كان عام 2021 زاخرًا بالعديد من الأحداث الكبرى والهامة التي كانت هدفًا للأخبار الزائفة ومطلقيها، والتي رصد "مسبار" الكثير منها وعمل على مكافحتها وكشف حقيقتها، إذا فنّد ما يزيد عن 4880 مقال فحص حقائق باللغتين العربية والانجليزية، توزّعت على التصنيفات التالية: مضلل، زائف، صحيح، خرافة، انتقائي، مشكوك فيه، إثارة، ساخر، إضافة إلى ما يزيد عن 385 مدونة، ، بحسب ما جاء في بيان للإعلام عمّمته منصة "مسبار" لتقصي الحقائق
صورة من "مسبار"
استمرار سلسلة الأخبار الكاذبة المتعلقة بكوفيد-19
وتابع البيان:"انتشرت الأخبار الزائفة حول تأثير اللقاح على صحة النّاس انتشارًا واسعًا منذ الإعلان عن التوصل للقاح لكوفيد-19، إذ انتشرت قائمة مفبركة منسوبة لهيئة المنتجات الصحية في إيرلندا تحذر من لقاح كوفيد-19. فيما لم يترك طبيب ألماني قبل انتحاره رسالة بأنّ اللقاح جريمة ضد الإنسانية. ولا صحة لخبر إلقاء القبض على الرئيس التنفيذي لشركة فايزر، ألبرت بولار، بتهمة الاحتيال وتزوير بيانات الآثار الجانبية الخطيرة للقاح.
وحول متحورات كوفيد-19، ضجت المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي منذ شهر إبريل/نيسان الفائت بالأخبار الكاذبة عقب اكتشاف وانتشار لمتحور السلالة الهندية. مثل انتشار مقطع فيديو يظهر مجموعة من النساء وهنّ يحطّمن تماثيل حجريّة، وأُرفق بادّعاء مضلل أنه يُظهر مجموعة من الهندوس يحطّمون أصنامهم لأنها لم ترفع عنهم الوباء.
وانتشر ادعاءٌ زائفٌ حول ظهور متحور جديد عن فايروس كوفيد-19 خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الفائت اسمه "هيهي". كما لم تُصدر كل من جونز هوبكنز والمنتدى الاقتصادي العالمي ومنظمة الصحة العالمية وثيقة منذ عام 2020 لجميع أسماء متحورات فايروس كوفيد-19 وتواريخ إطلاقها، ومن بينها متحور أوميكرون.
وحول إجراءات مكافحة كورونا، لم يُعلن الرئيس الفلسطيني الإغلاق الشامل في جميع أنحاء فلسطين لمدة ثلاثين يومًا لمواجهة كورونا خلال نوفمبر الفائت. ولم تغلق السعودية مطاراتها ومنافذها البرية والبحرية أمام الوافدين والمسافرين من جميع الدول لمدة 5 أشهر. ولم تصدر الجزائر خلال شهر يوليو الفائت قرارًا بإغلاق المساجد كإجراء أولي لفرض حجر كلي بسبب انتشار فايروس كورونا.".
أحداث ضخمة في مصر كانت هدفًا لمروجي الأخبار الكاذبة
وزاد البيان:"عقب الإعلان عن إغلاق سفينة إيفير غيفن مجرى قناة السويس، خلال شهر مارس/آذار الفائت، انتشرت الأخبار الكاذبة في الفضاء العمومي بشكلٍ واسع، منها ادعاء زائف أنّ القبطانة المصرية مروة السلحدار هي التي كانت تقود السفينة. ورصد "مسبار" العديد من الأخبار المتداولة عن الحادثة وجمعها في مدوّنة بعنوان " إيفر غيفن: أغلقت قناة السويس وفتحت مجرى الأخبار الزائفة".
كما نتج عن أزمة سد النهضة بين مصر وأثيوبيا، انتشار أخبار زائفة عدة، منها تصريح زائف منسوب لرئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، اعترف فيه بهزيمة بلاده في الحرب الدبلوماسية أمام مصر بشأن ملف سد النهضة.
