لا أتفق مع الصديق أمين عنبتاوي (أبو علي) في كل المواقف السياسية، لأننا نملك وجهات نظر مختلفة وهذا أمر طبيعي. وفي مقاله تحت عنوان "على هويتنا القومية لا نساوم" الذي نشره موقع العرب أمس الإثنين هناك نقاط أختلف معه بها ونقاط أتفق معه، وبالمجمل فإني أتفق معه بكل المواقف الواردة في المقال فيما يتعلق بمنصور عباس.
يقول الصديق أبا علي بأعلى صوته لقادة القائمة الموحدة خاصة والحركة الاسلامية الجنوبية عامة انهم صرحوا مراراً وتكراراً على حرصهم على الهوية والثوابت والعقيدة وان هذا في صميم ميثاقهم ودستورهم، يا صديقي أبا علي هذا كلام للإستهلاك فقط يعني أشبه بـ"شك" بدون رصيد لا فائدة منه، وليس كل ما يقال أو يسمع أو يقرأ (بضم الياء) هو الحقيقة لأن الحقيقة وكما برهنت سلوكيات منصور عباس هي عكس ذلك تماماً.
الصديق أمين عنبتاوي الذي شغل سابقا منصب رئيس بلدية شفاعمرو أكد في مقال سابق له على صفحات هذا الموقغ:" أن المواطنة الكاملة والهوية القومية توأمان لا يجوز ولا يحق لنا ان نشملهما في أي مقايضة". بالنسبة لمنصور عباس فهو على ما يبدو يعتقد بأنه مثل "ابن فرفور خطأه مغفور" فاستمر في نهج المقايضة والتخلي عن الثوابت الوطنية، لدرجة أنه أصبح كاثولوكياً أكثر من البابا عندما اعترف "كقبادي عربي مسلم (؟) يمثل حركة تحمل اسم إسلامية، بيهودية الدولة بل وأكثر من ذلك قال "انها ستبقى إلى الأبد". يعني محسومة.
هذه التصريحات حظيت بإعجاب حليفه بل "شقيقه" في الائتلاف الحاكم اليميني العنصري ليبرمان فسارع إلى كيل المديح له بالقول:" إن منصور عباس رجل شجاع". طيب ليش عباس شجاع يا أفيغدور؟ الجواب واضح مثل عين الشمس: لأنه بتصريحاته أصبح واحداً من اليمين. ألم يقل هو نفسه انه مستعد للجلوس مع بن غفير في حكومة واحدة؟ فماذا بعد؟
هناك مثل فارسي يقول:" ان التهور ليس بشجاعة" وقد فال أحد الحكماء :" إذا جاءك المديح من العدو فاعلم أنك تسير في الاتجاه الخطأ". وعباس ينتهج الاثتين معا فهو متهور بسلوكياته السياسية وهو يسير في الاتجاه المعاكس لإرادة الشعب. .
الكاتب يخاطب في مقاله الإسلامية الجنوبية قوله:" المتوقع منكم هو اعتذار علني من رئيس قائمتكم مقرون بالكف والتراجع وبتعديل النهج المرفوض، لتقويم المنكر الذي ارتكبه،" والله يا أبا علي ما يحدث هو العكس تماماً. فهناك دعم شامل لعباس لدرجة أن أحد كتاب الجنوبية وصف نهج عباس بأنه استرانيجية عميقة. فماذا تريد بعد من هكذا جنوبية؟ هم يا صديقي يقولون ما لا يفعلون، وأنا أستشهد أيضا بالآية الكريمة "كَبُر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" صدق الله العظيم (سورة الصف آية ٣).
من جهة ثانية أختلف مع الصديق أبو علي في موضوع ما أسماه في المقال " أهمية الشراكة العربية اليهودية وأهمية تمثيلنا في الكنيست، من منطلق كوننا مواطنين في نفس الدولة،". منبر الكنيست يا صديقي لا يمكن بتاتا أن يكون منبرا لخدمة العرب الفلسطينيين الذين تصفهم أنت بـ "المواطنين". فلو كانوا بالفعل مواطنون متساوون في الحقوق فلماذا قانون القومية؟
ويؤمن أبا علي "يأن انجاز حل عادل وشامل لقضية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني يتم من خلال مصالحة تاريخية بين الشعبين " ثم يستدرك عنبتاوي ما قاله ويعود لتصحيح موقفه بالقول: "ومنعا لأي التباس، ما أقصده هو شراكة صادقة عادلة وجريئة في صراحتها، مبنية على الاحترام المتبادل مع قبول كل طرف لخصوصية الطرف الآخر وهويته"،
المصالحة التاريخية يا صديقي تعني الاعتذار للشعب الفلسطيني عن المجازر التي ارتكبت بحقه فهل برأيك يفعلها أحفاد بن غوريون وشامير وشارون؟ تم يتحدث أبا علي عما أسماه "شراكة صادقة وعادلة وجريئة. عن أي عدالة تتحدث يا صديقي وأنت خير من يعرف أن "العدالة و "إسرائيل" خطان متوازيان لا يلتقيان بالنسبة للفلسطيني. العدالة عندهم هي التنازل من الطرف الفلسطيني فقط لا غير. لكن الصديق أبا علي على حق في قوله:" انتماؤنا القومي أسمى من أن نساوم عليه ولا يقدر بثمن". لكن للأسف عباس المنصور لا يفهم ذلك لأن انتماءه هو الإئتلاف الحاكم.