هدمت جرافات السلطات الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، أربعة منازل وحظائر للبقر والمواشي، تابعة لعائلة الجرابعة في بلدة تل السبع في النقب. وتأتي عمليات الهدم بذريعة أن الأرض التي يعيش عليها السكان معدة كمنطقة صناعية. ويعيش في هذه البيوت أكثر من 20 شخصا بقوا بدون مأوى، بينهم سيدة وأولادها الثلاثة من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ويفيد مراسل "كل العرب" أن قوات الشرطة قامت باستفزاز صاحب أحد المنازل، حيث اقتحمت منزله وحين طالبهم بالخروج منه تم اعتقاله بدعوى أنه "هاجم رجال الشرطة". وأكد الأهل أنهم لن يرحلوا من أرضهم مهما كلفهم ذلك من ثمن، ولن تكون منطقة صناعية على حسابهم.
وكانت قوات كبيرة من وحدة يوآف أغلقت المنطقة الواقعة إلى الشرق من تل السبع، ومنعت اقتراب أحد من السكان إلى المنطقة، ومن ثمّ قامت بهدم المنازل، بينها منزل تمّ هدمه بواسطة صاحبه في وقت سابق – إلا أن بقاء الأرضية لم يرق للقوات التي دمرتها بصورة تامة.
وقال د. سمير الجرابعة، وهو أحد المتضررين، في حديث لمراسل "كل العرب": "الوزراء يقومون بزيارات للنقب ويبتسمون ثم يهدمون بيوتنا. كل هذا الائتلاف وحكومة التغيير هو ضحك على الذقون. الحقيقة هي أن أكثر من عشرين شخصا بقوا بدون مأوى، وحاولنا خلال الأشهر الأخيرة وقف الهدم، خاصة للسيدة وأولادها المعاقين – ولكن لا حياة لمن تنادي. مطاردة البدو والتضييق عليهم في الأرض والمسكن مستمرة".
ولفت الطبيب الجرابعة إلى أنّ الأرض تابعة لهم، وهي أرض الآباء والأجداد، وأن السلطات تريدهم أن ينتقلوا للسكن على أرض عائلة أخرى – رغم أنهم لم يصلوا إلى تسوية معها. وختم قائلا: "عرب النقب لا يتعدون على أراضي غيرهم، ولن نخالف العرف والعادة مهما كانت ظروفنا".