اختتمت يوم أمس دورة المرافعة والتنظيم المجتمعي التي نظمها مركز مساواة لمدة ثلاثة أيام متتالية للطلاب الجامعيين من تخصصات الإعلام، الحقوق، العلوم السياسية، العلوم الاجتماعية، بالتعاون مع مؤسسة فراديرخ ايبرت وجمعية التوجيه الدراسي.
وجاء في بيان صادر عن مركز مساواة حول الدورة ما يلي:"تهدف الدورة إلى تعزيز الثقافة والهوية لدى طلاب الجامعات، إضافة إلى تطوير الحس النقدي وامتلاك إستراتيجيات التخطيط، والتعرف على عمل الكنيست والمرافعة القانونية والدولية، والتعامل مع الإعلام كآلية مرافعة، إضافة إلى التشبيك بين المجموعات الطلابية وبناء الشراكات.".
وتابع البيان:"شارك في المحاضرات أعضاء وطواقم عملت سابقًا في مركز مساواة، الذين يعملون الآن في سفارات ووظائف مختلفة، بالإضافة إلى أكاديميين ومهنيين وشخصيات مختلفة مؤثرة وناشطة في العمل الجماهيري.
وكان اليوم الأول غنيًا بالفعاليات والمحاضرات، حيث قدم مدير مركز مساواة جعفر فرح ورشة في موضوع احتياجات المجتمع العربي من ميزانية الدولة، وشرح فيها عن آليات العمل في مجال التطوير الاقتصادي ورصد الميزانيات والرقابة على السياسة الحكومية تجاه المجتمع العربي.
وقدم السيد رياض حصري، مستنفذ موارد وتطوير اقتصادي في المجلس المحلي الرينة، ورشة عن إدارة الميزانيات والتطوير الاقتصادي، ومحاولات إضعاف المجالس المحلية بشكل عام، وتحويل النشاطات لمؤسسات خارجية (مثل التخطيط والبناء، واتحاد المياه)، الأمر الذي يؤثر سلبًا على نفوذ المجالس المحلية.
وقدمت المحامية مريان أبي نادر والمحامي البير نحاس، وهما أعضاء إدارة في مركز مساواة، ورشة مشتركة حول المرافعة القانونية والإمكانيات المتاحة ومحدوديات العمل، وأطلعوا الطلاب على تجربتهم المهنية وأهمية رفع مستوى المعرفة والوعي في مجتمعنا العربي، وأهمية المعرفة والوعي فيما يتعلق بمستحقاتنا من الهيئات والمؤسسات في الدولة.
واختتم الطلاب نهار اليوم الأول بأمسية فنية مميزة بمشاركة فرقة دندنة بقيادة الفنان سامي خشيبون.
وفي صباح اليوم الثاني، قدم الدكتور رباح حلبي، وهو محاضر في الجامعة العبرية وكلية أورانيم، ورشة حول مراحل تطور الهوية الفلسطينية ومركباتها، وتأثير وتداخل الهويات فيما بينها، إضافة إلى المراحل التي تمر بها الهوية الفلسطينية مقابل الإسرائيلية، مستندا على أبحاث قام هو بإجرائها، إضافة إلى أبحاث قدمها باحثون آخرون.
الورشة الثانية كانت حول آليات عمل المرافعة البرلمانية وتأثيرها، قدمتها عالية زعبي، طالبة دكتوراة في مجال القانون ومركزة المرافعة البرلمانية السابقة في مركز مساواة، وشملت الورشة شرحًا حول طرق التأثير على العمل البرلماني من خلال لجان عمل الكنيست، والتشبيك بين هذه اللجان والمجتمع المدني من أجل تحصيل الحقوق والضغط على متخذي القرار في الكنيست.
وقدم مدير غرفة الأخبار في إذاعة الشمس والمحلل ومراسل الشؤون العربية في هآرتس جاكي خوري ورشة عن أهمية العمل الإعلامي ودوره في التجنيد والحشد للقضايا المهمة، إضافة إلى الفروقات ما بين الإعلام المهني والإعلام الاجتماعي والأدوات التي يجب على الصحفي التقيد بها من أجل أن يكون إعلاميًا مهنيًا.
الورشة الرابعة كانت حول آليات عمل المرافعة الدولية وإمكانيات التأثير من خلالها، وبناء شبكات التضامن الدولية، وشارك في هذه الورشة سهى سلمان موسى، المديرة التنفيذية لمركز مساواة، ووسيم ناصر، منسق قسم العلاقات الدولية وتجنيد الموارد في مركز مساواة، ومنال حداد، موظفة في السفارة الأمريكية قسم الدبلوماسية العامة، والصحفي عزيز فهمي.
لخصت الورشة آليات المرافعة الدولية وأهميتها، إضافة إلى الإمكانيات التي يمكن أن تقدم في المرافعات، وأهمية التواصل ما بين الشعوب واستغلال النقاط المشتركة من أجل تحصيل الحقوق.
الورشة الأخيرة قدمها المحامي نضال عثمان، مستشارالتنظيم الجماهيري وتطوير المشاريع، الذي أشار إلى أهمية التنظيم العملي للمجتمع وتعلم الآليات والمهارات التي تساعد في تغيير الواقع.
في ختام نهار اليوم الثاني، قدمت ورشة فنية للطلاب المشاركين، الذين عبروا عن سعادتهم في المشاركة بالورشات، إضافة إلى الفائدة الكبيرة من المعلومات التي تلقوها منها.
في اليوم الأخير، انطلقت مجموعة الطلاب صباحًا إلى الكنيست للتعرف على المرافعة البرلمانية وأسلوب العمل البرلماني بشكل مباشر، بعد أن كانوا قد تلقوا ورشات ومحاضرات عن الموضوع خلال الايام الماضية، والتقت المجموعة بأعضاء كنيست، منهم أيمن عودة، عايدة توما، أحمد طيبي، عوفر كسيف، أسامة السعدي، سامي ابو شحادة، الذين أطلعوهم على تجربتهم البرلمانية وأهمية المرافعة البرلمانية بالاشتراك مع مؤسسات المجتمع المدني.
ثم توجهت المجموعة إلى مؤسسة act للدراسـات والوسـائل البديلـة لحـل النزاعـات، حيث تهتم المؤسسة بخدمة المجتمع المقدسي لحل الصراعات والأزمات التي يفرزها الوضع القائم، وتم طرح العراقيل والأزمات التي يعاني منها المقدسيون أمام الطلاب المشاركين.
وفي الختام، شكر منسق العمل المجتمعي في مركز مساواة علي علي الصالح في ختام اليوم الثالث والأخير للدورة المشاركين، متمنيًا لهم النجاح والتقدم، آملًا ان تكون مشاركتهم في دورة المرافعة والتنظيم المجتمعي قد ساهمت في فتح آفاق تفكير جديدة، وأن تكون قد عادت عليهم بالفائدة الكبيرة. وتم توزيع الشهادات على الطلاب المشاركين، الذين عبروا عن سعادتهم بالمشاركة وعن أهمية هذه التجربة التي ساهمت في بلورة وعيهم الذاتي. "، الى هنا نصّ البيان.