زُنزُن والزرافة (قصة قصيرة من سلسلة قصص زُنزُن للصغار بصدد الطباعة)| بقلم: السفير منجد صالح

منجد صالح
نُشر: 01/01 08:26,  حُتلن: 09:04

اليوم يوم الجمعة. زُنزُن وأخوه زين لا يذهبان إلى المدرسة. يوم الجمعة هي العطلة الأسبوعيّة.
عائلة زُنزُن تقوم اليوم برحلةٍ إلى ربوع حديقة الحيوانات في مدينة قلقيلية، مدينة الجوّافة والبرتقال، المحاذية والقريبة من شريط الساحل الفلسطيني.
قلقيلية مدينة فلسطينيّة محاصرة بجدار التوسّع والضمّ العنصري الإحتلالي. بنته سلطات الاحتلال بصورة غير شرعيّة، يطوّق المدينة ويفصلها عن أراضيها الزراعيّة الخصبة.
زُنزُن يحبّ كثيرا زيارة حديقة الحيوانات، كي يتفرّج عليها ويُصوّر الحيوانات، ويقضي يوما جميلا شيّقا وحافلا بالأحداث والمفاجآت، تحت أشجارها الباسقة وارفة الظلال، وممتطيا مراجيحها المُتعدّدة.
إن أكثر ما يُحبّه زُنزُن في حديقة الحيوانات هي الزرافة، إلى جانب القرود دون شك. زُنزُن يقضي وقتا أمام أسلاك حماية "بيت الزرافة" يتأمّلها ويُراقبها وهو مفتون بجمالها ورشاقة قوامها، أرجلها الأماميّة والخلفية الطويله. وأرجلها هذه قوية إلى درجة أنها تستطيع قتل أسد بركلة واحدة.
كما يُحبُّ زُنزُن كثيراً رقبتها الطويلة، لكنّه يستغرب ويتساءل لماذا رقبتها طويلة طويلة ورأسها صغير؟؟!!
إنها حكمة الله في خلقه، وعلينا أن نتقبّل مخلوقات الله جميعها كما خلقها الله سبحانه وتعالى، وأبدع في خلقها وتكوينها.
عائلة زُنزُن لم تذهب إلى حديقة الحيوانات "خالية الوفاض"، لكن "مدبوزة" بما لذّ وطاب من المأكولات "والزواكي"، حيث طعام الغداء، الذي يتناولونه على المقاعد الخشبية في الحديقة تحت ظلال الأشجار.
والدة زُنزُن، الجنوبية أصلا من محافظة الخليل، من جبال الخليل المُطرّزة بكروم العنب، أحضرت معها "طنجرة" من لفّ ورق الدوالي، (ورق العنب) الشهي، يرافقه الدجاج المُبهّر والمُحمّر بالفرن، حيث يشعر المرؤ أنّ الأكل أطيب وأشهي و"أزكى"حين تناوله في الهواء الطلق تحت ظلال الأشجار.
بعد تناول الغداء، قام زُنزُن وعائلته بجولة في أرجاء الحديقة لمشاهدة الحيوانات وتصويرها واللعب معها ما أمكن.
بدأت الجولة حيث القرود في أقفاصها تتنطط و"تتحنجل" وتصرخ وهي تتناول حبات الفستق بقشره يرميها لها زُنزُن وأخوه. يُراقبانها وهي تُقشّر الفستق ببراعة بأصابعها الرفيعة وتلتهمها بسرعة، وتصرخ طالبة المزيد من الفستق.
زُنزُن يحبُّ اطعام الفستق للقرود، ويستمتع بحركاتها الرشيقة وصرخاتها وهمهماتها المُتتالية، لكنه وحسب ارشادات والده لا يتجاوز حاجز الحماية الحديدي الخارجي، ولا يمدّ يده وذراعه باتجاه القرود أو أيّة حيوانات أخرى، فقد كان والده قد حدّثه عن الصبي الذي لم يلتزم بالقوانين وشروط السلامة، واقترب من الدبّ ومدّ له يده بطعام، فما كان من الدبّ، الحيوان المُفترس الشرس "الشرّير"، إلا أن قضم يده وأدماها، وخلّفت الحادثة له مأساة وعاهة دائمة في ذراعه.
فحذار يا أولاد ويا بنات، "ديروا بالكم"، ولا تقتربوا كثيرا من الحيوانات في الحديقة، والتزموا بتعليمات ادارتها وبتوجيهات والديكم والكبار من أفراد العائلة، حتى تستمتعون بزيارتكم للحديقة بكل أمن وسلام.
كاتب ودبلوماسي فلسطيني

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة