايضا مساندة اسرى الحرية، الاسير الذي يحمل القضية مسكون يوميا بحلم الحرية وسيحاول كل يوم نيل جريته، هذا هو الامر الطبيعي والامر غير الطبيعي هو اسر اكثر من خمسة الاف اسير وليس من الطبيعي ان نتبنى الرواية الاسرائيلي. ومن هنا ندين استمرار الانقسام الفلسطيني، والتطبيع مع اسرائيل، ونقول ان الشعب الفلسطيني يحمل قضية عادلة ولا يتسول من احد.ان الهبات المتكررة هي انتصار للهوية الفلسطينية، وهذا شهدناه في ايار في هبة الكرامة كما قبلها، فتحية لعكا وحيفا واللد، الرملة ويافا عروس فلسطيني باسم كل مدينة، باسمنا جميعا نعلن وقوفنا الى جانب عشرات المعتقلين، علينا ان نقف الى جانبهم ونساند السلطات المحلية واللجان الشعبية من أجل حقهم في الحرية".
وقالت المتابعة في بيان سابق: "إن عنوان احياء الذكرى هذا العام، هو التصدي لاستفحال الجريمة في المجتمع العربي، الى جانب العناوين المركزية لهبة القدس والاقصى، والأسباب قادت لاندلاعها، اعتداءات الاحتلال على القدس والمسجد الأقصى المبارك، وعلى شعبنا عامة، وهي اعتداءات لم تتوقف في أي يوم بل تتواصل وتستفحل".
وأضافت المتابعة: "إن الجريمة في المجتمع العربي بدأت تستفحل بشكل متصاعد بالذات بعد هبّة القدس والأقصى، حينما رأت المؤسسة الحاكمة، أن الجريمة واستفحالها وسيلة لضرب مجتمعنا العربي، بعد أظهر مجددا وقفته البطولية مع شعبه، في أيام الهبة تلك. ومنذ لك الحين الجريمة تسجل ذروة بعد ذروة، دون أن فعل حقيقي على الأرض من جانب المؤسسة الحاكمة، التي تنثر الكلام، والخطط الخاوية، مع غياب نيّة حقيقية لوقف شلال الدم الذي لا يتوقف".
كما قررت المتابعة، تنظيم مسيرة سيارات مناهضة لاستفحال الجريمة وذلك بعد إحياء ذكرى شهداء هبة القدس والاقصى. والتي كان قد تم تأجليها لأسباب سياسية.