توفي اليوم الأربعاء، الشخصية الوطنية والشاعر والأديب الكبير حنا أبو حنا، ابن بلدة الرينة الذي عاش معظم حياته في حيفا.
ولد الفقيد عام 1928، في قرية الرينة قضاء الناصرة. ثم تنقل بحكم عمل ابيه في دائرة "مساحة فلسطين" بين القدس، ورام الله، وجفنا، وأسدود، وقرية نجد، وحيفا، والناصرة، ثم العودة إلى الرينة. تعلم في الكُتاب في قرية أسدود التي دمرتها النكبة وأقامت محلها مدينة أشدود، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية "المدرسة الأميرية- مدرسة المعارف للبنين" في حيفا. ولكن الإقامة فيها لم تطل؛ إذ انتقل إلى الناصرة وكان من الطلاب المشاركين في ثورات عام 1936 ,ثم التحق بمدرسة اللاتين في الرينة مدة من الزمن، انتقل بعدها لينهي دراسته الثانوية في مدرسة المعارف في الناصرة. اختير أبو حنا، بعد المرحلة الثانوية، للدراسة في الكلية العربية في القدس التي كانت تستقبل الطلاب المتفوقين من مدارس فلسطين الحكومية، ثم اختير لمتابعة الدراسة في بريطانيا وخصصت له بعثة حكومية لذلك عام 1947، لكن ظروفه العائلية ثم ظروف النكبة حالت دون تحقق هذه الفرصة. نال درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة حيفا.
بعد النكبة عاد إلى حيفا عام 1950 وسكن في شارع قيسارية حيث عمل في هيئة تحرير صحيفة الاتحاد مع توفيق طوبي (1922-2011) وإميل حبيبي (1921-1996) ,وإميل توما (1919-1985) وصليبا خميس ومحمد خاص وعلي عاشور وجبرا نقولا (1912-1974). شارك في إنشاء مجلة الغد ومجلة الجديد التي صدرت عام 1951 كملحق لجريدة الاتحاد، ثم تابعت الصدور عام 1953 بعد أن حصلت على الترخيص.اعتقلته السلطات الإسرائيلية وأودعته في سجن الرملة عام 1958.
ساهم بتأسيس جوقة الطليعة، وكان عضواً في الهيئة الإدارية لـ"المسرح الناهض"، و"مسرح الميدان" في حيفا. تقاعد من "الكلية الأرثوذكسية العربية" سنة 1987، وعمِل في "كلية إعداد المعلمين العرب" في حيفا حتى سنة 1995.
الاتحاد العام للكتّاب الفلسطينيين-الكرمل ٤٨ ينعي وفاة الشاعر الأديب حنا ابو حنا:
نعي وتعزية
ينعى "الاتحاد العام للكتّاب الفلسطينيين – الكرمل 48"، بمشاعر الأسى والحزن، أحد أعمدة الأدب الفلسطيني الحديث، زيتونة فلسطين، الذي رحل عن عالمنا مساء اليوم الأربعاء 2/2/2022 في حيفا الأديب، الشاعر، المربي، المناضل العريق حنا أبو حنّا، صاحب الدور الوطني سياسيا وأدبيا وتربويا، وصاحب البصمة في مسيرة شعبنا في مختلف مراحل نضاله ومسيرته الحافلة.
الأديب حنا أبو حنّا من مواليد قرية الرينة عام 1928 وهو ينتمي إلى الجيل الأول من شعراء المقاومة العرب في البلاد، وانتقل للإقامة في حيفا عام 1951.
نشر الشعر والمقالة في أربعينات القرن الماضي، وحصل على جائزة الشعر السنوية ثلاث مرات عام 1947. ساهم في إصدار وتحرير مجلة "الجديد" الأدبية و"الغد" الشبابية، ساهم في إقامة مؤسسة "المواكب" عام 1984 وفي إقامة "رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين" عام 1986 وأصدر مجلة "مواقف" الأدبية عام 1993.
عمل مدرّسًا للغة العربية ومديرا للكلية العربية الأرثوذكسية في حيفا سنوات طويلة حتى عام 1987، ساهم خلالها في تطوير ودفع الكلية ورفع اسمها عاليا في البلاد وتربية النشء على القيم الوطنية والديمقراطية والإنسانية. كما حاضر في جامعة حيفا في قسم اللغة العربية وآدابها.
نال عدة جوائز مهمة منها: جائزة فلسطين عام 1999، جائزة محمود درويش عام 2013، جائزة مؤتمر القدس عاصمة الثقافة العربية عام 2015، جائزة تقديرية من "الاتحاد العام للكتّاب الفلسطينيين – الكرمل 48" عام 2019.
لفقيد الأدب الأستاذ حنا أبو حنا مؤلفات شعرية ونثرية وتراثية وتحقيقات أدبية وسيرة ذاتية وقصص أطفال.
"الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين – الكرمل 48"، ينكس أعلامه برحيل القامة الأدبية الكبيرة، ويتقدم بتعازيه الحارة لجمهور الكتاب والشعراء في فلسطين وللعائلة التربوية ولآلاف تلاميذه وأبناء عائلته في البلاد والخارج. إنه فقدان أليم وخسارة جسيمة.
لتبق ذكراه خالدة