الشعوب عامةً وشعبنا العربي الفلسطيني منذ القدم كان وما زال يعيش نوع من الصراع والتناقض المشروع باختلاف المعايير والمقاييس بين ما هو تراثي وبين ما هو حداثي.اختلاف الاراء والمصالح ليس بالضرورة شيئًا سلبيًا ،بل قد يكون الاختلاف الصحي سببا في نجاحنا بطرق لم نتوقعها قط.
وفي هذا السياق لا نستطيع ان نصف التاريخ كداله بيانية مع خط احادي متصاعد،اي يعني ان كل ما هو جديد علينا ان نتقبله ونتبناه وكل ما هو قديم يجب علينا نرفضه ونتبرا منه،بل اكثر من ذالك يجب علينا ان نخجل به.في المقابل ايضا لا نستطيع التقوقع وحبس انفسنا في تاريخنا القديم وعدم التحرر من بعض المفاهيم لتطوير اوضاعنا كمثل الشغل والسكن الائق،التعليم والخدمات الصحيه والمواصلات والطرق المعبده،ومنه أيضا الماء الصالح للشرب والكهرباء ،التوعيه والارشاد للسكان بحقوقهم وواجباتهم وباساليب الوقاية من الامراض ،وطرق تدبير مجالهم وتطوير اعمالهم وانجاح مشاريعهم .وايضا الحفاظ على عدم اندثار تراثنا الوطني والتمسك بثوابتنا الفلسطينيه.
انا كمواطن طيراوي ،افتخر واعتز بمدينتي وتاريخها المقاوم المشرف منذ بداية عهد الاحتلال البريطانى شارك ابناء الطيره في الحركه الوطنية الفلسطينيه وفي عام 1921 قاد عبد المنان الشيخ نجيب فصيلا من شباب الطيره الذين شاركوا في الانتفاضه الذي قادها الشيخ شاكر ابو كشك،وفي الثوره الكبرى كانت الطيره من اوائل القرى التي تشكل فيها فصيل مسلح.كانت الطيره مقرا وملجأ للثوار خاصةً الفصائل التابعه للقائدين:عبد الرحيم الحاج محمد وعارف عبد الرازق,وفي نهاية العام 47 تم تشكيل لجنه قوميه من قدامه الثوره الدفاع عن الطيره.
خاضت الطيره اربعه معارك داميه خلال النكبه وكبدت العصابات الصهيونيه خسائر فادحه وبقيت الطيره صامده لم تسقط ولم تستسلم،حتى ان تم تسليم الطيره وقرى المثلث وفق اتفاقية مع الاردن في ايار 1949.
دكتور فالح سماره