رجاءً يا سادتي الخبراء!!/ الأديب محمد علي طه
آمنت بعد الله تعالى بالعقل وبالعلم، فلولا العقل ما كان العلم، ولولا العلم لكان العالم متخلّفًا بدائيًا خشنًا بدون حضارة. تصوّروا حال هذا العالم بدون عقول أرسطو وأفلاطون وفيثاغورس، وبدون رؤوس ابن سينا وابن رشد وابن النّفيس وابن خلدون، ولو لم يسهر الليالي أينشتاين وأديسون وديكارت، وكم كانت حياتنا ستكون جافّة بلا فرح لولا أشعار هوميروس ودانتي والمتنبّيّ وشكسبير والخيّام وموسيقى موتسارت وبتهوفن وباخ ولوحات ميخائيل أنجلو وفان كوخ، وتخيّلوا حياة العربيّ بدون أغاني أم كلثوم وفيروز وعبد الوهاب ووديع الصّافي وقصائد جبران خليل جبران وأحمد شوقي وبدر شاكر السّيّاب ومحمود درويش وبدون عود وكمان وأرغول وقانون!!
آمنت بعد الله تعالى بالعقل وبالعلم، وصادقت المعرّيّ ورفاقه، وطه حسين وتلاميذه في المشرق والمغرب العربيّين... وطردت الخرافات والسّخافات والغيبيّات من بيتي، فلا يصحّ الّا الصّحيح.
منذ البداية، في مطلع العام 2020، عندما ظهر وباء الكورونا في بلاد الصّين الشّاسعة وغزا عالمنا بدون رحمة، ناشرًا الرّعب في النّفوس، خاطفًا الاعزّاء والأقارب والأصدقاء من بيننا، سارقًا افراحنا وأعراسنا وأغانينا، محوّلا بيوتنا الى سجون، ومقاهينا وملاعبنا الى خراب، وغير ذلك من الصّور الرّماديّة والسّوداء، أعتقدت بأنّ العلم الّذي انتصر على السّلّ والحصبة والجدريّ والكوليرا وغيرها من الأوبئة الخطيرة التي بطشت بملايين النّاس على مرّ العصور لا بدّ من أن ينتصر على الكورونا، وبخاصّة أنّنا في عصر العلم وعصر التكنولوجيا حيث غزا الانسان القمر والمرّيخ وخلق الحاسوب الذي فاق عقله عقل الانسان الّذي خلقه، ولا بدّ لعلماء هذه الأيّام من أن يكتشفوا اللقاح والدّواء الشّافي لهذا الوباء.
رفضتُ فكرة المؤامرة التي تحملها نسبة ليست قليلة من النّاس، واستبعدت فكرة الخطأ البشريّ في مختبر في الصّين، وفكرة الحرب العلميّة والاقتصاديّة بين القطبين، الولايات المتّحدة الأمريكيّة والصّين الشّعبيّة، وأبيت أن أوافق على فكرة التّجارة بالمرض وباللقاح واستبعدت كلّ الخرافات الّتي حاولت الانباء الكاذبة أن تبثّها في شتّى الوسائل.
ارتحت فكريّا ونفسانيًّا عندما اكتشفوا اللقاح ضدّ الكورونا وكنت من أوائل الّذين أخذوا اللقاح الأوّل واللقاح الثّاني واللقاح الثالث واللقاح الرّابع واللقاح ضدّ الانفلونزا أيضًا.
وما زلت مؤمنًا بعد الله تعالى بالعقل وبالعلم على الرّغم من المعلومات المتناقضة التي تصدر عن كبار الأطبّاء والمسؤولين في وزارة الصّحة في بلادنا وفي العالم.
هل تذكرون عندما قالو لنا في شتاء العام 2020 إن حرارة الصّيف سوف تحرق الفيروس؟ وهل تذكرون عندما طمأنونا بأنّ التّطعيم الثّاني يحمينا من الفيروس لمدّة عام على الأقلّ؟ وهل تذكرون عندما أكّدوا أنّ التّطعيم الثّالث يبعد الفيروس عنّا الى ما وراء الصّين ووراء عطارد؟ وهل صدّقتم عندما دعونا الى التّطعيم الرّابع، نحن الّذين تجاوزنا العام السّتّين من العمر، كي يحمينا من ألفا ودلتا وبيتا والأرميكرون والاوروبيكون والأفريكون والأسياكون ومن كل فيروسات الكون؟
ما زلت وسوف أبقى ما دمت حيًّا أؤمن بعد الله تعالى بالعقل وبالعلم.. ولا بدّ من أن ينتصر العلم على هذا الفيروس اللعين... ولكن العجلة من الشّيطان يا سادتي العلماء والأطبّاء والخبراء...
أرجوكم أن تكونوا دقيقين في كلماتكم كي لا تضعضعوا ثقتنا بكم!!
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد:
مجموعة تلجرام >>
t.me/alarabemergency
للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >>
bit.ly/3AG8ibK
تابع كل العرب عبر انستجرام >>
t.me/alarabemergency