نعتقد أن حُسن استخدام الحواس وبرمجة العقل ومنهجته قد يكون مقدورًا عليه دومًا بالجهاد الداخلي والحرث في حقل الذات، وبالتدريب والتمرين والالتزام بالخطوات والعمل الدؤوب، فلنقل على سبيل المثال التالي:
1. فكّر بعبارات أو أبيات شعر أوتوكيدات إيجابية دومًا أو استعن بالأدعية أو الآيات الكريمة ذات الصلة أو المخففة للألم النفسي.
2. إن لم يكن الحبُ وحسن الظن بالآخرين والتفهم، والعذر والتسامح[1] هو حدبك فتعلّم واقرأ وأنظر وتدرب عليه، وأنظر للصورة من زاوية أخرى، واقتدِ وغيّر مسلكك بالتدريج وبالتعويد.
3. ابتسم، أو تعلم الابتسام فالتكرار والاستخدام قد يحول الأمر الى عادة[2] فيقلب المزاج.
4. ألصق على شاشة حاسوبك (أو في المفكرة به)، في مكتبك، غرفتك، سريرك عبارات أوصور مشجعة أو استمع للقرآن الكريم/ أو لموسيقى هادئة فأنت بذلك تنظر وتسمع فتُشبع الحواس.
5. استخدم هاتفك النقال مشجعًا على الإيجابية بصور السطح، أو إطلاق العبارات المفرحة أو المحفّزة يوميًا عبر مختلف التطبيقات.
6. تخلص تدريجيًا عن حديث النفس السلبي، وتخيل[3] وتأمل المناظر الجميلة، والجمال عامة، سواء على أرض الواقع أو من خلال مخيلتك، وتخيل ووسّع الصورة وتصور ما تحبة دومًا طاردًا الأفكار أوالصور السيئة.
7. هناك من تشكل الروائح الجميلة بالنسبة له مدخلًا للهدوء بل أن ذاكرته الجميلة قد تشتعل بالروائح اللطيفة، فلا تبخل على نفسك بها.
8. احذر مصاصي الطاقة! كما يسمونهم، فتواصل وابنِ علاقات مع الأشخاص الذين يضيفون شيئاً ذا قيمة إلى حياتك ، وتجنب أولئك مستهلكي أو مصاصي طاقتك وحماسك واندفاعك، وإذا لم تتمكن من تجنبهم، فتعلم كيف تظل منفصلاً ذهنياً عندما تكون معهم، أي لا تلق بالاً لكلماتهم بل دعها تمر مرور الكرام ولا تؤثر في قلبك وروحك.
9. مارس واعمل ما تحب، أو قم بأخذ اجازة، (إجازة فيزيائية، وإجازة رقمية من الهاتف النقال والشابكة) رحلة في الطبيعة، مارس التأمل، انتمِ لعمل تطوعي في تنظيم سياسي أو مجتمعي أو انخرط في مشروع خيري، فان تقدم للآخرين وتساعدهم مُتعة لا يضاهيها متعة الأخذ فقط
10. تذكر المواقف الإيجابية دومًا، وكثّفها، وانسَ تلك المسيئة أو أضعفها واستفد منها..
11. كن مع الله دومًا، ومع كتابه، ومع ذاتك الحرة، وتفكر وتأمل ولا تيأس فأنت من روحه، وأمامك النور والهدى {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52].
12. تعلم التفهم والتقبل والتجاور مع المختلفين.
13. كرّر وأدِم التفكير والنظر والتخيل حتى تصبح عادة.
يعمل كل انسان، أو من المقدر أنه يعمل، على تحقيق حالة من الهدوء والصفاء والسلام والأمان النفسي والايجابية، لكن الاتصالات وبناء العلاقات بين الناس قد لا تكون دومًا تسير كالجداول الرقراقة لذا فإن فهم تغير الأحوال وتغير المواقف وجب النظر اليه بعناية.
ومن المهم التعامل معه لنستطيع أن نزيل غشاوة السلبية أو النظرة الأوحدية المتحجرة حول أي شخص أو أي موقف، فالتنوع في الانفعالات وقدرة تحقيق السلام والهدوء الذاتي وتحسين الاصغاء وتهديف العلاقات تعدُ من الأهمية بمكان أن نتفهم عبرها الآخر، والذات قبل كل شيء، ونتفهم أيضًا مناهج التفكيرالأخرى، وطرق التعبير بكل الحب والتقارب ومدّ اليد للآخرين.