خلود فوراني سرية -أقام نادي حيفا الثقافي يوم الخميس 2021/11/11 أمسية ثقافية استضاف فيها الكاتب محمد علي طه ابن قرية كابول - مسقط رأسه قرية ميعار المُهجّرة - تم خلالها إطلاق ومناقشة روايته " نُـوّارالعلت" الصادرة مؤخرًا عن دار الأهلية للنشر- عمَان. وقد حضر الامسية جمهور غفير من الأصدقاء والأقارب وكوكبة من أهل القلم قدموا جميعا من حيفا ومنطقة الجليل وقرى المثلث والشمال.
افتتح الأمسية بالترحيب والشكر رئيس النادي المحامي فؤاد نقارة، وشكرا خاصّا قدمه للمشاركين على المنصة عن مساهمتهم في رفع راية الثقافة وحرصهم على تقديم قراءات نيّرة حول الإبداعات والنصوص الأدبية.
هنّا بعدها الكاتب محمد على طه على صدور روايته ووقعها في المشهد الثقافي. وبعد أن استعرض النشاطات الثقافية داعيا لحضورها قدم شكره لزوجته سوزي وللناشطة الثقافية خلود فوراني وللأخ فضل الله مجدلاني، على ما يقدمونه في حمل رسالة النادي معه. وختم بشكر المجلس الملّي الأرثوذكسي الوطني- حيفا لرعايته أمسيات النادي ممثلا بالسيد جريس خوري.
أدارت الأمسية وقدمت للكاتب وروايته الناشطة الثقافية خلود فوراني سرية وجاء مما جاء في تقديمها عن دأب النادي الثقافي ودوره في رفع شأن الثقافة الفلسطينية في البلاد وتعزيز المشهد الثقافي كشكل للنضال "ولو من أجل قارئ واحد يجب أن نكتب، وأن ننتج وأن نثري حركتنا الثقافية والفكرية والأدبية. ومن أجل ذلك القارئ نحن لا ندّخر وسعا في إنماء ثقافتنا ومدّها بكل عناصر الخصب والحياة. هذا المبدأ الذي يؤمن به كل من آمن بالكتاب وسيلة للمعرفة والحياة والنضال".
أما في باب المداخلات فقدم بداية د. رياض كامل قراءة نقدية حول الرواية بعنوان "أن تكون فلسطينيا في دولة اليهود" جاء فيها أن "نوار العلت" واحدة من الروايات الفلسطينية الحديثة التي تعمل على زرع الثقة بالذات، وترسم صيغة جديدة للصراع العربي اليهودي في إطاره اليومي، وفي حدود الفكر الأيديولوجي على أرض الواقع بعيدا عن التاريخ، قريبا من الواقع اليومي المعاصر. حيث رسمت صورة للمعاناة اليومية التي يتعرض لها المواطن العربي هنا، وإمكانيةِ الوقوف في وجه الآخر بثقة وثبات شريطة التسلح بالفكر الاجتماعي الواعي الحرّ، دون الاكتفاء بالفكر السياسي التنظيري فقط. إنها واحدة من رواية المقهورين الذين لا يفقدون الأمل.
تلته د. لينا الشيخ حشمة بقراءة تحليلية للرواية عنوانها "يافا حلمٌ في ظلال الواقع" جاء فيها أن "نوّار العلت" رواية سياسيّة بالدرجة الأولى، تؤكّد العلاقة بين الأدب والسياسة والواقع. كيف لا والكاتب الفلسطينيّ مأزوم بالسياسة؟! مأزوم بها لأنّ مكانه بوتقة من الصراع السياسيّ، مكانه هو قضيّته وقضيّة وطن ووجود. هي رواية ترصد الواقع السياسيّ الذي تعيشه الأقلّيّة الفلسطينيّة في إسرائيل دون أن تغفل عن واقعهم الاجتماعيّ والثقافيّ والاقتصاديّ. تحصر الأحداث في العقود الأخيرة فتكشف معاناتهم اليوميّة والواقع المعيش وصراعاته. تصوّر رحلة الحياة بين البحث عن الذات وشرعيّة الوجود والبحث عن لقمة العيش.
أما المداخلة الثالثة فقدمتها د. رباب سرحان ذكرت فيها أن رواية "نوّار العلت" هي رواية ذات أصوات متعدّدة، تفسّر الواقع الذي نعيشه حسب وجهات نظر عديدة ومختلفة من خلال تعدد الشخصيات التي تواجه صراعا أيديولوجيا فكريا فيما بينها، ما يجعلها قريبة إلى الرواية الحوارية الديموقراطية التعددية منها إلى الرواية التقليدية ذات الصوت الواحد. إذ ينتقل الكاتب عبر شخصيات روايته من وجهة نظر إلى أخرى وينوّع في الضمائر السردية ويعمل على دمج العناصر المتناقضة والمتنافرة جدليا داخل إطار سردي متكامل ذي وحدة موضوعية وعضوية ما يؤكد براعة الكاتب في إخضاع التقنية السردية للمرجعيّ وهو الاحتلال والواقع المركب والمعقد الذي نعيشه نحن العرب في هذه الدولة.
كان الختام مع كلمة صاحب الرواية الكاتب محمد علي طه فشكر زملاءه على المنصة ثم نادي حيفا الثقافي فالحضور. ثم تناول محطات من سيرته الأدبية وتأثيرها على تجربة الكتابة لديه، خاصّا بالذكر روايته الحالية ورواية السيرة الذاتية "نوم الغزلان" من قبلها. ثم قدّم شرحا عن العنوان "نوّار العلت" ونبتة العلت وسبب اختياره له. وعن صدى الرواية الذي حثّ قلم النقّاد فيصل درّاج، د. نبيه القاسم، عادل الأسطة محمود شقير وغيرهم.