صادقت اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في منطقة الشمال مؤخرًا على إيداع خارطة هيكلية شمولية للمجلس الإقليمي مجيدو، والتي تشمل آلاف الدونمات من اراضي المواطنين العرب في منطقة وادي عارة وتستهدف الخريطة بشكل مباشر أراضي مواطني مدينة ام الفحم، سالم، زلفة، مصمص، مشيرفة البياضة، معاوية وعارة، إذ أنه حسب الخريطة سيتم مصادرة أراضي المواطنين العرب، الأمر الذي سيحرم المواطنين العرب من أراضيهم.
حول هذه الخارطة وخطورتها والبلدات التي تستهدفها، والدعوات لإفشال المصادقة النهائية وفي نفس الوقت عدم مشاركة مندوبي السلطات المحلية العربية في جلسات تخطيط مجلس إقليمي مجيدو، والخطوات المتبقية للسلطات المحلية العربية، تحدث مراسل موقع وصحيفة كل العرب، أمير علي بويرات مع المحامي توفيق سعيد جبارين من مدينة أم الفحم.
المحامي توفيق سعيد جبارين
وقال المحامي توفيق سعيد جبارين، انه:" في السنوات الأخيرة نلاحظ كم هائل من المخططات التي تعدّها مؤسسات التخطيط في اسرائيل، هدفها التضييق على القرى والبلدات العربية، وأيضًا مصادرة الأرض التي يمتلكها المواطن العربي، وفرض تقييدات على استعمال الأرض للمواطن العربي".
مصادرة الأراضي
وبشأن المخطط الجديد، أوضح جبارين:" المخطط يشمل مساحات تقدر ب 173 ألف دونم، يشمل جميع مساحات مجلس إقليمي مجيدو الواسعة جدًا، والتي تم مصادرتها وقبل وبعد عام 1948، ومنها أيضًا قرى مهجرة مثل اللجون، البطيمات، الكفرين وقرى أخرى، وبالإضافة إلى ذلك آلاف الدونمات التي يوجد بها "طابو"، أي بمعنى مازالت بملكية المواطنين العرب في منطقة وادي عارة، حيث يفرض هذا المخطط تقييدات على استعمال الأرض والتي سيتم بها بناء حدائق عامة ومناطق خضراء، ومعابر بيئية و شوارع التفافية والتي ستكون على أراضي المواطنين العرب الخاصة".
وبخصوص مدى التهديد الذي يشكله المخطط على بلدات وادي عارة، أعرب جبارين أن:" نفوذ مجلس إقليمي مجيدو يمتد من سالم شمالًا وحتى بلدة كفرقرع جنوبًا، حيث أن الأهداف الأساسية لإقامة المجالس الاقليمية اليهودية بالقرب من البلدات العربية هو منع تطور البلدات الأخيرة، والقرى العربية المتضررة في منطقة وادي عارة هي: مصمص، مشيرفة، عارة، البياضة، كفرقرع، أم الفحم، سالم، زلفة، معاوية وجزء كبير من هذه الأراضي موجودة داخل مخطط مجلس إقليمي مجيدو وهو الذي يتحكم بها".
استهتار السلطات المحلية
وبشأن المطلوب من رؤساء السلطات المحلية العربية، أوضح أن:" للأسف الشديد كان المطلوب والمفروض من السلطات المحلية بمنطقة وادي عارة المشاركة في جلسات التخطيط التي قام بها مجلس إقليمي مجيدو، لأن القانون يلزم مجلس مجيدو دعوة ومشاركة السلطات المحلية المجاورة في المشاركة بالتخطيط، لكن للأسف الشديد بعد الفحص اتضح انه لن يشارك أحد من السلطات المحلية العربية في هذه الجلسات وعمليات التخطيط، وبعد الفحص اتضح أن ممثلي المجالس العربية تغيبوا عن الجلسات، الأمر الذي أوصل الى إيداع مخطط خطير جدًا يمس بالقرى والبلدات في وادي عارة، ومن دون أن يكون أي رأي وتأثير في المخطط، وللأسف ما تبقى اليوم هو تقديم اعتراضات على هذا المخطط، إذ اننا نعلم أن التأثير على المخطط والمصادقة عليه هو قليل جدًا".
وعن أسباب عدم مشاركة الممثلين من السلطات المحلية العربية، فسّر أن:" الإهمال وعدم المعرفة وجهل المتواجدين داخل السلطات العربية جعلهم يتغيبون عن التخطيط، وما تبقى في هذه المرحلة هو تقديم الاعتراضات المهنيّة والقانونيّة، إذ أنها يجب أن ترافق بضغط جماهيري وسياسي قوي جدًا من أجل التأثير".
سبات في السلطات العربية
وعن خمول البلدات العربية، قال:" السلطات المحلية في البلدات العربية بمنطقة وادي عارة في سبات عميق، تركيبة السلطات المحلية واختيار الموظفين ليست حسب الاعتبارات المهنية وإنما عائلية، وعلاقات وإنتخابات، لذلك نرى هذه النتيجة وهي المخططات الخطيرة، وليس فقط هذا المخطط إنما هناك العديد من المخططات أسوء من هذا المخطط، لأن السبات والجهل في الطواقم الهندسية التي تتبوأ هذه الوظائف في السلطات المحلية العربية، ليست أهل لهذه المناصب وهي التي تقودنا إلى الدمار".
واختتم جبارين بالقول، انه:" يجب ان نكثف من عملنا السياسي والجماهيري ضد هذا المخطط، ويجب إعداد دراسة مهنية على مستوى عال من مهندسين مختصين من أجل مقاومة واعتراض المخطط الخطير".