اذا كان العنف منتشر بين طلاب مدارسنا وطلاب الجامعات كما حدث اليوم في جامعة جنين، حيث قتل طالب جامعي نتيجة شجار، فلا عتب على ما يحدث في الشارع من عنف وقتل. فالأمل معقود على هؤلاء الطلاب أن يقللوا العنف ويعالجوه ويقودون مجتمعنا مستقبلا الى بر الامان بالحوار والوعي والمعرفة، ولكن للأسف خاب أملنا، فالوعي مفقود والحوار في خبر كان بين طلابنا وهذا وضع خطير يجب أن يضيء امامنا كل الأضواء الحمراء ويبكينا ويحزننا جميعا، فالويل لمجتمع لا فرق بين متعلم وجاهل فيه، فإذا تساوى الاثنان بالعقل والتصرفات فعلى الدنيا السلام.
للأسف أصبحت بعض مدارسنا الثانوية والجامعات مسرحا للطوشات بين الطلاب، بدلا من ان تكون صرحا تعليميا وعلميا بدوافع وأسباب مختلفة. لا مجال للخوض فيها الان.
ان منسوب العنف بين الطلاب يعكس العنف المستشري في مجتمعنا، وهذا يعني أن العنف الذي يحدث في مجتمعنا لأتفه الأسباب تأثيره مباشر على أبنائنا الطلبة في جميع المراحل التعليمية، وللأسف قد يتطور هذا العنف الى عنف دموي نتيجة الشجارات، فهذه الشجارات تشكل خطورة على مجرى العملية التعليمية في المدارس والجامعات، وعلى مستقبل مجتمعنا و تنخر كالسوس في أساسات المجتمع وتشكل خطرا على مستقبل أجيالنا في هذه البلاد.
ظاهرة العنف في مؤسساتنا التعليمية تدل على فشل تربوي للأسرة والمدرسة ومؤسسات المجتمع المختلفة التي فشلت في تربية الأبناء وعلاج ظاهرة العنف والتعامل معها ومنعها، مما زاد منسوب هذا العنف، وأصبح يشكل خطرا على العملية التعليمية وأثرت سلبا على معنويات المعلم وعلى عطائه.
للأسف الجهود التي تبذل لعلاج العنف في كل مناحي الحياة لا ترتقي الى مستوى الوعي والادراك لمكافحة هذا المارد المتمرد وهذه السلبيات والآفات التي تدمر طلابنا، ولا توجد خطة او برنامج عند مدارسنا لمكافحة العنف وآفة المخدرات وإعطاء محاضرات توعيه للوقاية والحفاظ على سلامة طلابنا من هذه الآفات، فإذا فشل طلابنا الذين هم رجال المستقبل، فهذا الفشل سيؤدي الى فشل المجتمع وتعثره وانزلاقه نحو الهاوية.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com