تقرير خاص بـ"كل العرب": قال شهود عيان إنّ رجال شرطة وحدة يوآف قاموا، الليلة الماضية، بطرد شبان عرب من مركز "بيغ" التجاري بمدينة بئر السبع، في الوقت الذي تتصاعد فيه النداءات في المجتمع العربي-البدوي في النقب بمقاطعة المركز التجاري – علما أنّ دخل مدينة بئر السبع من عرب الجنوب يصل ما بين 500-900 مليون شيكل سنويا.
في الصورة ناشطون يتحدثون حولتكثيف نشاط الشرطة
من اليمين: طلال سليمان القريناوي وصالح السيد وسليمان الهواشلة
وقال شاهد عيان من بلدة حورة: "جئنا لنقل قريب لنا أنهى عمله في مركز البيغ بمدينة بئر السبع إلى بيته لأنه لا يوجد معه سيارة، وكان هناك عناصر من وحدة "يوآف"، والذين قاموا باستفزاز الشباب البدو في المدينة واعتقال شاب من بلدة شقيب السلام والاعتداء عليه فقط لأنه بدون كمامة، علما أن اليهود كانوا يتجولون بدون كمامات".
وأضاف قائلا: "قامت الشرطة أيضا بتهديد الشاب المصور الذي بعث لنا هذا الفيديو ومرافقيه وطلبت منهم بصورة عنصرية واستفزازية وقحة بمغادرة المدينة خلال دقائق".
وتأتي هذه الانتهاكات في ظل استمرار التحريض ضد الجماهير العربية-البدوية في المدن اليهودية في النقب، خاصة في المراكز التجارية بمدينة بئر السبع، حيث لوحظ في الأيام الأخيرة تواجد كبير لرجال الشرطة في مركز "بيغ" بمدينة بئر السبع.
وقد تمّ أمس الأول الأحد إدخال كتيبتين من حرس الحدود إلى منطقة الجنوب، وخاصة مدينة بئر السبع، بدعوى العمل على تقوية الشعور بالأمن والأمان في المدن اليهودية.
آراء متباينة
وتتباين الآراء في المجتمع العربي-البدوي في الجنوب بين مؤيد ومعارض لتواجد الشرطة بصورة مكثفة في مدينة بئر السبع، وهي المركز التجاري والخدماتي الأول بالنسبة لهم، فيما أشار العديد منهم أن الشرطة يجب أن تتواجد بصورة أكبر داخل البلدات والقرى العربية بهدف مكافحة العنف والجريمة التي أدت إلى مقتل أكثر من مئة عربي.
وقال الناشط سليمان الهواشلة، الذي يعمل في مركز شتيل في مدينة بئر السبع: "لا شك أن قضية الإجرام والعنف يجب أن تحل بصورة جذرية، ولكن على ما اعتقد فأن الزج بأجسام مثل الشاباك والجيش هو تضخيم. نستطيع أن نحل قضية الإجرام والعنف بواسطة الشرطة، وما تقوم به اليوم المؤسسة الإسرائيلية بنظري غير صحيح لأن فئة صغيرة فقط تثير المشاكل ويجب أن يتم التعامل معها من قبل الشرطة بدون عقاب جماعي".
صالح السيد، من قرية السيد في النقب: "هذا أمر جيد ويأتي من أجل الأمن والأمان. أعتقد أن ما يقوم به رئيس الحكومة يأتي ضمن مكافحة الجريمة، فكل يوم لدينا جريمة أخرى في المجتمع العربي ووصلنا إلى أكثر من 100 ونحن في الشهر العاشر من العام، ودائما طالبنا بأن تكون قوات للحفاظ على الأمن والأمان".
نداءات بمقاطعة العنصريين
وترتفع النداءات من قبل ناشطين في النقب لمقاطعة التجار العنصريين والذين يقومون بالتحريض ضد العرب-البدو في النقب. ويقول الناشط طلال سليمان القريناوي، رئيس منتدى "رهط بلدي"، في حديث لمراسل "كل العرب": "نداءات مقاطعة المتطرفين خاصة في مركز "بيغ" التجاري بمدينة بئر السبع، جاءت كضرورة ملحة في ظل الوضع الراهن. لا يُعقل أن يقوم أصحاب محلات تجارية بالتحريض ضدنا وطردنا من الحيز العام، ونأتي للشراء منهم، فهو كالشخص الذي يعتدي عليك بالضرب وتعود إليه. سنقوم بنشر قائمة بأسماء المحلات التجارية التي لا يقوم أصحابها بالتحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي وسنضع ملصق على محلات تجارية لهؤلاء الذين يريدون التعايش والشراكة بين العرب واليهود وسندعمهم. نرى أن علينا التكاتف والتعاون معا لصد الهجمة الشرسة من قبل المتطرفين الذين يعيثون فسادا في الأرض ويقومون بزعزعة الاستقرار والأمان بين العرب واليهود".
واضاف القريناوي، وهو ناشط ضد العنصرية منذ سنوات، ويقوم على حملة مضادة تدعو لمقاطعة المتطرفين خاصة في مركز "بيغ" بمدينة بئر السبع: "نحن صامدون في مدينتنا بئر السبع وجزء لا يتجزأ من هذه المدينة، شاء من شاء وأبى من أبى". وختم قائلا: "ستستمر مقاطعة كل من يدعم التحريض ضد العرب حتى إشعار آخر، بهدف ضرب اقتصاد هؤلاء المحرضين العنصريين، ومن منبر "كل العرب" أدعو كافة أبناء المجتمع العربي في البلاد، بمقاطعة كل محرض ضدنا مهما تكن حاجتنا لخدماته، ونريد بذلك أن نلقن درسا لكل من يحرض ضد المواطنين العرب في كل مكان وليس في الجنوب والنقب فقط".
وكان القائمون على لقاء مفتوح عُقد أمس بمدينة بئر السبع حذروا من الصمت أمام هذه الحملة التحريضية التي يقودها المستوطنون، والذين عبروا عن أمانيهم خلال اجتماع لهم بالعمل على تنفيذ مخطط الترانسفير لسكان القرى مسلوبة الاعتراف الذين يعيشون على جزء بسيط من أراضيهم في ظروف قاسية للغاية وتمييز صارخ ومستمر منذ قيام الدولة.