د. حنا سويد يؤكد ان تنفيذ المخطط سيتسبب بأضرار جمّة على القدس وسلوان وانه مخطط ذو أهداف استيطانية وتهويدية
نظّم المركز العربي للتخطيط البديل ندوة في القدس، تناولت مخاطر مخطط التلفريك الذي يصل من غربيّ القدس إلى منطقة باب المغاربة ومدخل سلوان، بمشاركة عدد من ممثلي المؤسسات المحلية والدولية.
وشارك في الندوة الدكتور حنا سويد - رئيس المركز العربي للتخطيط البديل، حيث استعرض المخططات الاسرائيلية التي تستهدف القدس الشرقية، وتعزيز وتكثيف الاستيطان في المناطق العربية في القدس، وتأثيراتها على أهالي القدس العربية.
واستعرض سويد مخطط التلفريك الإسرائيلي، واخطاره على مختلف الجوانب الحياتية والاقتصادية والاجتماعية، وتأثيراته السلبية على القدس وعلى منطقة سلوان. حيث وبحسب المركز العربي فإن المخطط يستهدف لتغيير المسار السياحي في البلدة القديمة في القدس، واستبداله بمسارات جديدة يكون في مركزها مجمع "كيدم" الاستيطاني، المزمع بناؤه قبالة باب المغاربة، ليكون مركزًا سياحيًا وتجاريًا ضخمًا يخدم أهداف المستوطنين. ومن المفترض ان تقام في هذا المركز المحطة الأخيرة للتلفريك لهذا المشروع التهويدي.
ومن المفترض ان تنطلق سلال التلفريك من محطة القطار القديمة (في حيّ البقعة غربيّ القدس)، باتجاه حي ابو ثور، لتعبر من هناك فوق وادي ربابة، باتجاه جبل صهيون، ومن ثم لتتجه الى منطقة باب المغاربة بمحاذاة اسوار البلدة القديمة. وستمر سلال التلفريك فوق بيوت أهالي سلوان، وستقام الاعمدة الضخمة لإسناد الكوابل المعلقة وسط مجمعات البيوت السكنية، مما سيؤدي إلى هدم بيوت عديدة ومصادرة أرضها والتسبب بأضرار للبيوت المحاذية، وفق ما اشار اليه المركز العربي للتخطيط البديل في بيانه.
وأشار سويد الى ان هذا المخطط يهدف الى تعزيز سيطرة المستوطنين في منطقة باب المغاربة وسلوان، وان الأهداف التي تقف وراءه هي سياسية محض، وانه يكرس سياسة الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على القدس. وعرض سويد تفاصيل وصور لمخطط التلفريك، وصور توصيفية للمشهد العام لأسوار القدس بعد تنفيذ مخطط التلفريك المزمع، تظهر فيها عربات التلفريك فوق بيوت أهالي سلوان، وبمحاذاة اسوار القدس.
وشارك في الندوة السيدة سحر عباسي بيضون من مركز مدى في سلوان، حيث عرضت امام المشاركين الاخطار المحدقة لهذا المخطط وتأثيراته على أهالي سلوان. وتحدثت حول الاخطار والاضرار الصحية والبيئية، التي سيتسبب بها هذا المخطط لسكان أهالي وادي وحلوة وسلوان، كما جاء في بيان المركز.
وقالت عباسي "انه من الأفضل ان يتم استثمار هذه الأموال الطائلة التي ستصرف على تنفيذ المخطط، في تحسين أوضاع السكان الاجتماعية، ورفع مستوى التعليم، والتقليل من معاناة أهالي سلوان المتزايدة".
وتابعت قائلة ان "هذا المخطط هو استيطاني بامتياز، وانه يأتي لتعزيز وتكثيف الوجود الاستيطاني في المنطقة".