ووجد تحقق "مسبار" أن المقطع الفيديو الذي تداوله مستخدمون مع ادعاء أنّه لقطار ينقل معدّات عسكرية مصريّة استعدادًا للحرب مع إثيوبيا، مضلل وأنه لقطار عسكري أميركي تابع لشركة BNSF.".
فلسطين: واجهت أحداثًا ضخمة إلى جانب موجات الأخبار الكاذبة
وأضاف البيان:"انتشرت الأخبار والمعلومات المضللة عقب تصاعد الأحداث في شهر مايو/أيار الفائت، عندما حاول المستوطنون الاستيلاء على منازل العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جرّاح في القدس، وما تبعه من مواجهات في أراضي 48 والضفة الغربية والاعتداء العسكري على قطاع غزة.
إذ انتشرت صورة مضللة وقديمة لسيدة فلسطينيّة تتعرّض للتنمّر من قبل مستوطنين. كما انتشرت صورة مضللة لاعتقال سيدة فلسطينية تعود لعام 2015.
واستهدفت بعض الشخصيات الإسرائيلية، المقاومة بعدد من الادعاءات المضللة، إذ نشر أوفير جندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو مقطع فيديو قديم ومضلل، ادّعى أنه لإطلاق المقاومة الفلسطينية صواريخ من مناطق مأهولة بالسكان في قطاع غزة.
وطاولت الأخبار الزائفة الدعم الشعبي العربي والعالمي للقضية الفلسطينية، إذ ظهر فيديو مضلل ادّعى ناشروه تدفق آلاف الأردنيين على الحدود مع فلسطين المحتلة، وتجاوزهم الأسلاك الشائكة.
منذ الإعلان عن نجاح هروب ستة أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع الإسرائيلي يوم 6 سبتمبر/أيلول الفائت، انتشرت عشرات الأخبار المضللة، منها أن قناة 12 الإسرائيلية نشرت صورة قديمة ومضللة ادّعت أنّها لفتحة النفق الذي حفره الأسرى وهربوا من خلاله. كما أنّ الشاباك لم يُصرّح بأنّ السلطة تتعاون معه في ملاحقة الأسرى الهاربين.".
أحداث سياسية هامة واجهتها دول عربية خلال 2021
وجاء في البيان أيضًا:"في لبنان، واجه اللبنانيون خلال سنة 2021 أزمة اقتصادية كبيرة رافقتها الأخبار الكاذبة التي ضجّ بها الفضاء العمومي، إذ لم تكتب مجلة تايم الأميركية على غلافها أن "لبنان البلد الوحيد المملوك من قبل المافيا. ولم تطلب أميركا وفرنسا من رعاياهما مغادرة لبنان خلال شهر أغسطس الفائت. كما نفت وزارة الطاقة اللبنانية ادعاءً حول وصول ناقلات نفط إيرانية إلى شواطئ العاصمة اللبنانية بيروت.
وفي السودان، عقب إعلان رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، حلّ مجلسي السيادة والوزراء، وفرض حالة الطوارئ وتعليق العمل ببعض مواد الوثيقة الدستورية يوم الاثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول الفائت. ضجّ الفضاء الرقمي بالكثير من الأخبار الزائفة حول ما يجري في السودان.
إذ وجد تحقق "مسبار" أنّ الصورتين اللتين تداولتهما حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، زاعمةً أنّهما لرئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك لحظة اعتقاله من قبل قوات الجيش؛ مضلّلتان وقديمتان. كما نُشرت صور مضللة على أنها لضباط في الشرطة السودانية يمثّلون أنهم أُصيبوا في المظاهرات الأخيرة.
وفي تونس، عقب قرار الرئيس التونسي قيس سعيّد تعليق عمل البرلمان وإقالة رئيس الوزراء خلال شهر يوليو/تموز الفائت، لم يُصرح السفير الفرنسي السابق في تونس أوليفيي بوافر دارفور بأنه "لن يصل إلى الحكم من يهدّد مصالح فرنسا الحيويّة في تونس". ولم يُهدد راشد الغنوشي أوروبا في مقابلته مع صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية بعودة العنف والإرهاب إلى تونس إذا لم يتراجع الرئيس التونسي قيس سعيّد عن قراراته. ولم تنشر ذا نيويورك تايمز تصريحات لبايدن يمدح فيها سعيّد.
وفي الأردن، انتشر فيديو ادعى ناشروه أنه للملك عبد الله أثناء حديثه عن "الانقلاب الفاشل"، إذ ثمّن موقف القادة العرب وخص بالشكر الشيخ محمد بن زايد ولي عهد إمارة أبو ظبي، إلّا أنّ المقطع قديم ولا علاقة له بموضوع الأمير حمزة. ولا صحة لخبر طرح ورقة نقدية من فئة المائة دينار أردني.
وفي ليبيا، انتشرت شائعات عقب إعلان سيف الإسلام القذافي ترشحه للانتخابات الرئاسية الليبية المُقبلة، منها تصريحٌ منسوبٌ له، يقول فيه إنّه إذا فاز في الانتخابات الرئاسية في البلاد سيُقرّ مجموعة من الامتيازات لصالح الليبيين. كما لم تُبرئه المحكمة الجنائية الدولية من جميع التهم الموجهة إليه. ولم تقل صحيفة ذا نيويورك تايمز إنّ "سيف الإسلام يمثل فرصة لليبيين لإنهاء اضطرابات وعنف العقد الماضي".
وفي سوريا، لم يعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه سيرفع العقوبات عن سورية. ولم توسع الخزانة الأميركية نطاق قانون قيصر ليشمل منظمات غير حكومية. لم تعفِ تركيا السوريين من تأشيرة دخول أراضيها. ولم يتصدر بشار الأسد غلاف التايمز تحت عنوان وحش القرن.
وفي السعودية، تداولت حسابات على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر صورة تدعي أنها لرجل دين سعودي يرتدي زي سانتا كلوز، فيما ادّعت حسابات أخرى أنها للإمام والخطيب السعودي عادل الكلباني، ووجد تحقق "مسبار" أن الادّعاء مضلل، وأن الصورة لرجل أميركي يُدعى دي سينكلير. ولم تُعلن السعودية تكفلها بديون تونس. كما لم تُهدِ السعودية مصر جزيرة فرسان.".
أحداث عالمية شغلت الرأي العام العالمي
وزاد البيان:"منذ إعلان الصين عن فقدانها السيطرة على الصاروخ الفضائي لونغ مارتش5 بي، الذي أطلقته في 29 أبريل الفائت، بدأت الأخبار الزائفة تنتشر حوله، منها: صور لحرائق في الهند، انتشرت على أنّها لآثار سقوط الصاروخ الصيني هناك، لكنّها في الحقيقة صور لحرائق اندلعت في الهند ولا علاقة لها بالصاروخ الصيني.
وعقب اجتياح طالبان للعاصمة الأفغانية كابول جرى تداول العديد من مقاطع الفيديو والصور الكاذبة، إذ انتشرت صورة مضللة ادّعت أنّها لركاب من سكان العاصمة الأفغانية كابول على متن طائرة عسكرية، تقوم بإجلائهم بعد سيطرة حركة طالبان عليها. ونفى السفير الأميركي في كابول روس ويلسون الادعاء الزائف المتعلق بأنه غادر أفغانستان بعدما استولت طالبان على الحكم.
ومع ازدياد التوتر في إقليم كشمير المتنازع عليه بين الهند وباكستان، رصد "مسبار" عشرات الأخبار الزائفة والمفبركة ، منها انتشار مقطع فيديو مضلل زعم ناشروه أنه لعائلات مُسلمة جرى تهجيرها من كشمير في الهند. كما وجد "مسبار" أن مقطع الفيديو الذي تداوله مستخدمون لأبقار تدهس مجموعة رجال مستلقين على الأرض، مع ادّعاء أنّهم مسلمون من كشمير، مُضلّلًا.".
أحداث رياضية كان لها نصيب الأسد من الأخبار الكاذبة
وأردف البيان:"خلال بطولة كأس أمم أوروبا، لم يمنح الاتحاد الألماني لكرة القدم طفلة من مشجعي المنتخب الألماني 20 ألف يورو، بسبب بكائها بعد خروج المنتخب من بطولة كأس أمم أوروبا. ولم يُضاء برج إيفل بعلم سويسرا، لتهنئة المنتخب السويسري بالفوز على نظيره الفرنسي.
وفي أولمبياد طوكيو 2020، انتشرت صور خلال يوم الانطلاق تُظهر خريطة فلسطين صغيرة ومجتزأة، وفق رؤية صفقة القرن الأميركية، وليست للخارطة المعروفة لفلسطين، وكانت وقت دخول الفريق الفلسطيني المشارك في حفل الافتتاح، وأظهر تحقق "مسبار" أنّ الادعاء مضلل. ولم تُستبعد لاعبة الرماية المصرية، الزهراء شعبان، من الأولمبياد بعد تسببها في إصابة الحكم أثناء منافسات الرماية.
ومع رحيل ميسي عن برشلونة، انتشر مقطع فيديو مضلّل ادعى ناشروه أنّه لمشجع برشلونيّ ينهار خارج أسوار النادي، إلّا أنّ مقطع الفيديو قديم نُشر عام 2020. وأعدّ فريق مسبار مدونة بعنوان "أخبار مضللة انتشرت عقب إعلان رحيل ميسي عن برشلونة" رصد خلالها أهم الأخبار الكاذبة حوله.
وفي بطولة كأس العرب، لم يُعيّن حكم إسرائيلي لمباراة المغرب والجزائر، ولم يأمر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بحل المنتخب العراقي بعد الخسارة أمام قطر. بينما نفى الاتحاد الجزائري لكرة القدم، ما أشيع عن تقديمه شكوى للجنة المنظمة لبطولة كأس العرب بخصوص مباراته مع مصر.
ولم يصرح رئيس الفيفا بتحويل حكم مباراة الجزائر وقطر للتحقيق. ولم تمنح الفيفا المنتخب السوري لقب أفضل فريق في جولة كأس العرب الثاني، ولم يقل رئيس الفيفا إنّها ستستبعد الحكّام المغاربة من كأس العرب 2021.
ولم يتوعد لاعب المنتخب التونسي وفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي حنبعل المجبري، بإقصاء الجزائر من بطولة أمم أفريقيا المُقبلة. ولم يقل رئيس أركان الجيش الجزائري سعيد شنقريحة، إنه لا خوف على الجزائر بعد نيلها كأس العرب.".
أحداث منوعة بين فلكية وفنية وطبيعية طاولتها الأخبار الكاذبة
واختتم البيان:"خلال صيف 2021، اشتعلت الحرائق في غابات كل من تركيا والجزائر مترافقة مع انتشار الأخبار الكاذبة حولها، إذ انتشرت صورة لطفلة مطلة من سيارة خلفها ألسنة اللهب والدخان، على أنها من حرائق منطقة القبائل الأخيرة في الجزائر. ولم يعلن رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة منح تركيا 8 مليارات دولار كمساعدات في إخماد الحرائق.
وتداولت مواقع إلكترونية صورة، زعمت أنها لإعصار شاهين الذي ضرب سلطنة عُمان، ليتبيّن أنها تعود إلى إعصار فلورنس في المحيط الأطلسي عام 2018.
فنيًا، انتشرت صورةٌ ادعت الحسابات أنها تُظهر تكريم مطرب المهرجانات المصري حمو بيكا في السعودية ومنحه الدكتوراة الفخرية، لكن الخبر زائف. كما انتشرت صورة مفبركة للفنان لطفي بوشناق مع توباك وسنوب دوغ. فيما لم يحضر الفنان جوني ديب الحفل الختامي لمهرجان القاهرة السينمائي. لم تدعُ الفنانة المعتزلة حنان ترك إلى عدم الاحتفال بعيد الميلاد ومشاركة طقوسه.
وفي الأحداث الفلكية، لم تقل ناسا إنّ كويكبًا سيصطدم بالأرض. وانتشرت صورة مفبركة ادّعى ناشروها أنّها لاصطفاف كواكب عطارد والزهرة وزحل قبالة الأهرامات في منطقة الجزيرة في مصر. ولا صحة لخبر اصطدام صخرة بكوكب الأرض ستقسمه نصفين.، بحسب البيان.
كانت هذه جولة سريعة شملت موجزاً لعدد من الأحداث التي ترافقت بانتشار أخبار كاذبة ومضللة في الفضاء الرقمي خلال عام 2021، وتحقق منها "مسبار".