الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 00:02

ما هو حل بطالة 13 ألف معلم ومعلمة عرب في إسرائيل: الوزارة تماطل بالرد!

مرام عمران عواودة
نُشر: 29/12/21 14:42,  حُتلن: 13:32

نحو 13 ألف معلم ومعلمة عربية في إسرائيل حاليا يجلسون في بيوتهم بدون وظائف في المدارس والمؤسسات التعليمية

وزارة التربية والتعليم تعتمد على "قوائم الانتظار" في التوظيف في المدارس العربية

وقت الانتظار الطويل للتوظيف وصل الى 13 عامًا في بعض الحالات وربما أكثر!

 كليات المعلمين تخرج سنويا المئات (نحو 400 خريج كل عام) في المقابل يتم دمج نحو 150 - 200 معلم عربي فقط سنويا

عدد الخريجين أكبر بكثير من عدد المعلمين الذين يتم دمجهم بوظائف وعليه فإن الفجوة تكبر وتزداد كل عام

مدارسنا العربية محصورة بعدد معين من الساعات بحيث تمنح المدرسة الابتدائية العربية 37 ساعة تعليمية فقط لكل صف

اقامة مدارس جديدة في البلدات العربية يكاد يكون نادرا وبالتالي لن تكون هناك امكانية لوظائف جديدة

-----------------------------------------------------------

يعاني المعلمون والمعلمات العرب منذ سنوات من نسبة البطالة الكبيرة نظرا لنقص ملكات التوظيف في جهاز التربية والتعليم في إسرائيل. وعلى الرغم من إنهاء هؤلاء دراستهم وحملهم لشهادات جامعية وأكاديمية وشهادات التدريس الا أن الآلاف منهم لا يجدون مكانا للعمل بعد التخرّج، بل قد يقبعون لسنوات طويلة على قائمة الانتظار التابعة لوزارة المعارف على أمل الانخراط في سلك التربية والتعليم.


تشير الإحصاءات الى أن نحو 13 ألف معلم ومعلمة عربية في إسرائيل حاليا يجلسون في بيوتهم بدون وظائف في المدارس والمؤسسات التعليمية، وعلى الرغم من أن وزارة التربية والتعليم تقوم سنويًا بدمج نحو 30% من المعلمين (عرب ويهود) المدرجين في قوائم الانتظار للعمل في جهاز التربية والتعليم، إلا أن الارتفاع في نسبة البطالة مستمر عامًا بعد عام ليتسلل اليأس شيئا فشيئا لقلوب هؤلاء المعلمين والمعلمات، فمنهم من تخطت سنوات انتظاره الـ13 عامًا!

صورة توضيحية

الجدير ذكره أن وزارة التربية والتعليم تعتمد على "قوائم الانتظار" في التوظيف في المدارس العربية، بهدف تنظيم عملية إدراج وتوظيف المعلمين والمعلمات ومحاربة "الواسطات" وظاهرة التدخل للمقربين في التعيينات، ومن بين المعايير التي يتم اعتمادها في التوظيف، درجة ومستوى التعليم، وسنوات الخدمة، التحصيل العلمي الأكاديمي للمعلم والعلامة التي حصل عليها المعلم أو المعلمة بامتحان اللغات.

ومن بين المعايير الذي يتم أخذها بعين الاعتبار منذ العام 2003، تعطى الأفضلية لخريجي كليات المتعلمين "المتميزين" أو بكلمات أخرى الذي تخرجوا من مسار "الامتياز" ويتم الاعتماد على علامات البجروت لاختيار المنتسبين لهذا المسار، بحيث يحصلون على نقاط استحقاق أعلى وعليه يتم تفضيلهم على معلمين ومعلمات اخرين ينتظرون التوظيف منذ سنوات.

*تجارب ومعاناة!*

موقع العرب توجّه لعدد من المعلمين والمعلمات للحديث حول هذه المشكلة، ورغم أنّهم تحدّثوا مطولا عن المعاناة إلا أنّهم فضلوا عدم نشر أسمائهم أو صورهم!

ح.ر (الاسم محفوظ في التحرير) شابة تخرّجت منذ 5 سنوات عملت مدة عامين في النقب وعادت الى الشمال بعد زواجها تقول:"منذ تخرجي وانا انتظر دوري في قوائم وزارة المعارف حتى أتمكن من العمل في مدرسة بمنطقة الشمال لكن الأمر يبدو بعيدًا، وعليه توجهت للعمل بمدرسة في النقب وبالفعل عملت لفترة لكن اضطرت للعودة الى بلدتي، لا يعقل أن أتحمل مصاريف السفر والسكن والبعد عن العائلة والمقابل المادي ليس كافيا ولا يغطي كل هذه المصاريف.. أنا انتظر الآن على أمل أن أجد وظيفة في منطقة الشمال رغم أنّ الأمر يبدو شبه مستحيل". 

ميس حلو، شابة في الثلاثين من العمر تخرجت قبل نحو 8 سنوات من كلية لتأهيل المعلمين، بعد فترة التطبيق العملي أدركت أن التوظيف أمر سيستغرق وقتا وسنوات طويلة فقررت أن تتجه الى مجال آخر!، وتقول:"بعد تخرّجي وانهاء فترة التطبيق ومعايشتي لظروف المعلمين والمدارس وادراكي بأن الاندماج بجهاز التربية والتعليم خصوصًا في الشمال هو أمر صعب جدًا ويكاد يكون مستحيلًا وبدأ اليأس يسيطر على تفكيري من هذه الناحية.. قررت أن اقصّر الطريق وأتجه الى مجال آخر وبالفعل تعلّمت في عدد من كليات التجميل والمكياج وأنا أعمل بهذا المجال الآن".

جمان صح عاصلة (29 عاما) معلمة توظفت بمدرسة تابعة لوزارة التربية والتعليم، ولكن ليست مدرسة عربية! وتقول جمان:"تخرجت منذ نحو 8 سنوات من كلية لتأهيل المعلمين وحاولت أن أجد وظيفة في واحدة من المدارس العربية في المنطقة دون جدوى الى أن علمت أن هنالك مدرسة يهودية تبحث عن معلمة وبالفعل تقدمت بطلب توظيف وأعمل هناك منذ 6 سنوات ويبدو أني سأستمر في العمل على الأقل في الوقت الحالي.. لا أمل لدي في ايجاد وظيفة بمدرسة عربية في المنطقة بكل صراحة". 


*ما هو سبب ارتفاع البطالة في صفوف المعلمين والمعلمات العرب؟*


الأسباب عديدة ومتفرعة ببطالة وقوائم الانتظار الطويلة، بحسب ما أفادنا به رجل تربية وتعليم يعمل منذ نحو 30 عاما في هذا المضمار (الاسم محفوظ بالتحرير)، وقال:" من هذه الأسباب عدم منح ساعات تعليمية للمدارس العربية فلا تزال مدارسنا محصورة بعدد معين من الساعات بحيث تمنح المدرسة الابتدائية العربية 37 ساعة تعليمية فقط لكل صف، اضافة الى ذلك فإن عدد الصفوف قليل مقابل عدد طلاب كبير في كل صف كما أن اقامة مدارس جديدة في البلدات العربية يكاد يكون نادرا وبالتالي لن تكون هناك امكانية لوظائف جديدة".
وتابع:"الدولة رفعت جيل التقاعد ( 62 عاما للنساء / 64 عاما للرجال) وبالتالي يجبر المعلم على الخدمة لسنوات طويلة ولجيل كبير كما أن وزارة المعارف تمنح مصادقة الخروج للتقاعد لعدد محدد من المعلمين سنويا وعليه فإن المعلمين الجدد لا يجدون فرصا للتوظيف".
وأضاف شارحا الأسباب:"على أرض الواقع، كليات المعلمين تخرج سنويا المئات (نحو 400 خريج كل عام) هذا بالاضافة الى كليات وجامعات أخرى تمنح شهادات تدريس في مواضيع مختلفة مثل اللغات والعلوم وغيره، وفي المقابل يتم دمج نحو 150 - 200 معلم عربي فقط سنويا، أي أن عدد الخريجين أكبر بكثير من عدد المعلمين الذين يتم دمجهم بوظائف وعليه فإن الفجوة تكبر وتزداد كل عام".

وتابع رجل التربية أن:" التكاثر والنسل في البلدات العربية خلال السنوات العشر الأخيرة شهد انخفاضا ملحوظًا، وبالتالي ارتأت الوزارة الى تقليص عدد الروضات والبساتين والصفوف الابتدائية في بلداتنا العربية وعليه فقدنا عددا لا بأس به من الوظائف".

*ما هو الحل؟!*


وحول سؤالنا عن الحلول التي يمكن أن تساهم بحل معضلة المعلمين قال:"من المعلوم أن الفجوات كبيرة جدا بين جهازي التعليم العربي واليهودي، وعليه فإنّ البداية تكون بتغيير السياسات المتبعة تجاه جهاز التربية والتعليم العربي فيتوجب على وزارة التربية زيادة الحصص التعليمية في المدارس العربية، اضافة إلى اتباع مخطط بموجبه يتم تقسيم كل صف بحسب مستويات الطلاب وتخصيص معلمين لكل مجموعة طلاب وبهذا يمكن زيادة عدد وظائف المعلمين بشكل كبير، كما يجب منح تسهيلات للمعلمين بما يتعلق بجيل التقاعد، اضافة الى ضرورة العمل على بناء مدارس جديدة في البلدات العربية التي تعاني بالفعل من اكتظاظ الصفوف وقلة عددها فبناء المدارس يعني فتح صفوف جديدة وحاجة لمعلمين جدد". 

الجدير ذكره أخيرا أنّ هنالك توجّه قويّ في السنوات الأخيرة لمحاولة دمج المعلمين العرب للعمل في مدارس يهودية في محاولة لحل مشكلة البطالة في صفوف المعلمين العرب، وهو أمر تمّت مناقشته مؤخرًا في الكنيست أيضًا وخرجت توصية بهذا الشأن، مع العلم أنّ هنالك عدد من المشاريع القائمة حاليا وتعمل على دمج معلمين عرب بالمدارس اليهودية منها مشروع "مرحافيم".

* يشار الى أنّ "كل العرب" توجّهت الى وزارة التربية والتعليم للحصول على تعقيبها حول ما ذُكر ولم نحصل على الرد بعد، وسنقوم بنشره فور وروده.

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
287818.57
BTC
0.52
CNY
.