عبر عدد من سكان القدس الشرقية المحتلة عن مخاوفهم من تطور الأوضاع والتصعيد في اتجاه مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والفصائل الفلسطينية على خلفية التطورات الأخيرة في ملف حي الشيخ جراح.
ويخشى المقدسيون من تؤدي أي اشتباكات جديدة إلى تعطيل المصالح الاقتصادية والوظيفية بعد فترة قصيرة من استعادة المدينة لحالة الاستقرار الحذر.
وأكّد عدد من التجار في الشيخ جراح أنّ مصالحهم تضررت كثيرا في الفترة الأخيرة، حيث يؤكد خبراء الاقتصاد أنّه، وفي حال تواصل التوتر الأمني في الحي، فإنّ أسعار العقارات ستنخفض بنسب كبيرة وسيتواصل تدهور الوضع الاقتصادي للسكان في المنطقة.
هذا ويعيش في القدس الشرقية المحتلة أكثر من 350 ألف فلسطيني الى جانب عرب إسرائيل يرتبط اغلبهم بأنشطة اقتصادية وتجارية مع القدس الغربية ما يجعل أي انفلات أمنى يمثل خطرا على قوتهم اليومي.
وكان سكان حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة قد رفضوا الأسبوع الماضي التسوية المعروضة من المحكمة الإسرائيلية العليا والتي تقضي باعتبار سكان الحي مستأجرين محميين ويمثلون الجيل الأول في الحماية.
وقال سكان الحي في بيان صحفي أن رفض صيغة التسوية المقدمة من المحكمة لا يلبي طموحات السكان ولا الموقف الوطني، فسكان الحي هم المالكون الأصليون لأرضهم، وإنه لا توجد أي حقوق للجمعيات الاستيطانية في هذه الأرض كونها مُلكت للسكان من قبل الحكومة الأردنية.
واعتبر أحد سكان الحي غير المهددين بالإخلاء أن تواصل الوضع على ما هو عليه مقلق للغاية في ظل الحشد القائم من بعض الأطراف التي تسعى لاستثمار قضية الحي لتحقيق أهداف سياسية دون توفير أي بديل للسكان المهددين بالإخلاء لصالح الجمعيات الاستيطانية التي تدعي ملكيتها للأرض.
من جانبها تؤكد رام الله أن السلطة الفلسطينية تقف الى جانب سكان حي الشيخ جراح في محنتهم وأنها تدعم أي توجه يضمن للفلسطينيين رفاهيتهم وأمنهم بعيدا عن أي محاولات لاستثمار معاناة المقدسيين لأهداف أخرى.