لم تعد اي سيطرة على استفحال الجريمة داخل البلدات العربية، ومن بين ابضحايا قتل ستة اشخاص جراء رصاص طائش واجرامي ودون اي ذنب يُذكر. المهندس عاصم سلطي من عيلوط كان في زيارة عند عائلة زوجته، وعندما سمعوا اطلاق الرصاص خرجوا ليشاهدوا ما حصل، وفجأة وقع وتبين انه اصيب برصاصة في بطنه.

الدكتور احمد حجازي من طمرة، قتل عندما حصل اطلاق رصاص في الحي، وقد خرج ليشاهد ما يحصل، واصيب برصاصة خلال قيام الشرطة بإطلاق الرصاص بإتجاه اشخاص، اسفرت عن مقتله في المكان.

نجاح ابو عرار من عرعرة النقب طلبت من ابنائها الدخول الى البيت بسبب شجار في الحي، وفي تلك الأثناء اصيبت برصاصة قضت على حياتها في المكان. اياد دبدوب من الجديدة مكر قتل عندما اقدم شخص بإطلاق رصاص على شاب، وخلال ذلك اصيب دبدوب برصاصة وقتل في المكان، حيث لم يكن هو المستهدف في الحادثة.

مريم التكروري من القدس، نظرت من نافذة البيت الى الشجار بجانب بيتهم في حي وادي الجوز، واصيبت برصاصة قتلتها في المكان.
الطفل يوسف الحلي من مخيم شعفاط اصيب برصاصة خلال شجار وقد فارق الحياة.

محمد ابو راس والد زوجة الضحية عاصم سلطي قال:" فقدنا انسان في قمة الروعة. عاصم لم يكن زوج ابنتي فقط، بل اعتبرته ابني. في يوم الحادث تواجد في بيتي، وكنا جالسين داخل البيت، وعندما سمعنا اطلاق رصاص خرجنا لنشاهد ما حصل، وفي نفس اللحظة وقع عاصم نحوي، وسألته ماذا حصل لك، وقال لي: "لقد اصبت في رجلي"، وتبين بانه اصيب في بطنه، وللأسف فارق الحياة".

واضاف: "المرحوم كام يعمل مهندس في شركة مقاولات تابعة لوالده، واحب مساعدة الأخرين، وكان يبادر في عمل الخير، وطوال الوقت ابتسامته لا تفارقه، كما ان ابنتي ما زالت لا تستوعب بان زوجها فارق الحياة، فقد احبها جدا، وشاهدنا منه كل خير".

وواصل حديثه: "خسارة جدا فقدان شاب مثالي. لا بد وان اذكر بانه لا يوجد شئ اسمه رصاص طائش، فكل من يستخدم السلاح بهذه الطرق فمن الممكن ان يقتل اشخاص، والرصاص الذي قتل عاصم كاد يقتل اخرون".

جبر حجازي من طمرة قال: "ما زلنا ننتظر اجابة من وحدة التحقيقات عن رجال الشرطة حول ما تعرض له شقيقي احمد، وان هذا التأخير دليل بانه لا يوجد اي اهتمام بالقضية، فلو ان يهودي هو من قتل لتوفرت الإجابات على الفور. اشعر بان هناك جهات بما فيها حكومية التي تحاول اشغال المجتمع العربي بالإجرام المنظم والعنف المستمر كي لا نتقدم في مجالات كثيرة. اليوم الرصاص موجه ضد المجتمع العربي ويوم غد سيوجه ضد اليهود اذا لم يتم استئصال العنف، ولا استبعد بان هناك تعاون مشترك بين العصابات والشرطة. نحن لا نستطيع محاربة الجريمة والسلاح المتفشي، فالحكومة هي التي يجب ان تبحث عن الحلول، لا ان تترك هذه الفوضى التي تشكل خطرا كبيرا على الجميع، حتى اصبحنا نسمع الصغار يتحدثون عن الخاوة، وهذا تدهور كبير وسيؤدي الى نتائج وخيمة".

كما قال: "ارى انه من الضروري بان اذهب الى عيلوط لتقديم واجب العزاء لعائلة سلطي التي فقدت ابنها عاصم جراء رصاص طائش واجرامي، فما حصل معهم يؤلمني جدا. امل ان تنتهي هذه الظاهرة، واذا استمر العنف فان عدد الضحايا سيرتفع، وسيكون حتى من الصعب السيطرة على الأوضاع".

عائشة تكروري من سكان القدس الشرقية قالت: "لا يزال من الصعب علينا أن ننسى مقتل ابنتي مريم التكروري، التي كانت تطمح بان تُكمل دراستها، حيث قالت لي "امي سوف انجح كي اهديكي هذا النجاح"، لكن مع الأسف قتلت قبل أن تتمكن من تحقيق أحلامها".

وأضافت الأم: "منذ ان قتلت ابنتي ونحن نعيش في ظروف حزينة ومؤلمة، حتى انني لا استطيع الوقوف بجانب النافذة التي وقفت عليها، فحياتنا ليست طبيعية. يؤلمني أن أذهب إلى غرفة ابنتي دون ضمها الى حضنها. امل بان يخجل من يستخدمون السلاح الذي يقتلنا".