يحيي العالم بعد حوالي أسبوعين ما يعرف باسم "يوم التطوع العالمي" من خلال فعاليات ونشاطات عديدة يتم خلالها الاحتفاء بالمتطوعين في المجالات المختلفة. وكما في العالم، أيضا من المتوقع ان تحيي العديد من المؤسسات والجهات التطوعية في البلاد هذا اليوم حيث سيتم تقديم الشكر والتقدير لكافة المتطوعات والمتطوعين، مع العلم ان المجتمع العربي قطع شوطا كبيرا خلال السنوات الأخيرة فيما يتعلق بازدياد اعداد المتطوعين في مجالات شتى في المجتمع وتذويت قيم العطاء وتقديم المساعدة للآخر.
وفي هذا السياق من المتوقع ان تحتفي مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد ككل عام بكافة المتطوعات والمتطوعين الذين يعملون منذ سنوات عديدة يدا بيد لنشر التوعية ومفاهيم الأمان تجاه إصابات الأولاد والأطفال غير المتعمدة التي تقع في المجتمع العربي. ويحمل المتطوعين في المؤسسة رسالة سامية ومضاعفة من حيث المبدئ اذ انهم يعملون دون أي مقابل مادي من جهة، ومن جهة أخرى يعملون من أجل انقاذ أرواح آلاف الأطفال والأولاد في المجتمع العربي من خلال المبادرة لفعاليات، برامج ورشات ومحاضرات وحلقات بيتية تهدف الى رفع الوعي في أواسط الاهل للمخاطر التي قد يتعرض لها أولادهم سواء في البيئة المنزلية او خارجها.
"الايمان بالرسالة والعمل المُبارك"
وحول هذا الموضوع تحدثت مختصة الأمان ومركزة المتطوعات في مؤسسة "بطيرم" لأمان الاولاد عبير بخيت وقالت:" أشعر بالفخر لمُرافقة مجموعات متطوعات من بلداتنا العربية، متطوعات معطاءات ورائعات، مؤمنات برسالة الأمان وبأهمية خلق حياة آمنة وسالمة لأطفالنا. تقوم المتطوعات بعمل مُبارك، تعمل وتُساهم في نشر الوعي لأهمية تعزيز مفهوم الأمن والأمان والسّلامة، وذلك من خلال تفعيل برامج ونشاطات تربوية وجماهيرية بالتعاون مع المجالس المحلية والبلديات، المراكز الجماهيرية ومدارس البلدة والحضانات".
واختتمت حديثها قائلة:" للاستمرار في العمل والتأثير ولتوسيع نشاط المتطوعات في البلدة هنالك ضرورة كبيرة لتعاون أكبر من المؤسسات الرسمية والجمعيات الناشطة في البلدات لتعزيز عمل المتطوعات والمُساندة والدعم لتكثيف نشر رسالة الأمان والاهتمام بتوفير بيئة آمنة للأطفال بهدف منع الإصابات والحوادث لتوفير حياة آمنة وسالمة لجميع أطفالنا".
"التطوع وابتسامة الأطفال والامل بغد واعد"
اما السيدة ليلى احمد وهي متطوعة في "بطيرم" من مدينة الناصرة فقالت بدورها:" اتطوع في مؤسسة بطيرم مند خمسه أعوام. التطوع يضيف لدينا شعورا بالتضحية من خلال تحمّل المسؤولية تجاه جميع الاطفال، كما يضيف القوة، الشجاعة، التربية الصحيحة والاعتماد على الذات بكل المجالات التي تواجهنا بالحياة من عراقيل. من تجاربي التي مررت بها اعتبر فرحة وابتسامة الأطفال بمثابة الامل بالغد الواعد، الصمود رغم المستحيل، وبهذه التطلعات انا اكيدة بأن اولادنا دائما بحاجه لنا ولإرشاد ودعم بلا مقابل. نعم، وبالتأكيد نستطيع تغيير الكثير من الاشياء منها الزيادة في رفع الوعي الذاتي عند الاطفال والانضباط بالوقت والاعتماد على النفس بتحمل المسؤولية لأنهم ليسوا اولادنا، بل اولاد الحياة والمستقبل".
بدورها قالت السيدة ريتا توما من حيفا:" منذ سنتين اتطوع في مؤسسة بطيرم بسبب أهمية رفع الوعي المطلوب لأمان الأطفال والمحافظة على سلامة الاطفال من خلال التواصل مع الاهل لرفع الوعي لتجنب المخاطر عن أطفالنا. من خلال زياراتي البيتية التي أقوم بها ضمن تطوّعي في مؤسسة بطيرم، معظم الأهل لا يتوخون الحذر الكافي اتجاه أطفالهم، هنالك ضرورة لإرشاد الاهل على كيفيّة تبنّي السلوكيات الامنة لمنع المخاطر التي من الممكن ان تُهدد سلامة أطفالنا".
التطوع يُضيف للإنسان انسانية
اما السيدة سميرة اغبارية من ام الفحم فقالت:" عملي التطوعي مع بطيرم خلال 12 عام يعتبر أجمل فترة عشتها في مجال التطوع. اذ ان التطوع يعطي احساس بالمسؤولية تجاه أطفالنا، التطوع يُضيف للإنسان انسانية وثقافة، ويخلق علاقات جديدة والتعرّف على طبيعة المجتمع الذي نعيش فيه. احلم واتمنى بناء بيئة امنه سواء كانت في البيت او في الشارع والحث على اتّباع سلوكيات امنه لتخفيض نسبه المخاطر التي تحيط بنا وبأطفالنا".
التطوع يعطي شعورا بالراحة والاكتفاء الذاتي
بدورها قالت السيدة مريم زعبي وهي من قرية طمرة الزعبية:" بدأت بالتطوع مع بطيرم منذ 12 عام. التطوع يعطيني الشعور بالراحة والاكتفاء الذاتي، أطفالنا بحاجة لرعاية واهتمام ومسؤوليّتنا نحن الأهل والبالغين توفير البيئة الامنة لأطفالنا واتّباع السلوكيّات الامنة لنمنع عنهم الإصابات والحوادث. هناك الكثير ما يجب العمل على تعديله وتغييره نحو الأفضل من أجل الحفاظ على أمان الأطفال، الشوارع الغير امنة، عدم وجود أرصفة ومعابر مشاة واشارات ضوئية. نحن بحاجة لتعاون من المؤسسات والمكاتب الرسمية من اجل توفير بيئة امنة لأطفالنا في الحيّز العام".
العمل التطوعي في ظل الكورونا
اما السيدة أمال بدر من قرية طرعان فقالت:" بدأت في التطوع الرسمي المتواصل في بطيرم منذ سنة 2018. ان التطوع يضيف لي الكثير من الاحساس بالمسؤولية والإنسانية وعمل الخير، مما يجعلني اعمل بإصرار لإيصال هذه الرسالة الإنسانية ونشر الوعي في المجتمع للحد والتقليل من اصابات الاولاد. نعم دائما على امل وكلي ايمان ان وحدتنا في عملنا التطوعي، نوشر الوعي بين الناس يقلل من عدد الاصابات. من خلال عملنا والتزامنا نجحنا رغم جائحة الكورونا في الاستمرار في ايصال رسالتنا وتوصياتنا عبر شبكات التواصل الاجتماعي ونحن مُستمرون في العمل للوصول لأكبر عدد ممكن من الأهل والأطفال في جميع الأطُر المُمكنة للحفاظ على أمان وسلامة أطفالنا".