شابة عربية تحتج على فاتورة من فرع المشروبات الخفيفة "ريبار" في مدينة حيفا وُصفت فيها بـ "اخت العاهرة":
عنصريون! لم يكن أمامي خيار سوى التوجه للإعلام وعدم الرضوخ للعنصرية الدنيئة هذه التي باتت في كل مكان
توجهت شابة عربية من احدى البلدات العربية في الشمال وتسكن بمدينة حيفا (الأسم كاملًا محفوظ لدى هيئة التحرير) لموقع وصحيفة - كـل الـعرب - وأفادت أنها تعرضت لموقف وصفته بالـ "مسيء" و "العنصري" من قبل عمال في فرع تابع لشركة المشروبات الخفيفة "ريبار" في المجمع التجاري "جراند كنيون" في حيفا، إذ تلقت فاتورة دفع تحمل إسمها الشخصي وتليه عبارة نابية ووضيعة.
"لأن أسمي فاطمة.. لا أكثر!"
وفي حديث لمراسل موقع وصحيفة كل العرب روّت الشابة (فاطمة): "عند توجهي لتناول مشروبي المفضل في "ريبار"، سألني موظف صندوق الدفع في الفرع عن اسمي وأجبته فاطمة، وفور ذلك إستدعى عاملة أخرى في المكان للصندوق، ظننت أنه عامل جديد او لربما هناك خطب ما في استلام الطلب لسوء فهم او خلل تقني معين، ولم اعير اهتمامًا لضحكاتهما الساخرة لإعتقادي أني غير المقصودة، وعقب ذلك وقفت في الإنتظار دون أخذ الفاتورة كما هي العادة، وكان أمامي في صف الإنتظار 4 اشخاص وكانوا جميعهم يهودًا، حيث تعالت همساتهم وضحكاتهم فيما بعد دون سبب يستدعي ذلك، ومع تقدمي في صف الإنتظار وقعت عيني على الفاتورة خاصتي، تحمل اسمي والى جانبه كُتبت الكلمة "أخت عاهرة"، حينها لم أصدق ما رأيت للوهلة الأولى، وبعد إمعان النظر أدركت سبب ضحكات الزبائن وما الذي كان العاملان يكتمانه عني ويضمرانه لي من شر وعنصرية لكوني عربية، لقد شتموني لأن أسمي فاطمة، لا أكثر".
وتابعت فاطمة: "أول أمر فعلته أنني التقطت صورة للفاتورة، ومن ثم تابعت الإنتظار لغاية استلام المشروب حقي، واذ بنفس العاملة تنادي بأسمي الظاهر على الفاتورة. تحققت من تعابير وجهها، ولو كانت على غير دراية بالحادث، لكانت ساعتها ستلاحظ حتمًا ما كُتب، لكن لم تبدو عليها علامات الإستغراب أو الإنزعاج، بل كانت تحاول كتم ضحكتها مجددًا أمامي".
"أجهشت بالبكاء ولم إقترف ذنبًا"
وأردفت الشابة فاطمة: "تلقيت المشروب من العاملة وإتجهت على الفور نحو بوابة الخروج وهناك أخذت بالبكاء وبداخلي شعور سيء إزاء هذا التعامل العنصري المقيت والمهين، لم أذنب لكي يصل بهم الحال لسبي وشتمي والنيل من أصلي وعرضي".
وأضافت فاطمة في حديثها لمراسلنا أنه "عند توجه بعض المتعاطفين والمتضامنين ممن مروا في المكان للفرع بغية رد إعتباري كان الإدعاء الكاذب انني هكذا أسميت عائلتي (بالإشارة الى الشتيمة) في الإشتراك السنوي لديهم وقالوا أن ما حصل ليس كارثيًا!". وأتمّت: "لم يكن أمامي خيار سوى التوجه للإعلام وعدم الرضوخ للعنصرية الدنيئة هذه التي باتت في كل مكان".
تعقيب الشركة
هذا وتوجه مراسلنا للشركة المذكورة لأخذ الرد والتعقيب، وجاء ما يلي: "في اللحظة التي عرفنا بها عن الحادث المؤسف والذي يتعارض بشكل مطلق مع قيم وتعليمات الشركة، تحققنا من الأمر وتقرر فصل العامل عن العمل في فروع الشركة بشكل فوري. نشدد ان هذا التصرف المؤسف يمثل العامل وحده ولا تتوافق مع تعليمات المُشغل للفرع وإدارته والشركة عامة. وإننا في الشركة لا نتهاون ولا نتسامح مع الإساءة لأي كان، ونستنكر الحادث، لقد وجهنا التعليمات مجددًا على المديرين في الفروع والمُشغلين بكافة أنحاء البلاد".
وتابعت الشركة: "نقدم اعتذارنا عن الحادث الإستثنائي هذا والذي لا يمثل طريقنا بأي شكل من الأشكال" .