أنشودة للشاطئ البعيد| بقلم: منجد صالح

منجد صالح
نُشر: 01/01 22:13,  حُتلن: 23:22

- أنشودة للشاطئ البعيد -


وقفت كالسيف فردا على الشاطئ البعيد
أشُمُّ نسائم البحر
إيذانا باقتراب فجرٍ جديد
أنسج أنشودة من جدايل الموج المديد،
مرّ بجانبي، في عتمة الليل، خيال طيف خفيّ
لامستني:
عن قصد؟!
دون قصد؟!
لا أدري،
لم أرها لم أُلحظها
لكنني أحسست بها
وغرقتُ في عبقِ عطرها الفريد
قالت لي: آسفة .. لم أنتبه لك
فأنا أحدّق في أمواج البحر العتيد،
ظننتُك موجةً شاردةً
خرجت من سربها
وانتصبت على رمال الشاطئ
في انتظار موعد عشق وتنهيد
*****
صمتُّ ولم أجبها
فقد فاجأتني بحسن جيدها الممشوق
يتلألأ جمرا تحت ظلال البدر
ويقترح رواية حُبٍّ
وقصيدة غزلٍ
من نارٍ ومن نور
والتصاق موجتين شاردتين
إلى ما بعد الفجر
*****
أبرق البحر وأرعد وأزبد
باحثا عن الموجتين الشاردتين
عن النجمتين المُتّقدتين
عن الجمرتين النازفتين
شوقا وهياما وعشقا
وصهيل حصان فتيّ
جامح بلا سرج ولا لجام
يحتضن الموجة الأخيرة
ويُميط عن ثغرها البكر اللثاما
ويرتشف عسل الشفاه زلالا
من رحيق فمها الشذيّ البسّام
*****
يا موجتي انتظري قليلا
فالقمر يسترق النظر لعشق الموجتين
يتلصص على التحامهما السرمدي
من الشفاه وحتّى رخام الساقين
ويكشف سرّهما بإشعاعات نوره
يخترقُ فناء الموجة الأخيرة
ويكتشفُ ناصع بياض "المُهرين..النهدين
فيجريان تمايلا وطربا
وينتصبان على شاطئ البحر كمنارتين
*****
يبرقُ البحر ويُرعد ويُزبد
من هروب الموجتين العاشقتين
يضبطهما في نسمات الشط متلبّستين
بالوله والهيام والغرام
وتشابك الأصابع والأنفاس والكتفين
ونهرٌ يجري يخترق الضفّتين
فيروي عطش الموجة الأخيرة
ويُفجّر بُركانا وينبوعين
وتُزهر قطرات الندى بُرعما
يتفتّق عن جديلتين.


*منجد صالح - كاتب وديبلوماسي فلسطيني

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة