خاص بـ"كل العرب" - يطالب المفتش العام لشرطة إسرائيل، الجنرال كوبي شبتاي، من قائد لواء الجنوب في الشرطة، الميجور جنرال بيرتس عمّار، بتقديم تقريرين في اليوم – في الصباح والمساء – حول نشاطات الشرطة والحملة التي تقوم بها، بكل ما يتعلق بشكاوى السكان اليهود ضد العرب، وكيفية علاج هذه القضايا.

وتحوّلت الكثير من الشكاوى في مدينة بئر السبع ضد عرب النقب، إلى عملية اعتقال عادة ما تكون تحت بند "عرقلة عمل الشرطة"، حيث تهتم الشرطة بنشر بيان حول قضايا لم تكن تلتفت إليها في الماضي، على سبيل المثال شخص من عرب النقب أوقف سيارته بصورة مخالفة على رصيف أحمر-أبيض.
وكثفت شرطة بئر السبع والوحدات الخاصة في لواء الجنوب نشاطاتها في الأسبوع الأخير بصورة غير مسبوقة، مشددة الخناق على المواطنين العرب-البدو الذين وجد البعض نفسه على ذمة الاعتقال والتحقيق لأي سبب، وذلك في ظل استمرار التحريض الأرعن من قبل رؤساء سلطات يهودية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي.

بادش يعترف بتضخيم القضية

ويقود الحملة الشرسة بيني (بنحاس) بادش، رئيس مجلس عومر، حيث بدأ نشاطه بكثافة عشية الانتخابات الأخيرة للكنيست من خلال "استضافة" أقطاب اليمين الذين يشكلون اليوم حكومة بينيت من أجل "اطلاعهم على سيطرة البدو على أرض الدولة"، حسب تعبيره، وانضم إلى الجوقة أيضا رئيس بلدية بئر السبع روبيك دنيلوفيتش، وعدد من "الصحافيين" اليهود الذين صار كل همهم تشويه سمعة عرب النقب، من خلال إبراز المخالفات التي تتم مؤخرا، وكأنها تمثل 300 ألف نسمة من العرب في المنطقة الجنوبية.
ويدعي بادش أنّ 80% من الجرائم وحوادث السير في النقب ناتجة عن البدو، ويعترف أنه ضخم الموضوع في الأشهر الأخيرة حيث قال في لقاء له مع موقع "واللا" العبري: "لا يمكن أن نصرخ عنصري، عنصري، عنصري. إذا فهم الناس أن هذا هو الواقع في نهاية المطاف سيقومون بعلاجه. إذا أردت علاج مشكلة فأنت تقوم بتضخيمها، وبعد ذلك لا مناص أمامك إلا أن تجد الحل. حتى اليوم صرخت وصرخت، وأنا سعيد أن كل التضخيم في النهاية أحدث تغييرا".
ويشير صقر أبو سريحان، رئيس منتدى "تل السبع بلدي"، أنّ هذه الحملة تأتي لزعزعة الاستقرار في بئر السبع ويضيف قائلا: "جميع جماهيرنا العربية تتواجد بصورة يومية في مدينة بئر السبع، وهذه الحملة تأتي من ثلّة من الوسط اليهودي ضد العرب، وقد كنت في تواصل مع هؤلاء عبر وسائل الإعلام العبرية وتساءلت من هؤلاء الذين يقيمون ميليشيات ويأخذون القانون لأياديهم أمام نظر الشرطة".

قلق في صفوف عرب بئرالسبع

ويتخوف العديد من السكان العرب الذين يسكنون في مدينة بئر السبع والعديد من الزوار من العودة إلى الاعتداءات الجسدية، بعد أن تعرضوا لشتائم عنصرية – كما قالت الناشطة غدير هاني في حديث لمراسلنا لافتة إلى أنّه "باتت قلقة على نفسها من هذه التهجمات".
وفيما يؤكد بعض أصحاب المصالح العرب أن هذه الهجمة العنصرية تأتي من مستوطنين معظمهم من خارج المدينة، يدعو ناشطون إلى تحركات فعلية لمقاطعة مركز "بيغ" التجاري في بئر السبع، للتأثير على الغالبية الصامتة ومنهم على صناع القرار. ويعتقد الكثير من السكان العرب، أنّ رجالات عضو الكنيست اليميني المتطرف ايتمار بن-غفير هم الذين يقودون هذه الحملة، ويؤثرون على القيادات اليهودية في المدينة وضواحيها، وذلك من باب العداء للعرب وكذلك لأغراض انتخابية – حيث غالبية السكان الـ240 ألف في عاصمة النقب هم من أنصار اليمين.
ويرى عليان النباري، وهو صاحب محل تجاري في بئر السبع، أنّ هذه الهجمة تأتي من أقطاب اليمين ومن المستوطنين الذين يحضرون من خارج المدينة، لافتا إلى أنّه "لا يوجد للتجار اليهود مصلحة في دق الأسافين وفي هذا التحريض"، وناشد الجمهور العربي الالتزام بالقانون من أجل عدم منح مجال لأي شخص بمخالفتهم والتشهير بكل أبناء المجتمع.

المقاطعة هي الحل؟

الناشط الجماهيري طلال سليمان القريناوي، رئيس منتدى رهط بلدي، يؤكد من جانبه أنّ "حملة التحريض غير مسبوقة، وهناك الكثير من عناصر اليمين المتطرف الذين يهدفون إلى إخراج أبناء المدينة العرب – الذين يعيشون فيها منذ مئات السنين – من المدينة". وقال إنه يفحص إمكانية الخروج بحملة لمقاطعة مركز المشتريات الأكبر في المدينة – مركز "بيغ".
سويلم العمرني، نائب رئيس مجلس شقيب السلام، قال إنه يرفض "تسويق" البدو وكأنهم مجرمون ويتابع: "أغلب المواطنين هم صالحون وأنا ضد التحريض ضد أي إنسان. يجب حل المشاكل ضد العنف، حيث يعاني معظم المجتمع العربي من هذا العنف وحتى هذه اللحظة قتل أكثر من مئة شخص، وهذا أمر خطير جدا ويجب علينا جميعا أن نطرح هذه القضية ونقوم بحلها".
وتزعم الشرطة أنها لا تفرق بين العرب واليهود في فرض القانون، حيث تهدف في حملتها المستمرة إلى إنفاذ القانون وحماية المواطنين الذين يرفضون العنف والجريمة والسياقة المتهورة، من كافة فئات المجتمع، لافتة إلى أنّ هذه الحملة مستمرة من أجل إعادة الشعور بالأمان للمواطن. 

روبيك دنيلوفيتش - رئيس بلدية بئر السبع

سويلم العمرني - نائب رئيس مجلس شقيب السلام

طلال سليمان القريناوي - رئيس منتدى رهط بلدي

عليان النباري

اعتقال فتى عربي في بئر السبع ليلة السبت