الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 00:02

الضم والضمّة والفتحة والكسرة والشدّة والسكون/ بقلم: منجد صالح

منجد صالح
نُشر: 16/11/21 07:43,  حُتلن: 08:15

بينت كما نتنياهو مستوطنان بإمتياز، فبالنسبة لهما و"ديدنهما" أن لا صوت يعلو فوق صوت مسألة الضم، فما زالت إسرائيل بحكوماتها المُتعاقبة تضمّ الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، تارة "على السُكّيت"، وتارات أخر "على عينك يا تاجر!!!".


وتُعلن، رغم "معارضة" الولايات المتحدة الناعمة الليّنة، عن بناء آلاف الوحدات الإستيطانية في القدس وفي جميع مناطق وأرجاء الضفة الغربية. حتى أن صوت الكورونا خبا أمام هدير جنازير الضم المُنتظر الحاصل الذي حصل من فترة وفترات ومن سنة وسنوات، ومنذ أعوام الإحتلال الأولى.
فقد أصبحت المستوطنات في الضفة الغربية كأنّها بيوت نمل "تُخردق" الأراضي الفلسطينية في كلّ مكان، وأصبحت تضاريسها كأنها "جلد النمر"، مُبرقعة و"مرشومة" بالمستوطنات وبالطرق الإلتفافية وبالمصادرات وبالمحميّات الطبيعية وبمعسكرات الجيش.
كأننا ننتظر صلاة العشاء في الهزيع الأخير من الليل. وكأننا ننتظر إنقشاع نقع السراب في صحراء الربع الخالي، حتى ينجلي عن مروج وارفة الظلال بحدائق غنّاء ورياحين.
ننتظر إنحسار أسراب الجراد عن المآذن وأجراس الكنائس وعن أسوار القدس وعن شباك الصيّادين العاطلين عن العمل.
الضم جريمة حرب موصوفة موسومة، في المواثيق الدولية والشرائع الوضعية، وضد إرادة السماء. تدوس "على رقبة" إتفاقية جنيف الرابعة التي تقضي بعدم جواز قيام قوة الإحتلال بإحداث أي تغييرات جغرافية او ديمغرافية في الاراضي المحتلة التي تُسيطر عليها بقوة السلاح.
إسرائيل إبتلعت القدس وابتلعت الضفة الغربية على مراحل، لقمة وراء لقمة، قضمة وراء قضمة، ولفظت "السكّان" مجموعة وراء مجموعة وفردا وراء فرد.
الضمّة غير مضمومة حتى تُجابه الضم، فهي "مفسّخة" الى جبهتين، المحافظات الشمالية والمحافظات الجنوبية، و"بينهما برزخ لا يلتقيان"، وهل يختلط "الزيت بالماء"؟؟؟
الشمال يتمترس وراء المفاوضات والمقاومة الشعبية السلمية والجنوب يتخنّدق في خنادق موسمية للسلاح، لا قعقعة السلاح تفك الحصار ولا لعلعة المفاوضات المكتومة أفضت إلى إنفراجة مأمولة.
والأفواه الجوعى تنتظر "حقائب قطر" المدبوزة بالدولارات حتى تطفئ الظمأ وتطفئ بعضا من "المشاغبات" على السياج الفاصل.
وفي الشمال ينتظر المُنتظرون رحمة ربّي وكرم العرب والفرنجة والعجم و"حنفية" "اولاد العمومة الأعداء" الجافة لحظيّا بسبب تعطّل عمل دائرة الأرصاد الجوّية!!!
أما الصراخ فعالي الوتيرة من الشمال على الجنوب ومن الجنوب على الشمال، إتّهامات وإتهامات مضادة، رماح وسهام مسمومة يقذفونها في وجووه بعضهم، ويقذفون، في وجه إسرائيل التي تضم، فقاعات "حامية الوطيس" وسهام من جلد النيص، والكل دخل في "حيص بيص"، يبحثون عن أمل وبصيص وفي إنتظار "قدرة قادر" المخلّص للتخليص.
والفتحة أو "الفتحات" موجودة وتتكاثر وتهرع للتمسّح بالضّام الذي أبهرهم "وزرع لهم البحر مقاثي"، يتراكضون من المحيط الى الخليج، وخاصة الخليج، وراء سرابه، فهم متعوّدون على سراب الصحراء التي أنبتت لهم نفطا وغازا وخزائن من الدولارات، ويتأملّون في سراب "نتن" يحميهم "ويُدفّيهم" من صقيع يعتقدون أنه قادم من جيرانهم، من "بلاد العجم"!!!
والكسرة إنكسار السيف العربي المعقوف في الأندلس أمام سيوف الفرنجة المستقيمة، بعد ثمان قرون من النور و"البنّور". وإنكسار دم الثائر على رمحه وقوسه منذ "نبذ الإرهاب" الى عهد ترامب.
فالغرب المتوحّش الجشع يمسك بتلابيب "خنّاق" الشرق البسيط الساذج، ويضحك عليه مرارا وتكرارا، وبنفس الأسلوب، وبنفس الأدوات، وبنفس الرياح الصرصر التي تعمي عيون وتسدّ آذان نسمات الشرق الهابة الحانية على مُحيّا المحبوب.
والشدّة تأتينا من وراء الحدود، التي هي ليست بحدود، فلا سياج لبيوتنا ولا لمزارعنا ولا "لحفّاظات" أطفالنا. فزيتوننا مُنتهك، وتيننا مُنتهك، وعنبنا مُنتهك، ومدننا وقرانا ومخيّماتنا مُنتهكة. جزمات جنود يوشع بن نون تدوس على موز ونخيل اريحا وحمضيات الأغوار.
الجراد في بلادنا يُعشعش في مسامات مياه بحرنا ومسامات خزّانات مياهنا الجوفية، ومسامات خزّانات مياه سطوح بيوتنا. التماسيح في كل مكان، على اليابسة وفي المياه وفي مسامات تضاريس غيومنا.
والسكون، الجمر تحت الرماد، سكون الريح قبل العاصفة. قبضات ستشقّ عنان السماء.
فرسان جُدد على أحصنة مجنّحة من نور، يمتطيها فارس عودة ودلال المغربي وثائر حمّاد وعمر أبو ليلي، بهي الطلّة والطلعة دائما، الفارس المغوار، طلائع الثوّار.
 

مقالات متعلقة

.