الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 03:02

حارسات الأرض.. مناضلات نقباويات يدافعن عن الأرض والمسكن!

ياسر العقبي
نُشر: 02/02/22 09:43,  حُتلن: 13:55

أعادت الاحتجاجات في قرية سعوة وما تبعها من وقفات احتجاجية يومية أمام دار القضاء بمدينة بئر السبع، إسنادا للمعتقلين، إظهار الدور الرئيسي الذي تقوم به النساء في النقب، اللواتي تحولن إلى حارسات للأرض، في وجه محاولات السلطات الإسرائيلية الاستيلاء عليها بكل أذرعها وبذرائع مختلفة ومتشابكة.


وعلى مدار العقود الماضية إلى اليوم، تعتبر النساء البدويات خط الدفاع الأول عن المساكن المعرّضة للهدم، والأراضي المهددة بالتجريف، حيث تصل جرافات السلطات المعززة بقوات كبيرة من الشرطة إلى مضارب وقرى البدو، في وقت يتواجد فيه الرجال في العمل، ما يبقي النساء وأطفالهن دون سن التعليم وجها لوجه مع آليات الهدم والدمار الإسرائيلية.
وتقول الناشطة مرام أبو غانم: "من المهم جدا أن نقف مع المعتقلين من أطفال وشباب ونساء من كافة الأعمار، وهو حق أساسي أن يتم الإفراج عنهم، كما أن حق أساسي أن يتم الإعتراف بقرانا وليس فقط بل وبملكيتنا على أراضينا".
شهرزاد أبو صيام تؤكد ان دور المرأة لا يقل أهمية عن دور الرجل، وتضيف في حديث لمراسل "كل العرب": "على أساس أن صوت المرأة ليس عورة بل ثورة، وعليهن جميعا الخروج للذود والدفاع عن الأرض والبيت، وأؤمن أن كل فتاة عليها الرخوج، لأنه في النهاية أنت تدافعين عن بيتك وأرضك ودينك – وهذا ليس بالخطأ".
وخلال مواجهات سعوة الأخيرة، خرجت النساء والفتيات جنبا إلى جنب مع الرجال للتصدي لتجريف أراضي القرية، وتحويلها إلى أحراش، فيما نشر موقع "كل العرب" قصة أم بدران الهواشلة التي قامت بتوزيع البصل على المتظاهرين، بهدف حمايتهم من تأثير الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الشرطة الإسرائيلية، والتي استخدمت أيضا طائرة مسيّرة لأول مرة ضد مواطنين عزّل.

حضور المرأة يؤكد أنها مقهورة من الداخل

آيات زنون، من قرية وادي النعم مسلوبة الإعتراف، تقول: "ألمس الظلم عن كثب كوني من قرية غير معترف بها، وبالتالي واجبي الوقوف إلى جانب المظلوم ومع الأسرى، ومع كل إنسان يريد الدفاع عن أرضه. هذه أراضينا، فإذا لم نقف للدفاع عنها – فمن إذا سيدافع عنها؟!".
وتقول صديقتها الناشطة الجماهيرية هبة: "من حق المرأة أن تصرخ وتعلي صوتها عاليا مدويا، ومن حقها أن تعيش. كل امرأة يجب أن تحضر للتظاهر وأن تقف إلى جانب الرجل، لأن قوتنا بوحدتنا. أرى أن المرأة لا تأتي عبثا بل لأنها غاضبة ومقهورة من الداخل، وبالتالي يبقي أمامها فقط الهتاف بقوة – وهذا حقها في دولة ديمقراطية".
وعلى الرغم من أن النساء قررن الاحتجاج بصورة سلمية إلى جانب منازلهن، إلا أنهن كن على مرأى عناصر الشرطة، وبالتالي تعرّض قسم منهن للاعتداءات، بينما تم اعتقال عدد من فتيات القرية – ما أدى إلى حالة من الغضب الشديد في صفوف المجتمع العربي-البدوي المحافظ.
وتقول الباحثة د. أمل الصانع-الحجوج إنّ "النساء العربيات في النقب دائما كان لهن دور نشيط وفعال، علما أننا نرى تصاعد في أخذ المرأة لدورها في الفترة الأخيرة بصورة أكبر من السابق بسبب حدة الأزمة والهجمة التي لا توفر شابا ولا صبية، ولا شيخا ولا امرأة. نحن في أزمة تحدي مع الدولة التي تحاول كل ممارسات القمع والتهجير، وبالتالي كل وقفاتنا الاحتجاجية لتوصل رسالتنا إننا جزء من هذا المجتمع".
ونصرة لمعتقلي النقب، النساء النقباويات صدحن بأصواتهن تنديدا بالممارسات الإسرائيلية الأخيرة التي طالت قرى النقب من تحريش وهدم وتشجير واعتقال. فاسم المرأة النقباوية التصق بالشجاعة دفاعا عن حقها في الأرض وحماية لهويتها، ولعل الحاجة فضية أبو قردود التي جلست مع أشقائها في خيمة احتجاج لعدة أشهر أمام مكتب رئيس الحكومة في جبال القدس، في البرد القارس، وذلك حتى نيل الإعتراف بقرية بير هداج في تسعينيات القرن الماضى، هي أبرز المناضلات من أجل الأرض والمسكن والكرامة.. وهي لا تزال على العهد. 

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
289560.31
BTC
0.52
CNY
.