تقرير: فراس حج محمد| فلسطين - عقد التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين ندوة عبر تطبيق زوم، خصصها لمناقشة أدب الأسرى الفلسطينيين ودوره في التعريف بقضايا الأسرى ومعاناتهم، وذلك يوم الجمعة الموافق: 11/2/2022. وشارك فيها وحضرها نخبة من المثقفين والمهتمين من فلسطين والوطن العربي والدول الأوروبية. وقد تولى إدارتها الشاعر والكاتب د. سليم نزال المقيم في السويد متحدثا عن أدب الأسرى، متمنيًا الحريّة القريبة للأسرى جميعاً. ثم تحدث رئيس التحالف د. خالد حمد بكلمة ترحيبيّة وتعريفيّة عن التحالف ونشاطاته.
بدأت الندوة أعمالها بقراءة رسالة الأسير أحمد عارضة، صاحب ديوان "أنانهم" الصادر في عام 2021، والمحكوم بالسجن مدى الحياة ويقبع في معتقل ريمون الصحراوي. وجاءت رسالته تحت عنوان "أنا أكتب إذًا أنا حرّ"، وألقتها نيابة عنه الأكاديمية والتربوية عزّة عز الدين. وأشار العارضة إلى أن الكتابة في السجن "تغدو فعلًا ثوريًا، لاسيما مع اعتبار ذلك محاربةً واعية لمرامي التجهيل والتفريغ الممنهجة المتّبعة من قبل أدوات منظومة السيطرة الاستعمارية التي لا تفتأ تطارد الأفكار والأقلام والكتب والرواية والتاريخ والذاكرة".
ومن قطاع غزة تحدث السيد خليل الحلبي والد الأسير محمد الحلبي، وتناول معاناة ابنه، والمحاكمة التي يمر بها، فالحلبي صاحب أطول محكمة في التاريخ (168 جلسة حتى اليوم) موجّهًا نداءً للمجتمع الدولي لوضع حد لهذه المعاناة.
أما وزير الأسرى السابق ورئيس المكتبة الوطنية الفلسطينيّة الأستاذ عيسى قراقع فتحدث (من مدينة رام الله) عن تنوع كتابات الأسرى التي كان منها الرواية والشعر والخواطر والقصص القصيرة والحكايات والمذكّرات والسرديات والمسرحيات والأبحاث والدراسات الأكاديميّة، مضيفا أننا "نشهد في الآونة الأخيرة ثورة ثقافيّة حقيقيّة فيما يخص أدب الأسرى".
ومن المشاركات العربية كانت مداخلة الروائية والشاعرة المغربيّة أمينة الجباري، وتحدّثت بدورها عن تضامنها مع فلسطين وقضيّتها وأسراها، فقد صدر لها ديوانان، هما: "فلسطين تستحق الحياة" و"عائدون"، وقرأت بعض القصائد من هذين الديوانين.
تلاها من الأردن عضو رابطة الكتّاب الأردنيين الروائي عبد السلام صالح، وتحدّث عن أدب السجون وموضوعاته المتنوّعة وقيمته الأدبيّة، معرّفاً بمبادرة "أسرى يكتبون" التي تعقد كلّ أسبوعين، لتناقش عملا أدبيا من أعمال الأسرى الكتاب، ويدير الندوة في كل مرة أحد الكتاب الأردنيين، ويشارك فيها نقّاد من الوطن العربي بقراءات نقدية حول ذلك العمل، وبمشاركة الأسير بكلمة يلقيها نيابة عنه أحد أفراد العائلة، ويتبع الندوة تقرير صحفي يوزع على المواقع والصحف المحلية والعربية والعالمية. منوّها أن المبادرة تحققت بفضل جهود من التعاون المشترك بين المحامي الحيفاوي حسن عبادي ورابطة الكتاب الأردنيين. وقد ناقشت حتى تاريخ انعقاد هذه الندوة عشرين عملا أدبيا متنوعا.
ومن نابلس تحدثت الدكتورة لينا الشخشير، رئيسة منتدى المنارة للثقافة والإبداع، عن الأبعاد الإنسانية والفكرية والنضالية في أدب الأسرى، وتطرقت إلى جهود منتدى المنارة في التعريف بأدب الأسرى وتكريم الكتاب الأسرى ضمن نشاطاته المتعددة التي عقدها العام الماضي (2021)، وتطرّقت للمسابقة الرمضانية حول أدب السجون، وتناولت كل يوم إصداراً لأسير ممن يقبعون في سجون الاحتلال، ومحكوم عليهم بأحكام عالية، تراوحت بين عدة مؤبدات إلى خمسة عشر عاماً حيث كان هذا الحكم أقل هذه الأحكام.
ومن حيفا تحدث المحامي الحيفاوي حسن عبادي عن تجربته مع أدب الأسرى، وزيارته للأسرى الكتاب، وتأسيسه لعدة مبادرات للتعريف بأدب الأسرى، ومما جاء في مداخلته: "تبيّن لي أنّ الكتابة خلف القضبان متنفّس للأسير، تجعله يحلّق ليعانق شمس الحريّة؛ من عتمة الزنازين يرسم الوطن قوس قزح"، وتناول كذلك في الحديث الصعوبات التي تواجه الأسير الكاتب، وإخراج المخطوطة من السجن، ورحلتها حتى ترى النور كتابا مطبوعاً.
وفي نهاية الندوة فُتح المجال لمداخلات الحضور، فكان هناك مداخلات قصيرة لكل من: هاني مصبّح، ويوسف الطويل، وعماد محاسنة، وحسام الدلقي، وصالح شعبان، وسميرة حاجي، ود. علي هدروس، وجميل قاسم، وعصام فرح.