الناشط المقدسيّ رمزي عباسي معالج طبيعيّ عمل في قسم التربية الخاصّة في القدس

لائحة الاتهام التي قدّمت مؤخرًا تتطرق لحادثة اقتحام مجموعة من المستوطنين للمسجد الأقصى يوم 8.11.2019 

رمزي عباسي :

موقفي وثباتي هو سبب قطع رزقي

مقاومتي أنا كانت بالكلمة والصورة ومن الواضح أنهم حتى من الكلمة يخافون ولذلك لاحقوني وقدموا ضدي لائحة الاتهام وأوقفوني عن العم

الرزق على الله .. ما تخافوا الله معكم وما رح نجيب الكرامة اذا لحقنا لقمة العيش بس 

رمزي عباسي، اسم قد يكون مرّ على الكثيرين منكم، فهو ناشط مقدسيّ معروف على مواقع التواصل الاجتماعي، يقدّم عبر منصته في انستغرام، والتي يتابعها أكثر من ٣٧٠ ألف شخص، مضمونًا هادفًا يتركز حول ايصال الصوت الفلسطيني للعالم، حيث وحرص رمزي في فترة الأشهر الماضية بشكل خاصّ على ابراز معاناة المقدسيين وما يعيشونه من ظلم وملاحقة ومحاولات تهجير في الشيخ جراح وسلوان وغيرها.

الى جانب كل هذا فإنّ رمزي معالج طبيعيّ، تخرّج من كلية العلاج الطبيعي في جامعة بيت لحم قبل سنوات، وتمكّن بإصراره ومثابرته أن يحصل على وظيفة في جهاز التربية والتعليم العربي (التابع لوزارة التربية الإسرائيلية) كمعالج طبيعي في قسم التربية الخاصّة في القدس.

الناشط المقدسي رمزي عباسي

لم تنته قصّتنا حول هذا الشاب الناجح هنا، بل ستبدأ الآن!

قبل أيام تفاجأ رمزي بمكتوب رسميّ وصله من وزارة التّربية تبلغه فيها عن فصله مؤقتًا أو تعليق عمله في الوزارة بسبب "لائحة اتهام تقدّمت ضده" وتمنعه من ممارسة عمله، واللائحة تحوي اتهامات بالاعتداء على شرطي اسرائيلي والاخلال بالنظام!

حدّثنا رمزي حول تفاصيل القضية قائلًا:"خلال تغطيتي لما يعيشه المقدسيون وما يشهده المسجد الأقصى من انتهاكات، اقتحمت مجموعة من المستوطنين الأقصى يوم 8.11.2019 وخلال التغطية وقعت اشتباكات وتدخلت قوات الشرطة فتعرضت للضرب والاعتقال وتم التحقيق معي وبعد شهرين انتهى الأمر الى هنا.".

وتابع:"بعد هبّة الكرامة والأحداث التي شهدتها القدس والبلاد عموما في شهر أيّار وما تلاها من انتهاكات ومحاولات تهجير في القدس التي وبطبيعة الحال حرصت على تغطيتها لاظهار القصة الفلسطينية والمقدسية على حقيقتها، تفاجأت في شهر تشرين أول/ أكتوبر 2021 بمكتوب رسميّ من النيابة العامّة الإسرائيلية حول تقديم لائحة اتهام ضدّي وابلاغي بتجدد القضية التي وقعت في عام 2019!"، وأوضح رمزي:"كان واضحًا لي أن اعادة القضية القديمة للضوء مجددًا جاء على خلفية الأحداث في القدس وتغطيتي المستمرة لها، وفي وقت لاحق وتحديدا يوم 24.01.22 استلمت مكتوبا رسميا من وزارة التربية تبلغني فيه بوقفي عن العمل لحين صدور قرار المحكمة بالقضية".

ولم يبدِ رمزي أي أمل بقرار المحكمة لصالحه في القضية رغم يقينه ببراءته وقال:"التهم المنسوبة لي غير صحيحة ولا يوجد أي دليل ضدي لأني لم أنفذ أي مخالفة في الأساس، لكن في النهاية ما يعيشه العربي الفلسطيني والمقدسي في هذه البلاد من ممارسات ظالمة بات واضحًا ولا يمكن إخفاؤه.. لست متفاؤلا بقرار المحكمة ولا انتظر أن اعود للعمل بصراحة".

وتابع:"الأمر واضح، إنّهم يحاولون نزع هويتنا الفلسطينية والمقدسية، فتهويد القدس وتغيير وجهها العربي الفلسطيني مستمر منذ أكثر من 4 عقود، لكن برأيي لا يمكن لكل هذه الخطوات والضغوطات التي هي غير مقبولة وغير قانونية في كل الأعراف الانسانية والدولية أن تثنينا عن ايصال رسالتنا للعالم بأسره! ومن هنا أؤكد للجميع واقول لكل مقدسي وفلسطيني أعلم جيدًا مدى الظلم والممارسات المجحفة لكن هذا لا يعني أن نكون ممسوحي الهوية، واجبنا هو نقل الحقيقة والصورة الواقعية والرسالة للعالم".

واختتم الشاب المقدسي:"موقفي وثباتي هو سبب قطع رزقي، مقاومتي أنا كانت بالكلمة والصورة ومن الواضح أنهم حتى من الكلمة يخافون ولذلك لاحقوني وقدموا ضدي لائحة الاتهام وأوقفوني عن العمل، لكنهم لن يستطيعوا بهذا "ترباية الناس" فنحن صامدون وثابتون وأصحاب حق.. واقول لكل شخص تعرض أو قد يتعرض لمواقف مماثلة وخصوصًا ممن يعملون في مؤسسات الدولة "الرزق على الله .. ما تخافوا الله معكم وما رح نجيب الكرامة اذا لحقنا لقمة العيش بس"، كما قال.