صدرت قصّة الأطفال "نور العين"للأديب الفلسطيني سهيل كيوان عام 2021 عن مكتبة كلّ شيء في حيفا ضمن سلسلة أغصان الزّيتون، وتقع القصّة التي صاحبتها رسومات للفنانة منار نعيرات، ومنتجها شربل الياس في 74 صفحة من الحجم المتوسط.
ولد الأديب سهيل كيوان عام 1956في قرية مجد الكروم في الجليل الفلسطينيّ الأعلى، ويعيش فيها، وهو كاتب معروف صدرت له مؤلّفات في القصّة القصيرة للكبار وللأطفال، وفي الرّواية والمسرحيّة. كما يكتب المقالة السّياسيّة والأدبيّة.
في قصّته "نور العين" الموجّهة لليافعين"، يطرح الأديب كيوان قضيّة زرع الأعضاء البشريّة على طاولة القصّ للأطفال، وهذه قضيّة في غاية الأهمّيّة، حيث تنقذ أرواحا بشريّة، وكي يقرّب الكاتب قضيّة زرع الأعضاء لذهن الأطفال، فقد اختار لذلك دمية سقطت على عينها نقطة"غراء فأغلقتها، وتدور أحداث القصّة إلى أن تنتهي بزراعة عين جديدة للدّمية من دمية أخرى مهترئة، ولم تعد صالحة للإستعمال. ولم تأت الدّمية المهترئة في القصّة عبثا، بل جاءت كمعلومة أنّ التبّرّع بالأعضاء البشريّة يكون ممّن هم على فراش الموت، ولا مجال لشفائهم. وطبعا هناك سليمون صحّيّا يتبرّعون بعضو له بديل في جسم الإنسان، كأن يتبرّع شخص بإحدى كليتيه لعزيز عليه.
وورد في القصّة تأريخ لبدايات زراعة الأعضاء البشريّة، ففي عام 1905 نجحت زراعة قرنيّة للعين في جمهوريّة التشيك، وفي العام 1954 نجحت زراعة كلية في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، وفي العام 1964 نجحت زراعة قلب في جنوب افريقيا.
وردت في القصّة معلومات مفيدة للأطفال كأجزاء العين "منها الشّبكيّة، والحدقة، والقزحيّة والقرنيّة وغيرها.
وقد أبدع الكاتب عندما جعل طبيبة العيون تنقل عين الدّمية المهترئة، إلى دمية الطفلة رشا، وبهذا أوصل للأطفال معلومة أنّ من ينقل الأعضاء هو الطّبيب المختصّ فقط، وفي غرفة عمليّات خاصّة دون مشاركة ذوي المريض، كما أبدع بوصف القلق الذي ينتاب ذوي المريض وهم ينتظرون خارج غرفة العمليّات.
تهدف القصّة إلى تنمية روح التّبرّع بالأعضاء البشريّة لإنقاذ حياة مرضى، أو مساعدتهم على الشّفاء من أمراض وأوجاع تنغّص عليهم حياتهم.
استخدم الكاتب أسلوب السّرد القصصيّ الإنسيابيّ، واستعمل الخيال المحبّب للأطفال، ليوصل لهم أهمّيّة التّبرّع بالأعضاء لإنقاذ حياة البشر.