العنف والفوضى والانفلات وارتكاب الجرائم على أنواعها التي يسببها الافراد في المجتمع اساسها اهمال التربية الاسرية وعدم غرس القيم والأخلاق والعادات والمعايير الاجتماعية في الطفل منذ نعومة اظفاره والتي تضبط تصرفاته في مراحل حياته المختلفة , وهذا الاهمال يسبب عدم انضباط الطفل عند الكبر , وأما التربية الصالحة في الاسرة والمدرسة , فهي التي تخلق الانضباط عند الطفل منذ صغره وتكون البوصلة التي تهديه وترشده الى الصراط المستقيم , وتمنعه من الانحراف وتلبي غرائزه وأهوائه , والامتناع عن ارتكاب الجرائم , واحترام قوانين السير , واحترام القانون , وانضباط الطفل عند الصغر يجعله يتقيد بالمواعيد واحترام الوقت والاستفادة منه عند الكبر , ولذلك من أهم الصفات التي يجب على الاهل غرسها في الاطفال منذ نعومة أظفارهم هي قيم الانضباط , ولكن يجب غرسها باللين والتفهيم والشرح المتكرر وليس بالقسوة واستعمال العنف والصياح بل بالصبر والتكرار وبالتي هي احسن حتى يستوعبها الطفل , فلا فائدة من استعمال العنف والقسوة في تربية الطفل لأننا بذلك نزرع به العنف , فالانضباط عند الطفل يعلمه ويقوده الى سماع كلام الوالدين واحترامهما , وسماع شرح المعلم , وتحضير الواجبات المدرسية , وسماع الوعظ والإرشاد , والتقييد بالقوانين والأنظمة المدرسية , واحترام المعايير الاجتماعية والعادات والتقاليد , واحترام نواهي رب العالمين , واحترام زملائه , والانضباط عند الطفل يمنعه من الافراط في أكل الحاوي التي تسبب تسود الاسنان واضعاف مناعة الجسم , وكذلك الإفراط في مشاهدة التلفاز ومواقع الانترنت المختلفة , ومواقع التواصل الاجتماعية , فإهمال تربية الطفل والتسيب وعدم وضع حدود وقواعد للطفل من شأنه ان يخرج لنا مستقبلا شابا فاشلا ومنفلتا وفوضويا وجانحا وعدواني يعاني منه الاهل والمجتمع , فانضباط الطفل في الصغر اساس نجاحه وأبعاده عن العنف والجريمة , فاضبطوا تصرفات أولادكم عند الصغر تضمنوا نجاحهم عند الكبر , وترتاح الاسرة والمجتمع من مشاكلهم عند الكبر .