يقع النقب جنوبي فلسطين وهي منطقة تاخذ شكل مثلث هندسي، راسه في الجنوب على خليج العقبة ، وقاعدته في الشمال يبلغ طولها حوالي 125كم ، وتصل بين نقطتين احداهما على البحر الميت في الشرق ، والاخرى جنوب غزة في الغرب ، اما ضلعاه الاخران فهما الحدود الفلسطينية في الغرب ، والحدود الفلسطينية الاردنية المحاذية لطول وادي عربة في الشرق . تقدر مساحة منطقة النقب نحو 12,6 مليون دونم ، وهي تشكل حوالي 47% من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية البالغة نحو 27،009مليون دونم ، وتغطي حوالي 60% من مساحة دولة اسرائيل . حيث تمتد حدود النقب من عسقلان على الساحل الغربي لوسط فلسطين وحتى رفح ممتدة على طول الحدود مع سيناء .

وتقدر اطول مسافة في النقب بنحو 190 كم ، واعرضها بنحو 80كم ، فكما تشير الوثائق التاريخية ان هذه المنطقة اكتسبت اسم النقب ، الى المصدر الكنعاني فاطلق عليها اسم "نجب " اي "الارض الجافة " ، فاذا امعنا النظر في مصدر الاسم وتضاريس وجغرافية المنطقة الصحراوية التي تتميز بقلة هطول الامطار فيها ، فسنجد دونما عناء انه يوجد تلائم وتناسق بين الاسم والجغرافيا .

تشير الوثائق التاريخية الموثوقة والمعتمدة ، ويدعمها الصروح والشواهد الاثرية المتمثلة بالابنية المعمارية كالسرايا ومسجد بئر السبع ومحطة القطار ومدرسة ابناء العشائر وشارع العشرين والمطبعة وحتى الصيدلية والسوق وغيرها فان النقب في الحقبة العثمانية وخاصة في فترة حكم السلطان عبد الحميد الثاني 1875_ 1913، فقد شهد موجة تطور وعمران وخاصة العاصمة مدينة بئر السبع التي استعان العثمانيين بحليفتهم المانيا التي اوفدت مهندسين خططوا معالم المدينة لتبنى وتشيد على نمط المدن العثمانية والالمانية ، والهدف من ذلك هو ان تكون مدينة بئر السبع كمركز اقتصادي ومدني لمحيطها الذي تشكل من عشرات القرى الثابتة وكذلك لتحضن وتخدم العشائر البدوية وما يؤكد ذلك مدرسة ابناء العشائر التي شيدت سنة 1901 . لتخبرنا ان المنطقة لم تكن مجرد صحراء قاحلة يقطنها البدو الرحل.

يتبع

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com