كذلك شاركت السيدة بدور حسن من مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الانسان، مستعرضة الجوانب القانونية التي تنتهكها اسرائيل لتغيير معالم المدينة، وسهولة تسريع المخططات الاستيطانية الاحتلالية في القدس، وتعزيز دور منظمات المستوطنين كجمعية العاد. وقالت ان "إسرائيل مستمرة بسياستها للسيطرة على حياة الفلسطينيين في القدس، وانه يجب التصدي لهذا المخطط، لانه يسعى لتغيير معالم القدس. وان الاحتلال الإسرائيلي يفرض قيودًا عديدة على حياة الفلسطينيين في القدس. وقالت انه ان نتعلم من دروس الماضي، ومن المخططات السابقة التي تم تنفيذها في القدس، وتطوير وسائل وخطوات التصدي لافشال هذه المخططات".
وجاء في بيان المركز: "بعد اختام الندوة تم تنظيم جولة ميدانية في مسار مخطط التلفريك، انطلاقًا من منطقة باب المغاربة ووادي حلوة ووادي ربابة، باتجاه حي أبو ثور، لاطلاع المشاركين على الاضرار الجسيمة التي سيتسبب بها هذا المخطط، لأهالي سلوان على وجه الخصوص، حيث ستلاصق الاعمدة التي تحمل كابلات التلفريك بيوت أهالي سلوان. ولمشاهدة الاضرار الكارثية التي سيتسبب بها مرور التلفريك فوق بيوت سلوان ووادي حلوة. وقام بارشاد الجولة الأستاذ روبين أبو شمسية، حيث قدم شرحًا مفصلاً حول الأماكن والمواقع التي تقد ضمن مسار التلفريك، والاخطار التي سيتسبب بها هذا المشروع للاثار والمواقع التاريخية وللسكان".
وتابع البيان: "بدأت الجولة من مدخل واديحلوة، بمحاذاة البؤرة الاستيطانية التي تسمى مدينة داوود، بمحاذاة اعمال الحفريات والبناء في ركن الشارع، حيث من المزمع إقامة مبنى كيدم الاستيطاني بارتفاع 4 طوابق، ليكون هناك المحطة الأخيرة لمشروع التلفريك في مرحلته الأولى، حيث من المزمع استكمال هذا المخطط في مرحلة أخرى من منطقة باب المغاربة (بناية كيدم المزمعة) الى جبل الزيتون وكنيسة الجثمانية ومن ثم الى حي البستان في سلوان، لتعود السلال الى محطة كيدم المزمعة".
واستمر البيان: "سارت الجولة في حي وادي حلوة في عدد من المواقع التي ستمر سلال التلفريك المزمعة من فوقها، واطلع المشاركون على الاضرار التي ستلحق ببيوت الحي والاهالي عن قرب. واستمرت الجولة بمحاذاة اسوار البلدة القديمة باتجاه حي أبو ثور وتم التوقف في عدة مواقع للاطلاع على مسار المخطط ومشاهدة الاضرار الجسيمة التي سيتسبب بها. وسيتسبب هذا المخطط الكارثي بتدمير أجزاء من بيوت حي وادي حلوة، بالاضافة الى الاضرار اليومية من انتهاك خصوصية المواطنين والضجيج المستمر الذي ستسبب به هذه العربات، التي ستنقل الاف المسافرين يوميًا، كما هو مخطط".
وأنهى البيان: "رغم الاعتراضات المهنية التي قدمها المركز العربي للتخطيط البديل وأهالي سلوان الا ان المخطط المزمع تم اقراره بضغوط سياسية في لجان التخطيط الإسرائيلية، ورغم وجود عدد من الاعتراضات القضائية التي سيتم بحثها في المحكمة الإسرائيلية قريبًا، الا انه لا يتم التعويل على قراراتها في وقف هذا المخطط، لذلك يجب ان يستمر أهالي القدس وسلوان في التصدي لهذا المخطط الكارثي، لمنع تنفيذه بسبب الاضرار التي سيتسبب بها للمواطنين وللمعالم والاثار التاريخية".