على هويتنا القومية لا نساوم| بقلم: أمين عنبتاوي

أمين عنبتاوي
نُشر: 01/01 19:24,  حُتلن: 23:28

في حينه قبل أشهر كان لي تعقيب على نهج القائمة الموحدة وتحديدا رئيسها النائب منصور عباس، أكدت فيه أن المواطنة الكاملة والهوية القومية توأمان لا يجوز ولا يحق لنا ان نشملهما في أي مقايضة، على أمل أن يغير ويبدل، لكن بعد استمراره موغلا في الخطأ والخطيئة، على الرغم من أصوات التنبيه مني ومن كثيرين أيضا، أصبح لزاما الرد حتى لا يعتبر احد السكوت رضا، وكأننا نقبل تصريحاته ومواقفه المتكررة الواحد تلو الآخر، علما بأن التصريحات يمكن أن تستغل وتترجم لسياسات وبرامج عمل تؤثر سلبا على مسيرة أكثر من مئة عام من النضال حفاظا على هويتنا وقضية شعبنا، وعلى مجرد وجودنا كعرب فلسطينيين .


بداية أؤكد أهمية الشراكة العربية اليهودية وأهمية تمثيلنا في الكنيست، من منطلق كوننا مواطنين في نفس الدولة، وأعتبر هذه الشراكة مطلبا ضروريا لأكثر من سبب، وتحديدا لضمان انجاز تقدم حقيقي ملموس في كل الملفات والقضايا المرتبطة بجودة حياتنا اليومية، وكذلك انجاز حل عادل وشامل لقضية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني من خلال مصالحة تاريخية بين الشعبين .
لكن ومنعا لأي التباس، ما أقصده هو شراكة صادقة عادلة وجريئة في صراحتها، مبنية على الاحترام المتبادل مع قبول كل طرف لخصوصية الطرف الآخر وهويته .
انتماؤنا القومي أسمى من أن نساوم عليه ولا يقدر بثمن، وبصفته كذلك لا يمكن اعتباره سلعة للبيع في مزاد علني، وبناء عليه أقولها وبأعلى صوت لقادة القائمة الموحدة خاصة والحركة الاسلامية الجنوبية عامة :
صرحتم قبل الانتخابات مرارا وتكرارا وما زلتم ترددون أنكم حريصون على "الهوية والثوابت والعقيدة" وان هذا في صميم "ميثاقكم ودستوركم"، غير أن رئيس قائمتكم يصرح وينهج عكس ذلك !


اليوم وبعد أن طفح الكيل، المفروض الذي أنتم به الآن مطالَبون هو ماذا أنتم فاعلون ؟! لا ما أنتم قائلون، لأنكم وبالعامية "كفيتو ووفيتو" قولا وتصريحا .
المتوقع منكم لاثبات مصداقية ما كنتم دائما تؤكدون، هو اعتذار علني من رئيس قائمتكم مقرون بالكف والتراجع وبتعديل النهج المرفوض، لتقويم المنكر الذي ارتكبه، بهدف التخفيف من حدة الاضرار التي سببها ومنع تفاقمها، واذا لم تفعلوا هكذا أنتم واياه، فإن ذلك يعني أن مواقفه وتصريحاته تمثلكم .
الانتخابات، يوم الحساب آت عاجلا أم آجلا ومعه الغضب الساطع آت أيضا، فلا يغرّنكم أو يغريكم أي استطلاع اليوم، وانتبهوا لقول الشاعر :
"قد يعشق المرء من لا مال في يده - ويكره القلب من في كفه الذهب
ما قيمة الناس الا في مبادئهم - فلا المال يبقى ولا الالقاب والرتب"
(هذا اذا خصصت أصلا الميزانيات وصودق عليها فعلا، وحتى لو حصل وانوجدت اليوم كل الأموال لكن بدون مبادئ وكرامة، فبالناقص منها، خاصة وانه بجرة قلم، بكرا ممكن تنمحى).
وكحركة دينية تذَكّروا قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم "كَبُر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" صدق الله العظيم(سورة الصف آية ٣).

* الأستاذ أمين عنبتاوي - رئيس بلدية شفاعمرو السابق

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com     


تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة