اتجول أحيانا في بلداتنا وارى الكثير من الشباب الصغار يجلسون على قارعة الطريق وهم يتسكعون في الشوارع بلا أي عمل، وان وجدوا عملا يجدوه في المطاعم في المدن الكبرى، وأول ما يتعلمه الشاب هناك هو استعمال مخدرات المرحوانا وأقول لكم هذه المعلومة من معرفه من خلال عملي السابق كمراقب لسلوك الأحداث، وأحيانا هؤلاء يتعاركون بالأيدي ويشتمون بعضهم البعض امام المارة ,ويسببون الفوضى وأحيانا يتشاجرون مع المارة بسبب تحرشهم بهم، ويستعملون العنف في حل مشاكلهم.
اخطر ما في الأمر ان يستغلوا كجنود لعصابات الإجرام , وهذه الظاهرة تعتبر من الظواهر السلبية والخطيرة في مجتمعنا وتشكل خطرا على مجتمعنا, ومن هذه الفئة مستقبلا يخرج اخطر المجرمون وهذا ما أثبتته أبحاث علم الجريمة، فأين دور مكاتب الخدمات الاجتماعية في كل سلطه محليه من هؤلاء الشباب الذين ما زالوا في مقتبل العمر بحاجة الى ارشاد وتوجيه ؟، ولماذا تسربوا من المدارس مبكرا ؟ لماذا لا تخصص السلطة المحلية اخصائى اجتماعى עובד סוציאלי المتخصص لعلاج مشاكلهم ؟ ـ لماذا لا يتم التواصل المباشر معهم ووضعهم في إطار تعليمي وعلاجي ، ومساعدتهم لاستعادة ثقتهم فى المجتمع والعمل على دمجهم فى المجتمع مرة أخرى ، لمنع استغلالهم من قبل مروجي بيع المخدرات وأعمال العنف والسرقات ؟.
هؤلاء تسربوا مبكرا من مقاعد الدراسة , فأين دور ضباط الانتظام קציני ביקור סדיר من تطبيق قانون التعليم الإلزامي , وإذا كانوا هؤلاء الطلاب يعانون من عسر التعليم , فلماذا لا يلزمهم بدخول المدارس الصناعية لتعلم مهنة ؟ هناك ضرورة وحاجة ماسة للتصدي لظاهرة التسرب من التعليم مبكرا ، التي تعتبر من الأسباب الرئيسية في خلق جيل من المجرمين وتفشى الجريمة وتزايد ظاهرة الشباب الصغار بالشوارع ، فهؤلاء معظمهم من أبناء الاسر المفككة ، نتيجة الفقر المدقع أو الطلاق أو وفاة رب الأسرة ، ولذا يجب بذل كل الجهود والعمل على عدم تسرب هؤلاء الطلاب من مقاعد الدراسة .
يجب على سلطاتنا المحلية إنشاء مراكز صناعية -- تربوية متخصصة מפת"ן لمثل هذا الغرض , حيث أن بعض مؤسسات الرعاية الخاصة للشباب الصغار تحتاج إلى إعادة هيكلة وتأهيل هؤلاء الشباب ، تتضمن برامج لتأهيل وتنمية مهارات شباب الشوارع ، وتوفير فرص العمل المناسبة لهم ، مع إمكانية تدريبهم في المصانع أو الورشات المختلفة ، بما لا يعيق انتظامهم فى مراحل التعليم الأساسي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com