روسيا بلا أوكرانيا تكون مجرد دولة ، لذا تسعى روسيا بشتى الوسائل من السيطرة عليها . فلكون أوكرانيا التي تتمتع بموقع استراتيجي حيوي وهام يفصل بين روسيا وبين " معسكر القوى الغربية ، حلف شمال الاطلسي والتي تقوده واشنطن . " . فهي بذلك تشكل لروسيا البناء الأساسي لمجالها الجيوستراتيجي الأوروبي ، فغياب كييف عن الطوق الروسي يشكل فجوة كبرى في جدار الأمن الاستراتيجي الروسي – الأوراسي
وكما أن اوكرانيا تعتبر بمثابة بوابة روسيا على البحر الأسود ،كما أن منطقة شبه جزيرة القرم الاستراتيجية ( التي تبلغ مساحتها 27 كم مربع ) من خلال تموضعها في البحر الأسود قبالة مضيق البوسفور الذي يربط البحر الأسود عبر بحر مرمرة ومضيق الدردنيل بالبحر الابيض المتوسط ، واطلالة على القوقاز ، بما في ذلك شمال القوقاز الروسي .
بالإضافة الى ذلك تمتلك " القرم " مضيق كيرتش ، الذي يعتبر محورا استراتيجيا ذا أهمية قصوى لكل من روسيا واوكرانيا ايضا . وهو بذلك يشكل بمثابة الطريق البحري الوحيد بين البحر الاسود وبحر أزوف الذي يطل على الشواطئ الأوكرانية من شماله وعلى روسيا من جهة الشرق وشبه جزيرة القرم من الغرب ،
لذلك ففي حال خسارة روسيا السيطرة عليها كانت ستعجل بفقدانها موطئ قدم ذو اهمية كبيرة في البحر الأسود في حال انضمام اوكرانيا الى حلف الناتو . فالبحر الاسود يعتبر بمثابة منطقة استراتيجية هامة وحساسة ، تتداخل فيها المصالح الجيوسياسية لعدد كبير من الدول المطلة عليه ، مثل رومانيا وبلغاريا وتركيا ( هذه الدول أعضاء في حلف شمال الأطلسي ) ، اضافة لجورجيا واوكرانيا اللتين تجريان مفاوضات للانضمام الى " الناتو " .
كما ويجب أن ننوه أن البحر الأسود يعتبر الطريق البحري الذي يربط أوروبا الشرقية وأسيا الوسطى والقوقاز بالبحر الأبيض المتوسط ، كما يعتبر مدخل روسيا الوحيد الى المتوسط ما يجعله يحظى باهتمام كبير من قبل موسكو .