وجّه رئيس بلدية أم الفحم، د. سمير محاميد، رسالته الأسبوعية إلى أهالي مدينة أم الفحم من مدينة نيويورك الأمريكية، حيث يشارك في بعثة لرؤساء السلطات المحلية.

وقال رئيس بلدية أم الفحم د. سمير محاميد لأهالي مدينته:" يوم الاثنين من هذا الأسبوع وصلنا إلى مدينة نيويورك في الولايات المتحدة ضمن بعثة اولى لرؤساء سلطات محلية ومديرين عامين من البلاد، ومنذ الإثنين حتى أمس الخميس، قمنا بزيارة عدد من المؤسسات الأمريكية، ولقاءات بعدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي، ومدارس عامة، بهدف تعلم القيادة السليمة ضمن برنامج (מובילים בשלטון המקומי)، وفهم الصراعات داخل المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية، مع وجود التيارات الدينية الثلاث، التيار المحافظ المتشدد (קונסרבטיבי)، التيار الإصلاحي (רפורמיסט)، التيار الأرثوذكسي (אורתודוקס). كما تطرق اللقاءات لفهم طبيعة العلاقة بين الأديان الثلاث في امريكا: المسيحية، الإسلام واليهودية، في ظل كون الولايات المتحدة دولة لادينية، لدرجة أننا دخلنا مدرسة أمريكية وسألنا المسؤولين فيها: كم طالب مسلم وكم طالب يهودي في المدرسة فكانت الإجابة: هذا السؤال لا يعنينا وليس عندنا معلومات دقيقة بهذا الخصوص".

وتابعت الرسالة:"هذا من جهة ومن جهة أخرى فإنني أجريت خلال هذا الأسبوع لقاءين مع أناس مهمين وشخصيات مؤثرة، خاصة من ذوي رؤوس الأموال، بهدف الحديث عن بلدنا ام الفحم، حاملًا لهم عددًا من المشاريع التطويرية لبلدنا والتي تحتاج لميزانيات كبيرة، علّ وعسى أن تؤتي هذه اللقاءات ثمارها ونستفيد منها في بناء بلدنا".

عندما تقدم المصلحةُ الشخصية على المصلحةَ العامةَ

وتطرق محاميد:" تحدثنا سابقًا حول ضرورة التضحية من قبل الأفراد للمصلحة العامة وتقديم المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، لأن المصلحة العامة تأتي بالخير على الناس جميعًا، وليس على فرد بعينه أو شخصٍ بذاته، والمصلحة العامة فيها من الفوائد لصالح بلدنا وأهل بلدنا، يستفيد منها الجميع وينعم في ظلها الجميع، فعندما نوسّع شارعًا عامًا فنحن نوسع بذلك على كل الناس، لأن الشارع يخدم كافة الناس، وأن التأخير في تنفيذ أي مشروع في بلدنا، هو تأخير في الحقيقة على كل الناس، وليس فقط على الساكنين في نفس الحي او نفس الشارع الذي يتم إغلاقه لأيام كون أحد الأشخاص لا يعجبه التخطيط او المشروع او لمآرب ومطالب شخصية، مع تأكيدنا أننا نفحص ونتشاور في كل مطلب من المطالب التي تقدم لنا من قبل المواطنين الكرام، فإن كان فيها وجه حق فلا نعارضها وإن كان فيها غير ذلك فلن نتردد أن نرفضها ونقدم مصلحة بلدنا وأهلنا جميعًا على المصلحة الشخصية".

ووجّه محاميد:"فهذا نداء لأهلنا جميعًا في ام الفحم، أن قدّموا المصلحة العامة على المصلحة الشخصية، وآثروا أهل بلدكم ومصلحته على مصلحتكم، ونحن نثق بقسم الهندسة والتخطيط والتنفيذ في بلدية ام الفحم، ونؤكد أنهم يضعون مصلحة بلدنا ام الفحم فوق الجميع، في كل مشاريع البناء والتعمير وتوسعة الشوارع".

يعزّ علينا فقدان كل شاب فحماوي وعربي

وتحدث محاميد:" نعم تعزّ علينا كل قطرة دماء تهرق في بلدنا وفي مجتمعنا العربي ككل، يعز علينا خسارة كل شاب فحماوي او عربي يذهب هكذا سدى، بدل أن نستثمر طاقات شبابنا في بناء بلدنا ومجتمعنا، هكذا نخسر شبابنا واحدًا تلو الآخر، فالشعوب والأمم تبني وتطور بلدانها على عاتق شبابها وشاباتها، فهم أمل المستقبل، خاصة أن بلدنا ام الفحم نسبة الشباب فيها عالية، والاعتماد عليهم كبير أن يكون هؤلاء هم قادة المستقبل، وبدلًا من أن ننشغل بالبناء والتعمير لهؤلاء الشبان ننشغل بكل أسف ونهدر أوقاتنا وطاقاتنا بأعمال العنف والقتل والجريمة".

مبادرة طيبة ومباركة لترميم وتوسعة مقبرة الجبارين

وبشأن مقبرة الجبارين، تحدث:" هذا الأسبوع أعلنت مجموعة خيّرة من بلدنا، وتحديدًا من حي الجبارين، عن الانطلاق بمشروع ترميم وتوسعة مقبرة حي الجبارين، حيث يعتبر المشروع هدفًا من أهداف أهل الحي الذي بات ضروريًا ومُلحًا، ويشتمل على بناء جدران استنادية، تجهيز أرضية المقبرة، إقامة درج يمر على طول المقبرة، إضاءة مناسبة، والعديد من الأمور الأخرى، ونحن ندعو الله عز وجل أنْ يوفقَ الاخوةَ القائمين على هذا المشروع، وأن يسهل وييسر لهم تنفيذ الأعمال المطلوبة، وأن يتقبل الله منهم هذا العمل، وأن يخرجَ المخططُ المعدُ للمقبرة بأحسن وأفضل ما يكون، للموتى من أهلنا لهم حق علينا أيضا".

وفي سياق متصل:" نبارك المبادرة الطيبة التي كانت هذا الأسبوع في مدرسة المتنبي الابتدائية من قبل عائلة المرحومة طالبي المميزة المربية شروق شهابية وافتتاح مركز شروق للغة الإنجليزية على اسم المرحومة، فبارك الله فيهم على هذا العطاء ورحم الله الفقيدة وكتب ذلك في ميزان حسناتها صدقة جارية باسمها".

في ذكرى مولد الحبيب: كل عام وأنتم بخير

وبشأن المولد النبوي، قال:" في ذكرى مولد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ندعو الله عز وجل أن يبعثَ فينا خلقَ محمد صلى الله عليه وسلم في التعامل وحسن الخلق، وهمّة محمد صلى الله عليه وسلم في العمل والعطاء، وإرادة وعزيمة محمد صلى الله عليه وسلم في قول الحق والمضي به، وصبر محمد صلى الله عليه وسلم وتحمله. وبهذه المناسبة ندعو أهلنا أن نسير جميعًا على خطى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى هديه ونوره صلى الله عليه وسلم، فبه وبه فقط نصل إلى بر الأمان، نسأل الله عز وجل أن ينزل علينا الأمن والأمان والسكينة والاطمئنان وأن يحقنَ الدماء ويسود الخير والبرّ والإحسان. كل عام وأنتم وأهلنا جميعًا في ام الفحم بخير".